أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - العراق وهويته السياسية














المزيد.....

العراق وهويته السياسية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تكف السياسة الخارجية العراقية ، عن التذكير ، بهاجس تبديد شبهة الاحتفاظ بأية ملامح خاصة ، الذي يلازمها منذ انقلاب نوري المالكي على خيارات الشعب العراقي ، واحتفاظه بالسلطة .
تقتفي خطى الولي الفقيه الايراني ، الى حد التمثل الذي يلغي السيادة ، ولاتعطي اعتبارات للمصلحة الوطنية ، فالصواب والخطأ في ذهنية صانع القرار العراقي ، يعتمدان على مقدار الانسجام مع السياسة الايرانية .
ولان آلية تفكير الحكومة العراقية تعمل وفق ميكانيكية التابع غير المطل على جوهر موقف المتبوع ، والمتبوع الذي لا يكشف كل اوراقه لتابعه ، يجد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نفسه على الدوام ، عرضة للوقوع في المآزق ، وفي احيان كثيرة مادة لتندر الخصوم ، الذين لا يواجهون مشقة في العثور على الاخطاء والخطايا والثغرات والمثالب .
القاء الحكومة العراقية كل ثقلها لدعم النظام السوري في معركته ضد شعبه احدى تجليات هذه السياسة .
فقد بني الموقف الرسمي العراقي تجاه الاحداث الداخلية السورية على ارضية تحالف نظام الملالي مع النظام السوري .
لم يتح تاثير الهوى الايراني ، على صانع القرار العراقي ، فرصة الوقوف عند طبيعة العلاقات ، التي اعتادت طهران على بنائها مع حلفائها في المنطقة ، والتي تقوم على العداء ، بتدرجاته المطلقة والنسبية ، او التتبيع قسرا واغواء .
السقطة التي تجاهلت رغبة الشعب السوري ، والمزاج الاقليمي ، والراي العام العالمي ، وضعت حكومة المالكي في مهب ريح المخاطر ، التي ينطوي عليها تجاهل حقائق ادارة السياسات الخارجية .
من بين المخاطر التي يصعب القفز عنها ، الاصرار على التحليق بعيدا عن الموقف الرسمي العربي ، الذي لم تصل سلبيته ، الى حد مساندة ارتكاب المجازر في مدن وارياف سوريا .
كما يكرس دعم المالكي للنظام الموغل في تقتيل شعبه البعد المذهبي والطائفي للصراع الداخلي العراقي .
موقف الحكومة العراقية من الازمة السورية ، يتضارب ايضا مع الموقف الدولي، المضطر لتطوير ادائه ، في مواجهة وحشية قمع قوات الامن والشبيحة ، ضد المحتجين السوريين.
ولا يخلو الموقف من المفارقة في حال مقارنة ثبات المالكي الاعمي على موقفه الداعم للاسد رغم ما يرتكب من مجازر ، بتذبذب موقف ملالي ايران الذي دعا النظام السوري مؤخرا الى اجراء اصلاحات ، مثيرا حالة من الجدل حول احتمالات تخلي طهران عن نظام الاسد الموشك على السقوط .
مفارقة الموقف الرسمي العراقي من تطورات الملف السوري ليست معزولة عن مواقف اخرى للمالكي لا تخلو من المفارقات.
ففي اندفاعه للبحث عن بعض الدفء ، في احضان الملالي ، برر المالكي القصف الايراني للمناطق الكردية ، ضاربا بعرض الحائط ،سيادة العراق ، والاضرار التي تلحق بالمكون الكردي العراقي جراء القصف ، قبل ذلك اخل بشروط الاتفاق مع القائمة العراقية وتهرب من حقها في ترشيح وزير للدفاع ، ثم نسب لممثل الامين العام للامم المتحدة أد ملكيرت تصريحات لم يقلها حول مخيم اللاجئين الايرانيين في العراق .
تراكم هذه المفارقات يضيف جديدا في تحديد مستقبل العراق وعمقه الاستراتيجي ، لا سيما ان سيادة اية دولة ، وسياستها الخارجية ، جزء من هويتها ، وبالتالي تهدد سياسة الالحاق التي يتبعها رئيس الحكومة العراقية ، بافقاد العراق ما تبقى من هويته ، المفترض ان تحددها مكوناته العربية والكردية ، دون ان تكسبه هوية جديدة ، اذا افترضنا صعوبة تحويل النفوذ والهيمنة الايرانيين الى هوية جديدة للعراق .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي والجموح الايراني
- جلادون وضحايا
- تجريف اعلامي ام اختطاف راي عام ؟
- وقت الملالي الضائع وزمن الثورات المدنية
- العراق على سكة التغيير
- رياح ميدان التحرير وعمائم ملالي ايران
- تهديد الياسري والتطويع الذهني
- في الترنح السياسي
- لعب في الوقت الضائع
- واشنطن تهئ المنطقة للمواجهة المقبلة
- خيارات اردنية ملتبسة في مواجهة الترانسفير
- الترانسفير المفتوح
- المغامرة الفلسطينية
- الانقلاب العراقي
- مغامرة الانتفاضة الثالثة
- حفلة -زار- عربية حول -الفزاعة- الايرانية
- الى سهير الاتاسي .... بلا مناسبة
- مدار البدائل الملتبسة
- عزف ايراني منفرد على عروبة الخليج
- سيناريوهات الحل البديل


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - العراق وهويته السياسية