خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 11:28
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
في يوم 9 من شهر جانفي 2011غادرنا الحبيب الشاب الوسيم نبارك في ربيعه الثماني و العشرين .
كان الخبر كعاصفة مفاجأة داهمت الجميع ، إذ لم يكن أحد يتوقع موتا مفاجئا بهذه السرعة ..
بدأ نبارك مغامرته الموسيقية في إطار جامعي حيث أسّس مجموعة " صغرو باند " من عالم قد يبدو في غاية البعد ،الجنوب الشرقي المغمورعن أنظار الجميع.
بدأ " نبا " يتململ من "آيت غيغوش " النّائية التي لا أحد يسمع عنها و تمكن في ظرف وجيز من احتلال منصّات دولية و بلغات متعددة فقط لإسماع الصوت الأمازيغي المتجذّر في ِقدَم ِ أرض الأجداد .
تمكّنت " صغرو باند " من تحقيق نجاح هائل خصوصا بعد ألبوم " يعللين موحا" " المسكين موحا" ، بعدها مباشرة غنى " نبا " " أوباما "عام 2009 لتشجيع " الآخر" على معرفة حقيقة معاناة الشعب الأمازيغي على أرضه ، بل تمكنت الفرقة من الغناء بجميع اللهجات الأمازيغة و حمّلت مسؤولية التشتّت للمخزن الذي قام بما في وسعه في تعميق الهُوّة بين الشعب الواحد.
كان " نبا " جريئا ، لم يتوانى في شئ ، إذ غنى للحب و الحياة و الحرية و العدالة ، أملا في تحقيق ما بدأه الأسلاف عبر الأغنية الموزونة ،الهادفة ، المُحرّرة من قيود الغبن و التخاذل.
أبدى " نبا" ذكاء خارقا إذ بالإضافة إلى الموسيقي كان شاعرا و رساما و خطاطا .
جادّا في كل مايقوم به ، لم يكن يرغب في تمزيق وقته في الهراء ، وأخذ يرنم أغانيه ، ينقشها على الجدران ، بالواحات و الوديان ، أسمعها لأمواج البحر علّها تذكر صوت الأجداد البعيد ، الصارخ من الآلام و الحزن و الضياع ..
تمكن الشاعر من حصد إجازة في العلوم الساسية و أخري في الآداب الفرنسية ..
هكذا اختُطف الشابّ العبقري بين ظهرانينا دون مبالاة ، في زهرة الشباب .
قدّم حياته فداء لأرضه العتيقة ولم يستسلم و هو على مشارف الموت قائلا :
" هادوا اللّي سمّموني علاش بغاوا يقتلوني " ؟؟
قال الكتاب: " لا تخافوا من يقتل الجسد ، بل خافوا من يقتل الجسد و الروح معا ".
نبارك : حياتك جهاد و موتك مفخرة لكل إنسان حرّ شريف ..
تعازينا لأمّه الحنون و لإخوانه و أصداقه ولمحبّيه الذين سيذكرون مغنيهم ما داموا على قيد الحياة ...
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟