يفعلها المالكي ....

جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يستطيع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، ان يبز الزعيم الليبي معمر القذافي في غرائبية تفكيره ، و الزوابع التي تثيرها اقواله وافعاله .
فهو صاحب قدرة مذهلة ، على قراءة الخرائط السياسية بالمقلوب ، ومجافاة منطق الاشياء ، وصناعة الخصوم ، والعداوات ، والانقلاب على القواسم المشتركة .
ولا يرف له جفن ، وهو يغامر بترتيب اولوياته ، واتخاذ قراراته ، وفق هذه المقاييس .
اخر تقليعات المالكي ، تحذيراته من صراع طائفي ، قد تفجره التدخلات التركية ، في الشأن العراقي .
فمن بديهيات الازمة العراقية ، في تجلياتها التي اعقبت الاحتلال الامريكي ، ولم تنته مع رحيل القوات الامريكية ، ان طهران نافست واشنطن ، على النفوذ في بلاد الرافدين ، وتحدد هوية رئيس الحكومة ، وتزيف ارادة العراقيين .
لكن رئيس الوزراء العراقي ، المبنية حساباته على المحاصصة الطائفية ، لا يلتفت الى مثل هذه المعطيات ، لدى قراءته للمعادلات الاقليمية ، وتأثيرها على واقع ومستقبل بلاده .
الهجوم الذي شنه المالكي على السياسة التركية ، مؤشر اضافي على اضطراب السياسة العراقية ، وليس اول السقطات التي تسارعت ، بعد الانسحاب الامريكي ، لتعيد البلاد الى مربع ما قبل العملية السياسية .
فهناك انقلابه على القائمة العراقية ، شريك دولة القانون المفترض ، في ادارة الدولة ، في الوقت الذي تحتاج المرحلة ، الى التصالح والوفاق لترتيب البيت العراقي ، وتجنب كارثة احتراب داخلي .
في سياسته الخارجية لا يبتعد المالكي عن طرق ادارته للسياسة الداخلية حيث ظهر التأثير الايراني واضحا على موقف العراق من الاحداث السورية .
لهاث حكومة المالكي خلف ملالي ايران عرض العراق لمواقف محرجة مع المجتمع الدولي باعتداءاتها ومضايقاتها المستمرة لسكان مخيم اشرف واخلالها بتعهداتها تجاه اللاجئين الايرانيين حيث حولت مخيم ليبرتي المفترض ان يقيموا فيه لفترة انتقالية الى معتقل يليق بمجرمين وليس لاجئين تكفل حقوقهم القوانين الدولية.
الذهنية التي يدار بها العراق تبدو اكثر خطورة في ظل حالة الاصطفافات والاستقطابات التي تشهدها المنطقة ولا سيما التصعيد في منطقة الخليج ومضيق هرمز فهي تنطوي على قدر كبير من المغامرة بدلا من التعامل بحذر مع الاحداث لتجنيب العراق دفع المزيد من الفواتير الاقليمية .

#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل