أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خديجة آيت عمي - الحياة














المزيد.....

الحياة


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 18:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


اليوم هو اليوم رقم أربعة بعد وفاة القذافي .إنتابني إحساس بالحزن العميق ، إحساس أبوي غيرمفهوم حول القضية الساخنة التي نحن بصددها هذه السنة ، السّنة التاريخية بامتياز .
إلتفتّ حولي ،حسرة تحيطني تشبه الألم ولاأدري لماذا ذكّرتني فجأة بوهران أوكازابلانكا مدينتي التي مررت عبرها قبل شهر .
شئ غامض هوائي ما حدث لإنسان قدّر زمننا الآنيّ أن نلتقي به ، إنسان حتّم علينا تاريخنا العيش معه ، حتى و إن كنا لا نشاطره الجنسية أو الوطن ، لكنه كان يأخذ حيزا من هذا المكان المسمّى "الأرض ".
كنت طفلة صغيرة حين تقّلد معمر القذّافي الحكم و منذها و هو في الصورة ، في خلفية الصورة في داخل الصورة وعبر الصورة يؤثّث المكان و الزمان ، يغيب ثارة ثم يظهر بتقليعة جديدة مثيرة للسخرية أو الإشمئزاز و تعودنا على رؤيته هنا و هناك ثم شاءت الأقدار أن ينفر من تصرفات بلدان ما فأغلق على نفسه في خيمته كما يحلو له القول وأن يتصعلك في حياته على طريقته.
غريب هو أمر الإنسان حقا ، إنه قد يريد شيئا و قد يقتل من أجل الحصول على مبتغاه ثم .. ما أن يصل إلى ما ابتغاه حتى يتمرّد عليه دون مبالغة .
نفس الإحساس انتابني ذلك الصباح عند (إ...م) صدام حسين ، حدث أن ترك لي الجيران حوضا مستديرا حيث تعيش سمكتين حمراوين صغيرتين على أن أعتني بهما أثناء سفرهما، لكن لسبب غامض ماتت إحداهما ، كان الجو محتنقا و لم أكن أجد تفسيرا سوى أن روح صداّم اختطفت السمكة من هذا العالم و لسبب
ما شعرت بنفس الشعور الذي انتابني هذا الصباح ، ما الذي يدفع بالبعض منا أن يختار طريقا أكثر أشواكا و لتحقيق ماذا ؟ السلطة ؟؟؟؟
ثم يأتي بالسلطة إلى ذاته ؟ فيلبس رداءها دون أن يعلم ثمنها الحقيقي ، ثمنها الحقيقي الأخير ؟؟؟
ترى كم كلفت السلطة صدام حسين ؟، كان هو أيضا يملك حيزا من هذا الكوسموس الذي نعيشه لسنين و مع ذلك ولسبب ما نحن غير قادرين على تطويرالمهارات لمعرفته و كأننا عميان تنقصنا الحاسّة التاسعة لإدراكه ثم ....
نعيد الكرّة و نجرّب حظّنا مع اللا متناهي لنتعامل معه ب منطق"المتناهي " وهنا يحدث السقوط و السقوط المرعب .
ثم نسمع عن حضارات اختفت من الكتب حتى لغرائبيتها غير مستوعبين أبسط فورمولاتها لنتساءل عن السبب.
هل لا نزال نحن بنو البشر في طور البدائية المتوحشة التي تجعلنا غير قادرين على التحول النوعي أو حتى على الإستمرارية ؟؟
هل التقدم التكنولوجي الذي توصلنا إليه ـ أخيراـ نعتبره إنجازا رغم الشرخ العظيم بين عمر بنو البشر و تكنولوجيتهم المتأخرة ؟
ما الذي جعل بنو البشر متأخرين ،لا يفقهون في الكوسموس المنبثقين ، المنتمين إليه شيئا؟
ما الذي حقّقه القذافي كجثة هامدة بعد أن شملت صوره كل وسائل الإعلام في العالم ؟
و ما الذي حققه صدام حسين و هو يغسل ملابسه الداخلية بيديه فاتحا فمه على مصراعيه ، مصرّا على صباغة شعره بالسجن ؟
ما الذي حققه الإثنان مختبئان بمجاري ضواحي المدن خوفا من الوقوع والموت ؟
....
بثت وكالات الأنباء صور ومقطع الرئيس الليبي ونجله قبل و أثناء و بعد الموت في لا متناهي اللامتناهي دون إدراك مدى الفوضى المطلقة التي نعيشها منذ آلاف السنين بسبب مفهومنا الساذج للسلطة و الحياة .



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين الجنس والسياسة
- الجرس
- فصل الشتاء
- المغرب بين التحديث و التحريم
- المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية
- الجسم السليم في العقل السليم


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خديجة آيت عمي - الحياة