أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - المالكي وخطابه المترنح














المزيد.....

المالكي وخطابه المترنح


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعكس البعد الاستشراقي في الخطاب السياسي الذي يستخدمه نوري المالكي وهو يتوجه للولايات المتحدة عمق المأزق الذي يعيشه صانع القرار العراقي مع بدء العد العكسي للانسحاب العسكري الامريكي من البلاد.
ففي مقالة نشرتها الواشنطن بوست قبيل الزيارة المرتقبة حرص المالكي على تجميل ظاهر الازمات الطاحنة دون الاقتراب من جوهرها الذي تدركه مراكز البحث والتحليل وصناعة القرار الامريكية .
على سبيل المثال لا الحصر حاول ترك انطباع بان انسيابية الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق رهينة بعض الوقت الذي تحتاجه حكومته لحل القضايا العالقة .
وللمالكي عدو يكاد ان يدخل بطن التاريخ الا ان رئيس الوزراء العراقي حرص على استحضاره لتسويق فكرته .
يتمثل هذا العدو في النظام السابق الذي يسعي ـ على حد ما جاء في المقال ـ لتدمير العملية السياسية في العراق .
وكما هي العادة ، لم يخل الامر من اصرار على خدعة ، ساقتها الاجهزة الامنية العراقية من قبل ، لتبرير حملة اعتقالات ، نفذتها في محافظة صلاح الدين .
وتتمثل هذه الخدعة باكتشاف الثوار الليبيين ، وثائق تثبت تورط القذافي والبعثيين العراقيين ، في محاولة انقلاب على الحكومة العراقية .
المالكي الذي يعي كغيره ، من السياسيين الذين يعيشون على كوكب الارض ، ان العالم بات قرية صغيرة ، لم يعر اهتماما لتصريحات ، ادلى بها قادة المجلس الانتقالي الليبي ، نفوا خلالها اكتشاف مثل هذه الوثائق ، الامر الذي يبطل الاتهامات الموجهة لمتهمين تم اعتقالهم على الهوية ، في محاولة لخلق عدو وهمي ، وخوض معارك وهمية ، تغطي على فشل الحكومة ، في معالجة الملفين الامني والسياسي .
سلطت المقالة التي تمهد لزيارة رئيس الوزراء العراقي الضوء مجددا على استسهاله شن الحروب على طواحين الهواء مقتفيا اثر دون كيشوت الذي تحول الى اسطورة تستذكرها الاجيال في ارجاء المعمورة لدى التطرق للتصرفات الخارجة عن المألوف .
حروب المالكي العبثية ،لم تستعد دون كيشوت وحده ، فقد اعاد فشلها ، في اخفاء عجزه ، عن ارضاء واشنطن وطهران معا ، صورة النعامة التي تدفن راسها في الرمال حين يداهمها الخطر .
ملف اللاجئين الايرانيين ، الذي اشار له المالكي في مقالته ، احد عناوين العجز، حيث اتسعت رقعة الرفض الدولي ، لاية اجراءات قسرية ، قد تنجم عن المدة ، التي حددتها الحكومة العراقية ، لاخلاء مخيم اشرف ، مما يحول دون اقتحامه ، كما جرى في مرات سابقة ، وفي المقابل يخشى رئيس الحكومة العراقية الظهور امام الولي الفقيه الايراني بصورة المتراجع عن قرار اغلاق المخيم ، لا سيما وان هذا القرار كان جزء من صفقة ، حصل بموجبها على بعض مقومات البقاء ، في المشهد السياسي العراقي ، لذلك يحرص على ارسال اشارات للغرب بانه ليس بصدد اقتحام المخيم ، ويبقي في الوقت ذاته على المدة التي حددها لانهاء وجود اللاجئين في مخيمهم.
الشلل الذي اصاب العملية السياسية العراقية ، واجهة اخرى ، لحالة التارجح بين واشنطن وطهران ، التي تمر بها الحكومة العراقية ، فهي غير قادرة على الجمع بين متطلبات التوافق مع مكونات اساسية في المشهد السياسي العراقي وارضاء الولي الفقيه في ايران ، لا سيما وان طهران تضع الفيتو على اياد علاوي زعيم اكبر كتلة في البرلمان العراقي .
التوجه لتشكيل الاقاليم في العراق نتيجة طبيعية لحالة الارتهان واللاتوازن السياسي وافرازاته المتراكمة التي لا تبدأ ولا تنتهي من الشعور بالظلم وانعدام الامان في ظل حكومة محاصصة طائفية .
ينسحب الارتباك ايضا على السياسة الخارجية العراقية الحائرة بين طهران وواشنطن ، والذي تظهر بوضوح ، في التعامل " الفهلوي "مع تطورات الاوضاع في سوريا ، حيث تتضارب التصريحات الرسمية العراقية بين يوم واخر ، ولا تلقى قبولا في الشارع العراقي المتعاطف مع ضحايا النظام السوري .
ومع غياب القدرة على الحسم ، والعجز عن الخروج من حالة الترنح السياسي ، لا تبدو مهمة المالكي سهلة في التعامل مع الاستحقاقات العراقية لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي ، والمتغيرات المتسارعة في سوريا ، وتفاقم الوضع الايراني الناجم عن تنامي المعارضة الداخلية وفشل التعايش مع المجتمع الدولي .
كان على رئيس الوزراء العراقي ، ان يعي وهو يخاطب دولة مؤسسات ، لها مصالحها الحيوية في المنطقة ، ان مواجهة التحديات المفصلية ، تحتاج الى فهم اخر ، وقراءات مختلفة ، عن الذي جاء في مقالته ، لكنه تجاهل ان مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة ،تمتلك في اسوأ احوالها الحد الادني من المعلومات ، وادوات التحليل ، التي تتيح لها معرفة ما يحدث في منطقة حيوية كمنطقتنا .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسفار الرضوخ والمغامرة
- توحش الملالي
- ظلال الولي الفقيه
- العراق وهويته السياسية
- الربيع العربي والجموح الايراني
- جلادون وضحايا
- تجريف اعلامي ام اختطاف راي عام ؟
- وقت الملالي الضائع وزمن الثورات المدنية
- العراق على سكة التغيير
- رياح ميدان التحرير وعمائم ملالي ايران
- تهديد الياسري والتطويع الذهني
- في الترنح السياسي
- لعب في الوقت الضائع
- واشنطن تهئ المنطقة للمواجهة المقبلة
- خيارات اردنية ملتبسة في مواجهة الترانسفير
- الترانسفير المفتوح
- المغامرة الفلسطينية
- الانقلاب العراقي
- مغامرة الانتفاضة الثالثة
- حفلة -زار- عربية حول -الفزاعة- الايرانية


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - المالكي وخطابه المترنح