أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عادل عطية - قبل أن يتراجع تواجدنا، ونختفي!














المزيد.....

قبل أن يتراجع تواجدنا، ونختفي!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 20:28
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في البدء كان الغزو، وكان الاضطهاد، وكان السيف، وكان الدم!
موجات الأصوليات التكفيرية الإلغائية المتخذة من النموذج الإسرائيلي راية، لا تزال تتدافع بضجيج الاتهامات الباطلة؛ لتمارس الأرهاب، الذي يغتال رجل دين، ويغتصب جارة، ويهجّر سكاناً أصليين،...
نسمع صراخهم، المدوّي بقوة وعنف: كفار، صليبيون، عملاء وخونة،...
لم يقرأوا في سورة آل عمران، أن القرآن، يشهد لنا بأن الله جاعل الذين اتبعوا عيسى فوق الذين كفروا، ليس حتى الأمس، أو اليوم، أو الغد ، بل إلى يوم القيامة!
لم يقرأوا أن العرب الأوائل، ما كانوا يعرفون كلمة صليبيين ولكن كلمة فرنجة، ومسيحيو هذه البلاد عندهم هم نصارى. وفي جهلهم، يحمّلوننا، بالظلم، أثمان أخطاء الغرب، وخطاياه. دامجين بين قومية المسيحيين وديانتهم، ومرادفين بين المسيحية والصليبية، حتى أصبح ذلك خالداً في عقل أهل القاعدة، مع أن زعيمها، ايمن الظواري، الذي جايل الأقباط في مصر، يعلم أننا لسنا ممن يحملون السيف، ووطنيون، وولائيون إلى المدى، ولم نكن في يوم من الأيام أحصنة طروادة لأحد!
لم يقرأوا اننا مشرقيون حتى العظم، ولا يمكن أن تلتقي مصالحنا مع الغرب الخبيث، الذي يعشق النفط ومشتقاته، أكثر من إيمانه بالمسيحية، ومبادؤها، بل ويعامل قضية حضورنا المسيحي في شرقنا، بمكيال المتجاهل المتواطيء، وكأننا همّ زائد لا يريده!
انقلبت الأعمدة، على حد تعبير داود النبي، في مزاميره الحزينة!
أتت أزمنة الشك، والأرتداد، والخوف على العمر!
رياح الخوف العاصفة، دفعتنا إلى الوراء.. إلى التراجع.. إلى الهروب.. إلى الهجرة. حتى أصبحنا جاليات في أوطاننا، وفي طريقنا لنكون آخر الأقباط، آخر مسيحي الشرق!
ألم تعد لدينا القدرة على التمسك بشجاعة اجدادنا، ومقاومتهم الخوف، والنصرة عليه؟!..
ألم نعد نؤمن بأنفسنا، ولا بتاريخنا، ولا بدورنا ، متنازلين سلفاً عن هويتنا، وآفاق وجودنا المسيحي، متجاهلين أن الذي فينا أعظم من الذي في العالم؟!..
اغمض العين. تذكّر تلك الأسماء والوجوه الناجية من تاريخ المذابح، تكتشف سر الأقباط، وروعتهم، وأنت واحد منهم.
تذكّر، نحميا، بطل العائدين من السبي، حينما أشاروا عليه بالهروب، قال لهم: "أرجل مثلي يهرب؟!"..
تذكّر، أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله، وان الرب لا يقف بعيداً، ولا يختفي في أزمنة الضيق.
إذا كنا مسيحيين فنحن نؤمن أن الله تجسّد، وبشّر، وقُبر، وقام من بين الأموات، على أرض مشرقية، ونؤمن أنه سيعود ليدين الأحياء والأموات، وحين يعود، سيعود إليها حيث المشرق.
فهل يمكن ألا نكون، كمسيحيين من الشرق، في انتظاره؟!
قالها وليم شكسبير ذات مرة: "اننا نعلم ما نحن عليه، ولكننا لا نعلم ما يمكن أن نكون عليه".
ما سنكونه يبدأ من الآن..
أن نؤمن، بالذي قال: "اني أنا حي فأنتم ستحيون"، ونتفق مع بعضنا البعض، ومعه، ونناضل بهذا الإيمان الذي لا يُخزى؛ كي نبقى، ونستمر، فالهجرة مقتلنا، والأرض عزتنا.
أنه التحدي، والقرار.
أن نظل على أرضنا، ملح للشرق، وسكّره، ونوره، وخميره، ونهضته !
عارفين: أن القرار لا يُقاس بما نٌسرّ أن نعمله، بل يُقاس بما نعمله عندما لا تكون لنا الرغبة في عمله!...




#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملابس جديدة في عيد الروح!
- سطور ساخرة!
- حكايات الناس
- ضوء الظلام!
- حوارنا المتمدن، في عقدها الجديد
- آلام الفن والحقيقة!
- تحية إلى الطفل الذي رفع عدد البشرية إلى سبع مليارات!
- رؤية المعجزة
- التآمرية
- العبودية العقلية!
- حامل الوطن!
- إلى سيدتي العذراء في قاننا الجريح!
- أنتم من رسمها، أنتم من وضعها!
- سن القلم: كلمة واحدة.. كثيرة...
- هل من عفوٍ؟!..
- سن القلم: مصريات..
- فن هتلري!
- الحاكم بأمر الإنسانية!
- مفاجأة
- تحطمت التماثيل، ولكن..


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عادل عطية - قبل أن يتراجع تواجدنا، ونختفي!