أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - نحتاج قدر لو بيسير من البراءة














المزيد.....

نحتاج قدر لو بيسير من البراءة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمر لم يعد بحاجة إلى تكهنات أو فحصاً تحت المجهر لأن الواقع أبلغ من الكلمات لأصوات واضحة وقوية تطالب وتصر على إسقاط النظام بينما أتى السقوط من الضربة الأولى دون أن نلاحظ ذلك ، بيد أن أراد الشعب منذ اليوم الأول الإطاحة بالحكم دون الدولة بحيث ادرك أن إسقاط النظام يؤدي إلى إصلاح الدولة من داخلها وإعادة ترتيبها وإقتلاع الفكر الإستبدادي .
لم يعد مِن مساحة للإختيار كي يحدد النظام شكل السقوط الأخير أو العقاب الأكيد بحيث أدار ظهره بتعالى الجاهل المغرور إلى جميع الفرص التى أعطت له مما دفعه إلى تسخير جميع الإمكانيات بهدف وضعها تحت تصرف القوى الأمنية والجيش التى مازالت بشهرها التاسع ملقاة في العراء دون أن تحقق أي هدف من الأهداف المنشودة بالرغم لحدة القتل والتبشيع بالخلق والذي قابله الشعب بتمرد غير مسبوق وضبط النفس وكظم مفقود في جغرافية اخرى مما جعلهم يدفعون ثمن معارضتهم دماءاً لطخت جميع عدسات الكاميرات وصولاً إلى إذابت منّ وراءها خجلاً من الذات .
لقد تأخرت الجامعة العربية في تلبية نداء الجماهير الذي احدث تصوراً عند البعض أنهم تخشبوا أمام أزمة هي الأعقد في ربيع الثورات العربية بيد أن جاء التحرك العمل العربي المشترك متواضعاً وخجولاً ومرهوناً إلى معادلات إقليمية ودولية متناسي وطأة وإجرام القوى الأمنية على كاهل المجتمع السوري الذي بدوره حملهم الإثم التاريخي والأخلاقي بل الإنساني لأنهم الأعلم علماً لدموية النظام وما يحمل في بواطن العمليات المخفية وأساليبه في تنفيذ مخططاته القذرة ، بينما تعاملت الجامعة العربية كعادتها بردات الفعل والإرتجال بقدم في الماضي واخرى في الهواء متجاهلةً تماماً أنها أُنشأت بهدف إنساني متمثل في منع القتل الجماعي للمدنيين ومكافحة الجوع الجماعي والإرتقاء بالمجتمعات العربية إلا أن التراخي أفقدها الحكمة وأغرقها في التفكير القاصر وعدم قراءة التطورات في المنطقة بشكل صحيح .
رغم أن النظام أوشك على الغروب وسيمحوا ما نحته من ظلم لعقود على الثلج والرمل إلا أنه يصر على توزيع معاتباته التى لا ترتكزعلى حجج مقنعة بل هي أشبه بالفقعات في الهواء ويعتقد بها أنه يلتقت أنفاسه الأخيرة ويكرر بأن يعود الفضل إلى سوريا التى أَسَسَت الجامعة العربية مستنكراً تجميد عضويتها ، كأن القرار إنتهك حق من حقوق الدولة أو الشعب بل العكس تماماً ، ما قامت به تحرك بطيء لا يلبي الحد الأدنى من آفاق المتظاهرين والذين أستشهدوا على طريق الحرية .
نعم هناك مرارة في الحلق يصعب بلعها ، كان من الحكمة أن تتعامل الجامعة العربية بطريقة أكثر تبصراً منذ إندلاع الثورة في درعا من خلال تبنيها الحكمة الخالدة التى تقول دع خصمك أن تكثر أخطاءه ثم تقلب الناس عليه ، بحيث تورط النظام في فهم الأمور بشكل معاكس وعمم بشكل أفقي الخوف والرعب والدمار في أنحاء البلاد من أجل الحفاظ على الفئة الحاكمة وإستمرار سيطرتها على مقدرات البلاد منتهجةً بث الأكاذيب والتواري وراء تحالفات غامضة .
خروج السوريون بجميع فئاتهم يضع حد فاصل لأي تخوفات قد تؤدي إلى إنزلاقات في مربع الحرب الأهلية التى يحاول النظام إيقاع بعض فئات الشعب بها ، لكن وبكل صراحة تحتاج الأيام القادمة إلى قدر ولو يسير من البراءة كي يقفز الجميع بهدف النجاة من التأويلات التى تضاعف الإحتقان وسوء التفاهم الذي خلقه النظام .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - نحتاج قدر لو بيسير من البراءة