جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 21:53
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
يحدث في عالمنا ، المصر على ثالثيته ، ان يحاول الجلاد ، تحديد مصير ضحيته ، بعد ارتكاب جريمته على مرأى العالم .
وزيرا الخارجية العراقي هوشيار زيباري والايراني علي اكبر صالحي برهنا على هذه الحقيقة دون ان يرف لهما جفن خلال مؤتمر صحفي حول مصير اللاجئين الايرانيين الذين تقطعت بهم السبل في مخيم اشرف .
فقد اعلنا عن تشكيل لجنة ثنائية تتولى النظر في ملف شائك باتت له ابعاده التي تتجاوز خيال قيادتين ثبت مع التجربة اخفاقهما في تصور حلول آنية لافرازات القضايا المصيرية .
وفي محاولة لاضفاء بعض الشرعية الاخلاقية ، على القرار المثير لريبة متابعي معاناة اللاجئين الايرانيين ، في مخيم اشرف ، اعلنا عن نيتهما اشراك الصليب الاحمر في اللجنة .
المسرحية رديئة الاخراج ، التي مثلها زيباري والصالحي ، على امل تمرير خطوات لاحقة ، يمكن تخيلها في احد مشاهد مسرحيات الكوميديا السوداء ، كأن توضع فوهة مسدس على رأس شخص ما ، يقف على حبل مشدود ، ويطلب منه تحديد وجهته .
فلم تغب عن الذاكرة بعد مشاهد القتل المتعمد التي جرت في المخيم قبل شهرين وراح ضحيتها العشرات من اللاجئين .
وما زال اللاجئون الايرانيون يعانون من انقطاع الكهرباء والوقود العلاج وتحرشات عملاء المخابرات الايرانية على اطراف مخيمهم مما حول حياتهم الى جحيم .
لذلك لم تبتعد محاولة الجلاد الجديدة ، المكررة الى درجة الملل، عن قلق الحكومة العراقية من الملاحقة الدولية ، ورعب حكام ايران من التأييد الدولي المتزايد لقضية اللاجئين الايرانيين ، والمتمثل في المقترحات الاوروبية ، واجواء تجمع باريس الاخير .
وحين يجري الحديث عن التأييد الدولي لقضية اللاجئين الايرانيين، يحضر تلقائيا ، البعد السياسي للجوئهم ، الذي يصعب عزله عن بقية تعقيدات الازمات الايرانية المتفاقمة .
الا ان توقيت محاولة ثنائي الملالي ـ المالكي اثبت في المقابل فجاجة تفكير صناع القرار في طهران وبغداد .
فهي تأتي في زمن انتفاضات الشعوب ، على ثالثية عالمها ، المحكوم بالظلم والقهر والدكتاتوريات ، وبحثها عن عالم تسود فيه القيم .
فات الملالي والمالكي ايضا ، ان العالم لم يعد قادرا ، على تجاهل تضحيات الشعوب ، الباحثة عن حريتها ، وان الانظمة العاجزة ، عن الاصغاء لايقاعات عصرها مصيرها الزوال .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟