تجريف اعلامي ام اختطاف راي عام ؟

جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 22:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

يحلو لنظام الملالي في ايران ممارسة ما يمكن وصفه بسياسة "التجريف الاعلامي" في حربه ضد اللاجئين الايرانيين في العراق .

فهو يعرف جيدا وقع اللجوء على الضمير الانساني ، وردود الفعل الدولية المحتملة للاعتداء على الهاربين ، من مواطن تفتقر لشروط الحد الادنى ، من العيش بحرية وامان وكرامة .

ومن خلال تجربته مع مخيم اشرف ، وملاحقته لاجئين ايرانيين في اوروبا ، تكون لديه تصور لردود الفعل ، التي قد يلاقيها الاعتداء على اللاجئين .

الا ان الارق من رمزية وجود لاجئين على الحدود الايرانية ، يبقيه راغبا في التخلص من مخيم اشرف وسكانه ، باي شكل من الاشكال ، لا سيما وانهم الشاهد الحي ، على واحدة من اسوأ المراحل التي مرت بها ايران ، وهي مرحلة سرقة الثورة .

نظرا لبشاعة جريمة ملاحقة اللاجئين وقتلهم ، وفي محاولة لاخفاء ارتفاعات الخط البياني لانتهاكه حقوق الانسان في ايران ، يستخدم النظام الايراني قفازات عراقية ، في تصفية حساباته مع مواطنيه الهاربين من جحيمه .

هذه القفازات ، يصعب اختزالها في القرار الذي تتخذه لجنة حكومية ، مهمتها تحين الفرص ، واصدار الاوامر لاقتحام المخيم ، وقتل اللاجئين ، بالتنسيق مع السفارة الايرانية في العراق .

ولا يقتصر دور هذه القفازات على الغطاء السياسي الذي تقدمه الحكومة العراقية باثارتها ملف المخيم وسكانه اللاجئين .

فقد تجاوز التغلغل الايراني في العراق مصادرة القرار السياسي الرسمي الى الايغال في التفاصيل اليومية للحياة العراقية بما في ذلك تشكيل واجهات من منظمات مجتمع مدني ووسائل اعلام وتحديد مهامها.

احد تقليعات الملالي وادواتهم في التعامل مع هذا الملف اطلاق حملات اعلامية تمهيدا لقتل العزل المقيمين في المخيم الامر الذي يعد انتهاكا لابسط القواعد الاخلاقية في العمل الاعلامي .

تشارك في حملات "التجريف الاعلامي " هذه صحف وفضائيات ، بعضها مملوك للدولة ، ويفترض انها مكرسة لتوجيه الراي العام العراقي ، وترشيد الحياة السياسية في البلاد .

و بانسياقهم في هذه الحملات ، يتجاهل المستجيبون للترهيب والترغيب الايرانيين انهم يساهمون في مصادرة الملالي لصوت العراق والعراقيين ، بعد مصادرتهم لارادة الحكومة العراقية ، التي حولت مخيم اشرف الى قناة ، تغمز منها لارضاء الولي الفقيه .

#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات