أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة آيت عمي - درس في الأخلاق














المزيد.....

درس في الأخلاق


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا)

لا أدري في أي مرحلة من التعليم كنت حين تعلمنا هذا البيت الشعري الذي أجهل صاحبه حقيقة ، لكني لسبب ما ظل يرنّ في ذهني منذ أن سمعت لأول مرة بإنشاء حزب مغربي يدعى " الأصالة و المعاصرة " و ذلك منذ حوالي سنتين .
علمت بعدها أنه حزب يدعو لّليبرالية و الإنفتاح الديمقراطي و مع أني لم أتمكن حتى الآن من إدراك مامدى حقيقة ذلك .
حسب ما أذكر فإن المقولة / البيت في عقد الثمانينات كان يُقصد بها الإمبريالية الغربية المتوحشة و أهدافها الإستعمارية في العالم و طبعا كانت الولايات المتحدة القائدة والمعنية بذلك ، و كانت التّكهنات المنطقية "العلمية" كلها تنطق بنهاية حتمية لهذا النظام (الرأسمالي) كما جاء ب " الرأسمال " ل "كارل ماركس " ، و هذا ينطبق و في نفس المرحلة على أزمة الفنون التشكيلية في الغرب و وصولها إلى المأزق مع "البوب آرت " ، و بدا عقد التسعينات مسرحا للفرجة ننتظر فيه وقوع العملاق بفارغ الصبر ، لكن نهاية الثمانينات جاءتنا بمفاجأة إذلا أحد على الإطلاق كان يتوقع إنكسار حائط برلين إلى غير رجعة ، بل أصيب العالم بنوبة قلبية واقفا في منقطع الطرق حائرا دون جدوى .
كان الخبر محزنا للحالمين بنظرية المساوات المطلقة و سارٌا لمن عاش لقطات الشيوعية المُرّة و من داخلها واحدة واحدة دون رتوشات أو مساحيق البروبكندا والإعلام.
و مع ذلك فإن فرقة ثالثة لِنُسميها " الفرقة التي لا تتفق مع أحد " أخذت تتربّص بكليهما لأسباب تاريخية و سياسية و ابتهجت لكن ليس كثيرا بفقدان العجوز " الشيوعية " إذ كانت تأمل في القضاء على المنظومتين في آن للبروز كقوة عالمية ثالثة كبديل ، و اعتبرت هذه الفرقة أن الإخلال بالجانب الأخلاقي الأهم ألا و هو عدم الإيمان بالله ما حتّم موت هذا النظام إن آجلا أو عاجلا (بغضّ النظر عن إمكانية التدخل الأمريكي للإطاحة بالشيوعية إلخ ...).
و الحق أنه من اللاّأخلاقي جدا ما اشتُهربه نظام الإتحاد السوفييتي من عمليا ت تعسفية في إغلاق الكنائس بالجملة و معاقبة كل من وُجد مصليا أمام المحراب أو زج المؤمنين داخل السجون بموجب القانون وكما فعلت الصين وكوريا الشمالية أيضا،ومن الأخلاقّي عدم إعطاء الشعوب الفرصة في أداء شعائرهم الديينية و الإيمان بمن شاؤوا شريطة ألا تتعدى حريتهم الآخر كيفما كانت صيغة ذلك.
وحسب المقولة/البيت فإننا لا نزال نتوقع أو في انتظار زوال الغرب بما فيه الولايات المتحدة اللذين حسب " الفرقة التي لا تتفق مع أحد " فقدوا أخلاقهم و
بالتالي من المفروض أن يكونوا في عداد السوفييت ، لكننا نُفاجأ بأن نرى أنه من يقع الآن ما هي إلاّ دكتاتوريات شمال أفريقيا و الشرق الأوسط التي كانت إلى أمد غير بعيد متشبّثة بمبادئها حريصة على أن تظهر شعوبها بالأخلاق حتى و إن كانت مجرد أخلاق كتبت في مسودّات التلاميذ لا علاقة لها بالواقع رغم المظاهر.
فمتى كانت المظاهر أخلاقا ؟؟ و أين تتمركز أخلاق الأخلاق في ذلك ؟؟
الحق ،والحق يقال : إنما الشعوب الأخلاق إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا .



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موافقة وزيرة المغرب على البيدوفيليا
- لندن
- السنة الأمازيغية الجديدة
- النكاح مقابل الغذاء
- مذكرات مدينة
- المطعم
- العورة غايشا
- الحياة
- العرب بين الجنس والسياسة
- الجرس
- فصل الشتاء
- المغرب بين التحديث و التحريم
- المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية
- الجسم السليم في العقل السليم


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة آيت عمي - درس في الأخلاق