أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية















المزيد.....

مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 19:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثمة خسارات منظورة ، واخرى غير منظورة في زوبعة تقرير غولدستون ، الذي تحول الى قضية ، بعدما كان صدى باهتا لوقع القتل المروع والدمار والتشرد والالم الذي عاشه الفلسطينيون في قطاع غزة خلال عدوان " الرصاص المصبوب " الترويعي .

ففي تفاصيل ضجيج الغضب المثار حول تداعيات حدث يصعب التعامل معه بشكل مجرد ، واخضاعه للمعادلات السياسية ، محاولات تسطيح لا تتناسب مع تعقيدات اللحظة الراهنة .

ولا تخلو اعادة توظيف المجزرة ، التي كان تجنبها ممكنا ـ لو وضعت تقديرات صحيحة للموقف في ذلك الحين وتوفرت بعض القدرات على المناورة السياسية ـ من حسابات فئوية صغيرة ، لها اثارها التدميرية على صورة الشريك الفلسطيني في عملية السلام ، وما تبقى من المشروع الوطني .

ففي الانسياق ، بقصد او بغير قصد ، الى حروب صغيرة ما يبعد الانظار عن المعارك الكبيرة التي تستحق ان تحشد الطاقات لخوضها .

والتناقضات الداخلية الفلسطينية ، والمازق العربي ، والتعقيدات الاقليمية ، والحرج الدولي تبقي الاوضاع مهيأة لجلب كرة اللهب الى ساحة البيت الفلسطيني ، الامر الذي يتطلب البحث في جوهر الاشياء ، ومنطقها ، وعدم الاكتفاء بالنظر الى الجزء الظاهر من جبل الجليد .

فالقراءات العابرة ، والمجتزاة ، والقائمة على " التحريض " و" فشة الخلق " و " تصفية الحسابات " و " تسجيل النقاط " تساهم في تقطيع سياقات التفكير المنهجي ورفع وتيرة الهياج والديماغوجيا ولا تقود الى نتائج مقنعة .

واللبس الذي يكتنف تقرير غولدستون حوله منذ البداية الى ضحية للقراءات الفلسطينية الخاطئة .

فقد وجدت فيه حركة حماس فور طرحه مساواة بين الضحية الفلسطينية والجلاد الاسرائيلي ، وشنت عليه حملة لم تخرج عن سياق ازماتها المتلاحقة مع المنظمات الحقوقية والانسانية ، التي تنتقد القيود المفروضة على الحياة العامة في قطاع غزة .

وركزت القراءة الحمساوية في تعريفها للضحية ذلك الحين على نظرة التقرير لاطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مستعمرة سديروت .

الا ان حركة الاسلام السياسي الفلسطيني الاولى حدت من هجومها على تقرير غولدستون لدى معاينتها للموقف الاسرائيلي الذي التقى معها في ادانته .

واللافت للنظر ان الموقف الحمساوي بقي الى حين صدور القرار بتاجيل بحث التقرير اقرب الى الحذر ولم يصل الى حد الترحيب والاشادة في الوقت الذي سعت السلطة الوطنية الى استثماره في تسجيل نقاط على الجانب الاسرائيلي .

فقد كان واضحا لدى حركة حماس ان الخروج بقرار ادانة اممي سيحملها بعض مسؤولية الدمار الذي لحق بالفلسطينيين في قطاع غزة .

لكن الحسابات انقلبت راسا على عقب بعد ظهور ما يوحي بتورط السلطة الوطنية في التاجيل .

وعلى ضوء الحسابات الجديدة ، غير المعزولة عن الرغبة في التهرب من استحقاق الانتخابات العامة ، واقصاء رئيس السلطة عن موقع الرئاسة ، ليتولاها رئيس المجلس التشريعي بشكل تلقائي ، ركب خصوم السلطة الوطنية الفلسطينية موجة الادانة والرفض ، وانصب هجوم حماس على الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة تصريف الاعمال سلام فياض باعتبارهما الهدفين المفضلين للحملات الاعلامية المبرمجة للنيل من رموز السلطة الوطنية .

في الجانب الاخر ، وفرت الاوضاع الحرجة التي تمر بها محاولات احياء عملية السلام ما يكفي لانعاش الخطاب التعبوي ، الذي يستهدف رموز السلطة الوطنية ، وتجديده الى الحد الذي يتيح استيعاب اداء خصوم جدد لرئيسي السلطة وحكومة تصريف الاعمال ، ويحتمل تنويعات جديدة تناسب الذين قفزوا من مواقع الدفاع عن المشروع الوطني بعد فشلهم في الحصول على حصة اكبر من السلطة وهي ظاهرة اعتادت عليها الحياة السياسية الفلسطينية منذ ثورة بساط الريح .

فاللقاء الثلاثي الذي جرى في نيويورك ، واجبر القيادة الفلسطينية على مفاوضات شكلية مع الجانب الاسرائيلي دون تنفيذ شرط وقف الاستيطان وضع السلطة في موقف لا تحسد عليه.

وعمق الفلسطينيين العربي بلغ من الاضمحلال حدودا غير مسبوقة ليفتح المجال على مصراعية امام معادلات جديدة لن تكون في صالح العرب على المدى المنظور .

كما يقود تبدل الاولويات الاقليمية في اهتمامات القطب الكوني الوحيد الى تهميش القضية الفلسطينية ليتربع الملف النووي الايراني في واجهة المشهد .

وفي مثل هذه المعطيات ما يثير القلق من فواتير باهظة قد تدفعها القضية الفلسطينية ، سواء استمرت ايران في استخدامها واحدا من اكياس رمل عديدة في المنطقة ، او استثمرت اسرائيل ضربة عسكرية غير مستبعدة للمواقع النووية الايرانية في فرض واقع جديد على العرب .

بتفاعل الخطاب التعبوي مع الاوضاع السياسية الحرجة، وتجييش الشارع ضد السلطة الوطنية ، من خلال تحميلها خطيئة تاجيل بحث تقرير غولدستون ، بات لدى حركة حماس معطيات جديدة يمكن استثمارها في فرض المزيد من الشروط على اتفاق المصالحة الهش .

فالدلالات السياسية لتطور الخطاب الذي يستخدمه فصيل الاسلام السياسي الاول في الساحة الفلسطينية توحي بالرغبة في المساومة : بدءا من اعلان رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية بان سحب تقرير غولدستون شجع على اقتحام المسجد الاقصى ، ومرورا باتهام عزت الرشق للرئيس عباس بدعم الاحتلال ، ومطالبة محمود الزهار بنزع الجنسية عنه ، وتوعد شرطة حماس بملاحقة المسؤولين عن تاجيل بحث التقرير، وصولا الى المطالبة بتأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة في القاهرة.

اتخاذ الاحداث هذا المنحى يوحي بسعي لتهشيم مرجعيات السلطة والمضي في "شيطنتها" تمهيدا لاخراجها من دائرة القبول الشعبي .

وبالتالي بات النجاح والفشل في الحصول على مكاسب سياسية من الازمة التي اثارها تقرير غولدستون مرهونا بتحويله الى وقود لادامة الانقسام واقصاء طرف للآخر في المعادلة الوطنية .

لكن مسارات الاحداث لا توحى بوقوف الامور عند مكسب صغير يحققه طرف او اخر من اطراف النزاع الفلسطيني الداخلي .

فهناك من يستطيع استثمار كامل مشهد الانقسام الفلسطيني وتوظيفه بشكل اكثر فعالية .

ولا شك في ان الفلسطينيين بمختلف اطيافهم السياسية سيكونون الخاسر الاكبر من مثل هذه التوظيفات .

فقد استثمر الجانب الاسرائيلي الغطاء الاعلامي الذي وفرته ضجة التقرير في تسريع عملية تهويد القدس واعمال الاستيطان في الضفة الغربية .

وظهر نجاح الاستثمار الاسرائيلي للضجة المثارة حول تقرير غولدستون في تراجع الحديث حول سرطان الاستيطان الذي ينهش الضفة الغربية وتحول الفعاليات التي يقوم بها فلسطينيو الـ 48 لحماية المسجد الاقصى الى خبر ثان او ثالث في فضائيات الاثارة السياسية .

ووجد اليمين الاسرائيلي المتطرف في الهجوم الذي تشنه حماس على الرئيس عباس فرصته الذهبية للتشكيك بوجود الشريك الفلسطيني في عملية السلام والدعوة الى الحد من التركيز على الملف الفلسطيني .

كما ساهمت " حملة غولدستون الاعلامية " في اعفاء الوسيط الاميركي المشكوك في نزاهته من تطوير ادائه الخجول ، وتسهيل انسحابه التدريجي من عملية السلام ، لتعود القضية الفلسطينية الى مربع ما قبل دخول باراك اوباما للبيت الابيض .

وبمعالجة خطأ التجاوب مع الضغط الاميركي ـ الذي ارتكتبته السلطة في موافقتها على تاجيل مناقشة تقرير غولدستون ـ بخطيئة حماس يدخل الوضع الفلسطيني الى منعطف جديد ابرز ملامحه تكريس الانقسام بين الضفة والقطاع واضعاف الموقف التفاوضي الضعيف اصلا وارباك الدعم الرسمي العربي .

فالحضور السياسي الفلسطيني في امس الحاجة الى مرجعيات وشرعيات تمثلها قيادة معترف بها ، والانقلابات سواء كانت سياسية او عسكرية تضعف هذا الحضور ، الامر الذي يعد مساسا بانجازات وطنية ، ويشل عصب القضية الفلسطينية .

لكن حركة حماس وجدت نفسها في غنى عن التفكير في هذه الحقائق وهي تنقض على قيادة السلطة لصياغة معادلات داخلية جديدة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانكشاف الكوني يضع المنطقة على حافة المواجهة
- غطاء اميركي للاستيطان الاسرائيلي
- انكفاء عربي عن المشهد الاقليمي
- عبث اميركي في حقل الالغام الشرق اوسطي
- الاخوان يتسلقون العملية السلمية
- مشارف الحسم الفلسطيني
- مفاتيح جديدة لقراءة المرحلة المقبلة
- فتح تستعيد زمام المبادرة
- سلام الخريف !!
- تغريبة القدومي تعري الاعلام العربي
- قلق التسوية
- فوبيا سحب الجنسية
- الارتدادات العربية للمأزق الايراني
- متاهة الوطن البديل
- سباق شرق اوسطي في المتاهة الاميركية !!
- اوباما في دائرة الشك العربي
- معادلات جديدة ... لمرحلة مختلفة
- موسم الهجرة الى واشنطن
- قمة -العوالم- العربية
- مصالحات الوقت الضائع


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية