أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خديجة آيت عمي - مذكرات مدينة














المزيد.....

مذكرات مدينة


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 23:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بدأَت قديمة ،لا أحد يذكر بدايتها سوى ما عثر عليه من بقايا أدوات حجرية ذات صلة بالبناء بالإضافة إلى الإكتشاف الذي تمّ التوصل إليه بعد العثور على رجل " سيدي عبد الرحمن " ، و حسب المؤرخ "الزياني " (1734ـ1833) فإن زناتة هم من أسسوا هذه المدينة لكنه لا يحدد زمن هذا التأسيس . و في القرن 12يصف " الإدريسي " أنفا المدينة على أنها ميناء تجاري حيوي .
و يعبّر "ليون الأفريقي "في بداية القرن 16قائلا : "داخل أنفا كثيرة هي المعابد و المحلات الجميلة والقصور المرتفعة ".
ثم ... وقع أن دمّرالبرتغال أنفا على آخرها عام 1468 .
وبهذا تعرض "البيت الأبيض " "المغربي "( كما كان يحلو لي تسميتها في زمن ما ...) إلى كسوف دام ثلاثة قرون .
في عام 1866 إنتقل سكان هذه المدينة إلى 6000مسلم و هم أمازيغ إستقدمهم السلطان محمد بن عبد الله من الصويرة ( منطقة حاحا ) و من بواخر (مكناس ) و1800 يهودي بالإضافة إلى أكثر من مائة أوربي .
وفي عام 1912تم توقيع فرنسا على قانون الحماية لتدخل هذه المدينة عهدها الجديد. إذ عرفت مدينة كازابلانكا حركة بنيان لم يعرف مثيلها المغرب و اعتبرت التواريخ (2 91 1ـ 1940) من أهم مراحل البناء الحديث بالمدينة ،إذ تم
إدخال الهندسة الأوربية وتم إستخدام المهارات الغربية الحديثة التي صّممت شققا تعلوها البلكونات وتتخلّلها وجوه تماثيل إستُقدم نحّاتوها لهذا الغرض وارتفعت البنايات وشيدت الشوارع الواسعة المزينة بالأشجار والزهور و الأزقة المتفرعة منها والأرصفة والحدائق إلخ،لا بل استفاد المهندسون الفرنسيون والخبراء الإسبان و الإيطاليون المكلفون بهذه العملية من أخطاء التعمير العشوائي الذي انزلق فيه البناة الأوربيون أحيانا فيما مضى .
فتم بناء الميناء وخطوط السكك الحديدية و خط الترام والمدارس والمستشفيات والأسواق وأسواق الزهور دون أن ننسى المسرح البلدي و الكونسرفتوار وقاعات السينما والمسابح والفنادق والمقاهي و المطاعم والمصحات الحكومية الخاصة بكل حي و الأحياء الصناعية وغالري لافاييت وشواطئ البحر والغابات والمكاتب الإدارية وووو...
ثم حدث بعد تطور و ازدهار هذه المدينة التي غزت العالم بفضل فيلم همفري بوغارت "كازابلانكا "والتي أصبحت مدينة في غاية الجمال والأناقة تضاهي مدنا غربية كثيرة آنذاك ،تحمل مواصفات المدينة المتحضرة الحاملة لكل المقاييس الفنية ، و مع هذا المظهر الوسيم ارتقى بعض المغاربة الأمازيغ و الأمازيغ المستعربين و اليهود إلى هذا الجو المنعش الأنيق برفقة الأوربيين المتواجدين بها و اللذين كانوا على حرص أن تظل مدينتهم نظيفة بفضل قانون البلديات الذي يحمي حق المدينة في النظافة و الإغتسال.
وسُنّ قانون عطلة نهاية الأسبوع لتركن المدينة في هدوء أيام السبت والآحاد إستعدادا للعمل يوم الإثنين ،و لم تُهمل مسألة الأمن ليلا بالخصوص ،حفاظا على سلامة المواطنين اللذين يفضلون الخروج ليلا للترفيه مستعملين الباصات الهادئة التي نادرا ما تتعطل عجلاتها في الطريق .
ثم ......
حدث أن حصل المغرب على استعماره ، عفوا أقصد على استقلاله فتمّ طرد الفرنسيين بكل أدب و تمّ التضييق على اليهود المغاربة إلى أن هاجروا بحقيبة في اليد و تمّ التخلص من الأمازيغ اللذين بُعثوا لأوربا كيد عاملة و زُجّ ب" الفاهمين" النزهاء إلى السجن في حين قُتل أغلبهم رميا بالرصاص وهرب المتبقّون إلى الخارج خوفا على حياتهم .
ثم .... ثم خلت السّاحة للفاسيين (هولاكو المغرب) ليستمتعوا بالسلطة و الجاه و المال و لم ينسوا أن يُسيّجوا أنفسهم بأمثال ادريس البصري ( مهدّم المسرح البلدي )الذين خرقوا جميع أنواع الأشواط المتعارَف عليها بشريا (من الحمارة للطّيّارة )،و خلت لهم الأجواء لأن يعيثوا فسادا في كازابلانكا ، إذ تمكنوا من سرقة شقق الهاربين (المغاربة بما فيهم اليهود والأجانب ) و السطو على ممتلكاتهم و تزوير وثائق البيع و الشراء و الإستحواذ على أموال الغير ، ثم تغيير الأسماء إلى أخرى لا علاقة لها بالتحضّر و البناء و احترام النفس ،.
الخلاصة ؟؟؟؟؟
كازابلانكا الآن = مدينة قبيحة تعجّ بمخلوقات هائمة دون هدف ، سيارات لا
تحترم إشارات الوقوف ، الضوء الأخضر يساوي الضوء الأصفر يساوي الضوء الأحمرأي لا فرق بينهم .يقطع الراجلون طريقهم كيفما كان ،ركامات هائلة من الأزبال في الشوارع و الطرقات .
إجتثاث الأشجار و النبات من قبل الصغار و الكبار معا .
التلوث الهوائي بسبب السيارات التي لا تريد أن تخضع للمقاييس المتعارف عليها .
"النشير" الذي كان ممنوعا أصبح يطل من كل نافذة و الحيطان التي أُدخلت عليها تحسينات " البرابول " ، تحول أجمل الشوارع إلى سوق عكاظ حيث تفترش البضائع الأرض دون أدنى احترام للمكان إلخ .....
الخلاصة : وأخيرا نجح الحالمون بإمبراطورية العروبة في تحقيق المسعى الخالد ألا هو َبدْوَنَة المغرب و عزله عن كل ما يسمّى "حضارة".
الحضارة هو أن تكون لك القدرة و الشجاعة على الجلوس مع أشدّ خصومك و أن تصل إلى نتيجة حول مشكل من المشاكل التي يتخبط فيها الملايين عوض الغوص في المزيد من البَدْونَة و التدليس.



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطعم
- العورة غايشا
- الحياة
- العرب بين الجنس والسياسة
- الجرس
- فصل الشتاء
- المغرب بين التحديث و التحريم
- المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية
- الجسم السليم في العقل السليم


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خديجة آيت عمي - مذكرات مدينة