أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية














المزيد.....

طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 09:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هما طريقان لا ثالث لهما للوصول إلى الحداثة العربية الإسلامية، أي لتشكيل أنظمة ديمقراطية.
الصيغة الراهنة البشرية للديمقراطية هي الرأسمالية الغربية، التي شقت الأرض لهذه التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية، وظهر طريقان لهذا التحول:
الطريق الفرنسي والطريق البروسي الألماني.
الطريق الفرنسي هو طريق الثورة الديمقراطية لإزالة الإقطاع الذي تجسد في مؤسسة الكنيسة الجامدة ووراءها التحكم في الأرض، وفيها الإقطاع المنزلي ضئيل قياساً لعالم المسلمين.
الثورة الفرنسية أُقيمتْ على أشكال ديمقراطية رغم فترة الإرهاب السوداء في البداية، وكانت حروب نابليون رد فعل على تدخل القوى المضادة للثورة. هذا الشكل من الثورة الديمقراطية جسدته الثورات العربية الأخيرة، لكننا لانزال في أوله المفتوح لاحتمالات عدة، ولا نستطيع أن نقرأ التعقيدات المستقبلية وإذا ما كانت العمليات الديمقراطية سوف تستمر أم تظهر دكتاتوريات جديدة.
لكن الطريق الفرنسي هو الذي اتبعته الدول الأخرى وحرثت أرضها من الأعشاب الماضوية المحافظة المعيقة للعمليات الاقتصادية الحرة وساد هذا الطريق في العالم وناوأه الخط البروسي الألماني، الذي اندمج رغم تضاداته مع التجربة الروسية ثم التجارب العربية القومية والتجربة الإيرانية مؤخراً.
وإذا تجاوزت الدول العربية الإسلامية التعقيدات الشمولية في المذاهب وجذور شمولياتها في التحكم بالأرض والنساء والعقول، وجسدت هذا الطريق فإن العسكرية والشمولية العنفية وتغيير التخلف والمحافظة بأشكال ديمقراطية سيُستبعد.
أما الطريق البروسي الألماني فهو الطريق العسكري الشمولي لتشكيل الحداثة والرأسمالية، وهو الطريق الذي قاد لأشكالٍ دكتاتورية متعددة خاصة في ألمانيا نفسها وإيطاليا واليابان. وهذا الطريق يعتمد على فرض التطور الاقتصادي الرأسمالي بقوة الجيش وآلة الدولة والنزاع مع الدول الأخرى وتكوين إمبراطورية وفتح الأسواق بالقوة الحربية وفكرياً على رفض الطريق الرأسمالي الديمقراطي والقفز عليه بأشكالٍ اشتراكية أو قومية أو دينية مؤدلجة، فيظهر خليطٌ من الآراء المشوشة والسحرية والعدوانية والطائفية.
فلم تكن الخيارات(الاشتراكية) بعيدة عن هذا الطريق البروسي العسكري، رغم توسيعها لنهضات غير مسبوقة بشرياً، إلا أن البسماركية طريق الحديد والنار ظهرت من خلال تعملق الجيش والمخابرات في حكم الدول، وهو ما أدى في النهاية إلى خسائر جسيمة، وتعمم هذا النموذج ليشكل قحطاً في دول شرقية وأحزاب شرقية كثيرة.
لأن العسكرة والتخطيط والانجاز البيروقراطي هي كلها ترتد في نهايات الدول إلى اضطرابات وتفتت بخلاف الدول التي سلكتْ النموذج الفرنسي كالهند، التي حولت تخلفها وتمزقها إلى توحد ونمو هائل.
إنه نموذج بطيء تراكمي ولكنه ينتج في الحصيلة تحولات أكثر تماسكاً وقابلية للتطور.
إن الدول التي عادت الآن للطريق الفرنسي لاتزال مضطربة وأشكالها الديمقراطية هشة أو كارتونية، لأن الديمقراطية بناءٌ تراكمي طويل منتج متعاضد في السوق والدولة والعلاقات الاجتماعية والثقافة. إن هذه التجارب في السابق ومن خلال الطريق البروسي الألماني أو الروسي، خسرت الكثير من البشر والإمكانات الاقتصادية، وهي الآن تخسر كذلك في التجريب والمماطلات والفساد والتلاعب بالثروات العامة والتجارة بالسلاح.
لقد سار العديد من دولنا العربية والإسلامية على الطريق البروسي - الروسي، وأعطت أمثلة كارثية في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان. ولكن هل الدول الأخرى اتعظت ودرست تجاربها للتغيير؟
إنها لاتزال بين بين، فثمة هيمناتٌ حكومية على الأموال العامة والشركات العامة بأشكال ديمقراطية مموهة، والمواقع الاقتصادية الاجتماعية مثل ملكيات الأراضي الزراعية والعامة وتحرر النساء وربط الثقافة العامة بالثورة الصناعية العلمية، لا تخضع للتداول الديمقراطي التحولي، ولا تُوضع الخطط الوطنية عبر البرلمانات المنتخبة من أجل توجيه الرأسمال الوطني الكلي للتغيير التحولي الشامل الموظف لمصلحة السكان.
هذا ما يُنتج أشكالاً جديدة من البروسية الألمانية حيث تتفاقم الميزانيات العسكرية، وعسكرة المجتمعات، وتتغلغل هذه الجوانب حتى في بعض المجتمعات الغربية. وفي أوضاع العرب والمسلمين فإن التعصب الديني والهياج القومي هما شكلان لتلك العسكرة وتغيب عبر أشكال من الأساطير وجر العامة للحروب والصراعات الداخلية الحادة.
إن العودة للجذور وتكوين الأمم لطرقها القومية المميزة يتعارض مع الأشكال الشمولية والتسلح الخطر، حيث توجد هذه حمامات الدم بين الشعوب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي
- التياراتُ الدينيةُ والرأسمالية(1-2)
- الثوراتُ العربيةُ أعودة للوراءِ أم قفزة للإمام؟
- الشعاراتُ والدعاياتُ حسب الزبائن
- المقاتلون من أجلِ السلام نائمون
- الطابعُ الديمقراطي للحراك العربي
- تآكل التحديثيين ونتائجه
- وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى
- نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران


المزيد.....




- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية