أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة المثقف والدولة














المزيد.....

سلطة المثقف والدولة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الفكر السياسي في المغرب,كما هو منذ بدايته ظل حبيس الصراعات السياسية الي جعلت منه إيديولوجية مناضلة ضد القهر السياسي,فبدا مناهضا لنظام الحكم,الذي وجد مبراا لعدم الثقة في الفكر,سواء كان فكرا سوسيولوجيا سياسيا أو فكرا سياسيا,او حتى أدبيا فنيا,ولأن طبيعة السلطة السياسية هي التي تحافظ على وجودها بكل السبل,فإنها تجد من المشروع الدفاع عن نفسها حتى بالحد من سلطة الثقافة,تلجأ إلى تبخيس الثقافي,والتخويف منه بطرقها,أو استغلال ثقافة أخرى لمزاحمة الثقافة التي تتحالف مع السياسي وتدعمه,هنا أيضا تلجأ الدولة إلى استقطاب مثقفيها القادرين على منافسة الخصوم التقدميين بالخصوص,حتى لو اقتضى الأمر الإستعانة بالفكر السلفي السياسي,كما فعلت العديد من الدول العربية,التي اعتمدت تشجيع الإسلام السياسي,الذي سرعان ما انقلب على السلطة باللجوء إلى العنف كما حدث في مصر والجزائر وتونس,وإلى حد ما حتى في المغرب,مما يؤكد حاجة السلطة السياسية إلى حركات سياسية وقوى اجتماعية داعمة لوجودها حتى لو كانت محاففظة,ولم تفطن السلطة في العالم العربي إلى ضرورة تحديث الممارسة السياسية,لتؤهل الأحزاب للعب دورها في التنافس على السلطة والتداول عليها كما يحدث في الأنظمة الديمقراطية,التي تخلصت من التعسف في تملك السلطة واعتبارها خاصة ومحتكرة من طرف فئة دون غيرها من الفئات الإجتماعية الأخرى,مما دفعها للإنفتاح على المثقفين كصوت ضروري الإعتراف بفعاليته واستراتيجية التعاون معه لأجل بناء مجتمعات المعرفة والتواصل,فالمثقف هو القادر على تنوير المجتمعات وحتى السلط السياسية التي باعترافها بأهمية الثقافة تصير سلطة التنوير,والحريات,دون أن تضطر إلى الإنحياز لأطروحة خصومها,أو التحامل عليهم كأعداء عليها التشكيك في تصوراتهم الثقافية حتى عندما ينتقدون مشاريعها السياسية والإقتصادية,فالسلطة السياسية في الدول الديمقراطية,ليست ملكا لأحد,إنها موضوع صراع يصل إليه الحزب من خلال الفوز بأغلبية المصوتين في العملية الإنتخابية الشفافة والمعبرة عن الرأي العام,وهي أكثر الصيغ الحضارية فعالية وحرية,رغم ما يشوبها أحيانا من عيوب واختلالات,وهو ما على الدول العربية أن تدركه,فخفوت صوت المثقفين خطر عليها هي أولا قبل غيرها,لأنهم صوت العقل,القادرين على التوجيه,وهم الملاذ الأخير لها وللمجتمعات البشرية,إنهم بفكرهم يهذبون غريزة العنف أو بحدون منها,وهم أنصار العقلانية والمحتكم إليهم في الصراعات الحادة عندما يتعلو أصوات التدمير الذاتي,والإنتحارات الحضارية المولدة للحروب والنزاعات المسلحة وكل الميولات المحطمة لطموحات الكائنات العاقلة,التي لا معنى للعالم بدونها,ولا معنى للفكر والفن والعلم والسعادة الإنسانية التي تنشدها الحضارات الإنسانية منذ نشأة البشرية,التي بدون الثقافة ما كان لها أن توجد,وتتطور فالثقافة هي ما حفظت الوجود البشري و رعته ليحقق النجاحات المهمة التي نوصل إليها,وأولها العمل وفق آليات العقل,التي حررته من طموحات القوة والغريزة,ولولا الثقافة لآستمرت الإنسانية في صراعاتها المدمرة,ولبقي الإحتكام إلى القوة سائدا حتى عندما تأسست الدول والإمبراطوريات التي كادت تبيد الكثير من الحضارات لولا تدخل الثقافة والمثقفين الذين أسسوا معنى العدالة والمساواة بين الأمم والحضارات الإنسانية والثقافات,وما تهميش المثقفين إلا بقايا لفكرة كون البشرية حافظت على وجودها بفعل الغريزة نفسها,ولذلك ربما صدقت الكثير من الدول قديما وحديثا أن التكنولوجية هي الوسيلة البديلة لفكر الثقافة,في الحروب وحتى في بناء الدول والحفاظ على السلطة السياسية,ناسين جميعا أن فكرة السلطة نفسها وليدة العقل والثقافة وليس الغريزة,فلولا الثقافة لما وجدت الدولة نفسها ,ولما اقتنع الناس بها أصلا,لكن النسيان الذي يعمد إليه بعض الساسة يحول الكثير من الحقائق إلى أوهام الغاية منها قلب المفاهيم,وتعليق الكثير منها لتبدو لحظات عابرة في التاريخ البشري الممتد بامتداد الوجود البشري.
حميد المصباحي كاتب وروائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والثقافة
- الفكر السياسي في المغرب
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة
- أزمة الحداثة في العالم العربي
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين
- إيران والعداء العربي الخليجي
- قيمة الدستور
- العنف والإحتجاج في المغرب


المزيد.....




- يوميات اللبنانيين مع المسيّرات الإسرائيلية بين التعود والإنك ...
- هل بدأت إسرائيل علنا تقسيم -الأقصى- مكانيا؟ وكيف يمكن ردعها؟ ...
- إدارة ترامب توقف خطط تطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية
- تفاصيل لعبة واشنطن وإسرائيل مع حزب الله
- عاجل | وزيرة الخارجية الأسترالية: يجب أن تنتهي معاناة المدني ...
- شاهد.. وثائق مزورة تغير مصير عشرات الآلاف من أطفال كوريا الج ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب قبالة سواح ...
- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر -هزيمة ...
- بلدة -عقربا- الفلسطينية تودّع معين أصفر بعد مقتله على يد مست ...
- في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسك ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة المثقف والدولة