أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - فقدان البوصلة الايرانية يربك حركات الاسلام السياسي الشيعي















المزيد.....

فقدان البوصلة الايرانية يربك حركات الاسلام السياسي الشيعي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما جرت العادة ، في التعاطي مع ازمات المنطقة ، يتسع اطار الجدل ، حول اسباب وتداعيات قرارات هيئة المساءلة والعدالة العراقية ، لكل التناقضات الطافية على السطح ، ويضيق حين يقترب من العلة الحقيقية .

فقد بقيت السجالات الدائرة ، بين الاطراف المهددة بالخروج من العملية السياسية ، والاطراف المستميتة دفاعا عن مكتسبات حصلت عليها ، في غفلة من الزمن ، تتمحور حول قانونية الهيئة، وظروف تشكيلها ، والقائمين عليها ، واثبات تحولها الى اداة ايرانية ،لابتزاز الولايات المتحدة ، مع تسارع تفاقم ازمة الملف النووي الايراني ، والخلل الذي يمكن ان يلحقه ابعاد ممثلي شرائح اجتماعية وسياسية واسعة،عن مراكز صنع القرار،في عراق ما بعد الاحتلال،وجدوى التحرك الاميركي السريع لانقاذ ما يمكن انقاذه من عملية انتخابية تحيط الشبهات بنزاهتها .

ولم يأخذ الحديث ، منحى اكتشاف خلل مفارقة التفكير والتحليل ، للتجريد المطلوب في مثل هذه الحالات .

ففي لعبة عض الاصابع التي لم تتوقف بين تيارين يتم توصيف تضادهما بالعروبي ـ الايراني مرة ، والديني ـ العلماني مرة اخرى مغريات لمتابعة المجريات دون البحث في التفاصيل .

وقد تتوفر مبررات لمثل هذه القراءات ، التي تمليها الرغبة في مواكبة احداث متسارعة ، ويسهل توظيفها سياسيا ، الا انها تبقى في اطار الاستخدام الاستهلاكي ، الذي يغلب عليه الطابع الآني للاحداث .

لكن للاكتفاء بمثل هذه القراءات ـ رغم استخداماتها الانية بين التيارات المتصارعة ـ بعده التضليلي على المدى البعيد .

فالضجيج الذي تحدثه سرعة التطورات الداخلية في العراق ، وامتداداتها الخارجية ، ومحاولات اللحاق بها ، يكفي لتغييب مؤثرات حقيقية في حركة الاحداث ، قد يكون حضورها مجديا لاضاءة بعض جوانب المشهد .

بين هذه الجوانب ما يتعلق بمؤثرات صراع الاجنحة الايراني على المعادلة الداخلية العراقية .

فالواضح من خلال تراكمات ما حدث في ايران ، منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، ان طهران التائهة بين اكثر من اتجاه ، وصلت الى مرحلة غير مسبوقة ، من العجز عن تزويد حلفائها في العراق ، برؤية موحدة ، قادرة على توفير الحد الادنى من التماسك المطلوب للاحتفاظ بما تم اختطافه من مكاسب ، خلال السنوات الخمس الماضية، او تحقيق انتصارات جديدة على الخصوم ، سواء ظهروا بصورة النقيض العروبي او العلماني .

بعض هذا الخلل يكشفه الخروج المفاجئ لخلاف الصدر ـ الحكيم عن رتابته التي اعتادت عليها القوى السياسية العراقية .

فقد جاء تصعيد مقتضى الصدر ضد شركائه في زعامة ظاهرة الاسلام السياسي الشيعي في العراق ، على ارضية اختلاف وجهات النظر ، حول مقاومة قوات الاحتلال الاميركي للبلاد ، التي يؤيدها زعيم التيار الصدري ، ويعارضها قادة المجلس الاسلامي الاعلى .

وفي حال الانسياق ، وراء رغبة تتبع خيوط خلاف التيارين ، حول هذه المسألة الحيوية ، لا بد من تجاوز الجغرافيا العراقية ، وربما مفاهيم العصر ، وصولا الى المرجعيات الدينية والسياسية الايرانية ، المترنحة بين قداسة التاريخ وبراغماتية السياسة .

فالمسافة الفاصلة بين براغماتية السياسة ، وقداسة الفكرة ، تتفاوت لدى الملالي المراجع في ايران ، لتنعكس على الملالي الاتباع ، وبالتالي تختلف الرؤية لكيفية التعاطي مع الاحتلال الاميركي .

وتبدو الامور اكثر وضوحا اذا تم التوقف عند السياقات التي جاء فيها تصعيد الصدريين ضد المجلسيين .

فقد جاءت التصريحات الصقورية لمقتضى الصدر ردا على تصريحات حمائمية لعمار الحكيم تتناول اعمال العنف التي تستهدف القوات الاميركية بانتقادات خجولة بعض الشئ .

بعض الغموض الذي يكتنف اثار ازمات ملالي ايران ، على حلفائهم في العراق ، وبقية بؤر التوتر الاقليمية ، المستخدمة ساحات مواجهة مع المجتمع الدولي ، تكشفه الظروف التي جاءت فيها اقوال عمار الحكيم ، والتي اخرجت مقتضى الصدر ، عن اطوار الخلاف الهادئ بين دفتي قيادة تيار الاسلام السياسي الشيعي في العراق .

فالتصريحات التي جاءت فيها عبارات زعيم المجلس الاسلامي الاعلى اعقبت لقاء عتب مع ـ اقرب حلفاء الحليف الايراني ـ زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله في بيروت .

والواضح من التصريحات ان لقاء العتب بين الحكيم ونصرالله تركز حول خروج الاخير عن حياده حول اعمال العنف التي تتعرض لها القوات الاميركية في العراق واشادته بالمقاومة الامر الذي يعد ابتعادا عن المجلس الاعلى واقترابا من التيار الصدري .

الا ان بواعث خروج نصر الله عن حياده لا تعود لحسابات عراقية بقدر ما تتعلق بالوضع الداخلي اللبناني والتطورات المحتملة على جبهة الجنوب الهادئة منذ حرب تموز.

فقد ترافق الخروج الخجول الذي احرج زعيم المجلس الاعلى ـ وهو يقف على اعتاب انتخابات نيابية ستحدد مستقبل العراق السياسي خلال السنوات الاربع المقبلة ـ مع توقعات بحرب اسرائيلية جديدة على جنوب لبنان .

ومن شان اي تصعيد اسرئيلي ان يؤدي الى مضاعفات حادة على الهدوء الداخلي اللبناني الهش الذي اعقب تفاعلات اقليمية كان لمقتضيات السياسة السعودية والسورية الدور الابرز فيها .

الا ان الحسابات المحلية لحزب الله اللبناني ، وزعامة الاسلام السياسي الشيعي في العراق ـ رغم اهميتها في التكتيك السياسي ـ لا تقلل من مسؤولية طهران عن صراعات حلفائها .

فالمقاومة العراقية في الفهم السياسي الايراني لا تتجاوز الاداة التي يمكن استخدامها حين تتفاقم ازمة الملف النووي مع المجتمع الدولي .

وعلى ارضية هذا الفهم يبني صانع السياسة الايراني علاقاته مع الجماعات المسلحة في العراق ، مع مراعات تناقضات هذه الجماعات ، والاستفادة من تضارب رؤاها في توسيع نفوذه .

فالعداء المذهبي مع تنظيم القاعدة لم يحل دون ظهور مؤشرات تفيد بوجود علاقات معه .

واذا صحت المؤشرات المتراكمة ـ بدء من الاسلحة الايرانية التي يتم اكتشافها بين الحين والاخر في الاراضي العراقية ومرورا بوجود افراد من عائلة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في طهران ـ لا يوجد فيتو ايراني على اقامة علاقات مع هذا التنظيم الذي تستهدف عملياته الاحياء والتجمعات الشيعية في نفس الوقت الذي يرتبط فيه ملالي ايران بعلاقات مع تيارات الاسلام السياسي الشيعي التي تستهدف اجنحتها العسكرية احياء سنية في مناطق مختلفة من العراق .

سياسة الفهلوة والتذاكي ، التي تتبعها طهران في تكتيكاتها لا تخلو من ارتدادات عكسية ، وان مكنتها من توسيع نفوذها في بؤر التوتر ، ومن بينها العراق ولبنان وفلسطين.

فالشكوك التي تثيرها هذه التكتيكات لدى القوى الحليفة ، وتضارب تكتيكات المركز مع السياسات المحلية التي يتبعها وكلاء بؤر التوتر ، يبقي الابواب مفتوحة امام اتساع تباين وجهات النظر وربما تضارب المصالح على المدى المتوسط .

وزوبعة الحكيم ـ الصدر التي اثارها اختلاف المواقف تجاه خروج نصرالله عن نصه التوفيقي ليست المؤشر الوحيد على مأزق طهران في تعاطيها مع اذرعها في بؤر التوتر .

فقد عجزت طهران من قبل عن توحيد حلفائها لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في العراق ، مما اضطرها الى اللجوء لتوجيه ضربات سياسية مباشرة ، للقوى العلمانية والعروبية ـ التي استفادت من اخفاقات حكم القوى الطائفية المتمثلة في عجز حكومة نوري المالكي ، عن بسط الامن ، وايجاد الارضية المناسبة للمصالحة الوطنية ـ باصدار قرارات تقصيها عن المشاركة بقوة وفاعلية في الانتخابات.

كما وجد الحليف الفلسطيني الابرز حركة حماس نفسه غارقا في اوحال عداء السياسة الايرانية للمحيط العربي ، مما اضطر رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الى الطواف على العواصم العربية ، لينفي عن حركته شبهات التنصل من عروبتها وفلسطينيتها .

وفي لبنان لم يخرج الامر عن اطاره التقليدي ، حيث اضطرت طهران لاستخدام قوى هامشية فلسطينية ، بقيت تراوح على الدوام تحت الطلب والاستخدام الايرانيين ، لتعويم ازمة حليفها الاستراتيجي المرشحة للتفاقم .

لكن تفاصيل المأزق الايراني واذرعه في المنطقة ، التي بدأت مؤشراتها تطفو على السطح ، لا تقلل من حدة وخطورة المنعطف العراقي ، في حال اقصاء ممثلي التيار العروبي والعلماني ، عن الانتخابات النيابية المقبلة ، وتحويلها الى نسخة مشوهة للمشهد السياسي الايراني الداخلي الغارق في عجزه عن التعامل مع مشكلة الاختلاف والتنوع بابعادها السياسية والمذهبية والعرقية .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان يهاجمون القاهرة بخطاب المودودي
- وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي
- ماراثون اللحاق بالشارع الايراني
- ايران فوق صفيح ساخن
- انتحار سياسي عربي على خارطة التحولات الكونية
- اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات
- الوعد الاميركي والقشة الاوروبية
- عودة فلسطينية الى زمن الاشتباك
- الخيارات الصعبة
- ظاهرة الافلاس السياسي
- حاضنة عربية للمزاج العراقي
- عقدة وادي عربة !!
- ملكيرت يطرق جدران الضمير العالمي
- ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية
- المصالحة المستحيلة
- ما تبقى من خطاب حكومة المالكي
- مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية
- الانكشاف الكوني يضع المنطقة على حافة المواجهة
- غطاء اميركي للاستيطان الاسرائيلي
- انكفاء عربي عن المشهد الاقليمي


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - فقدان البوصلة الايرانية يربك حركات الاسلام السياسي الشيعي