أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي















المزيد.....



تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


1 تشرين1
كل الحكايات وجدها الألم
*
صعوبة تدبيركل يوم بمفرده من جهة, ويزيد, كونه جزءا من مزيج زمني يحوي بقية العمر _وجود درجة عالية من القلق تبعد البهجة والمرح وتضاعف من مشقة العيش.
تمرين نفسي_ مع أوبدون تمارين رياضية, يبدأ مع اليقظة _وعي والانتباه لليوم:
_الآن وهنا وكيفية قضاء يوم ممتع ومفيد
_ نتائج ماسأقوم به اليوم والتي سترافقني لبقية العمر
_أثر مابعد الموت, ماأرغب أن يتذكرني آخرون من خلاله, عبرهذا اليوم
ماذا تريد أن تزرع اليوم- ماترغب بحصاده....متعة, فائدة, أثر,
في يوم واحد قامت الثورة وانتصرت
وفي نفس اليوم_ يراه آخرون يوما آخر, قامت الثورة المضادة أيضا وانتصرت أيضا
ومايزال نفس اليوم يتمدد ويتمطى _يقصر ويطول ويغطي ماحولي, يتموّج وينحسر
طبيب نفسي ذاتي_ فلسفة اليوم
*
2 تشرين
وصل الشتاء باكرا السنة, وصل البارحة. ابتعدت الشمس عن هذا البيت ولن تستطيع الوصول إليه قبل بداية الصيف القادم. وكأنني أحببت تبدل الأدوار المرافق, صرت أتلذذ بخريف العمر وربما بكل ما بعد الشباب لا حقا. الزمن علاج التسرع وبعض مظاهر البدايات, في حمولته الكثير من الهدايا المرافقة للطريق في طوره الأخير. الاثارة في ما يأتي من خارج التوقع أكثر.
*
في الأخبار_ تشكيل المجلس الوطني السوري في اسطنبول برئاسة برهان غليون
*
3
برودة الصباح. تشتت المشاعر إلى اللامكان. وحشة
*
سوريون بأحجام مختلفون يصعدون المسرح, هرج, تقابل وتشابه وهوس ...
مضى وقت كثير, سريع, كثيف, متناقض
لا أعرف كثيرا_ لا تختصر ولا تكفي للتعبير عما أردت كتابته,...وأسعى بكل قواي
*
هذه الأيام العادية: الثاني والثالث والرابع والخامس.....عند أي رقم يحدث التغيير_ التغيير النوعي معه وعنده يصير الاختلاف سمة أولى وجوهرية, تقارب الهوية!
عاديتها بالنسبة لي الآن, في هذا النص وفي التراتب الذي تأخذه ثم تدور معه.
هل ستكون عادية في قراءتها أيضا؟ كيف لي أن أعرف,...
_ ذلك الهوس في الصورة على المرآة الثانية
سوريون بأحجام مختلفة يغادرون المسرح, هرج, تقابل وتعاضض وهوس...
مؤرخ الوليمة يشمّر عن ساعديه, وينسى ما حوله
_ هل تريد أن تقول شيئا؟
*
4
طريقة عملية لتغيير العالم_ تغيير النفس؟
*
هذا الصباح القبيح والمزعج.....الآن جاء الدوري إلى شباكي_ على بعد أقل من متر, منقاره وحركة رأسه وريشه وأجنحته, طار العصفور السعيد, في اللحظة يكون الماضي.
ماذا لو.......؟
- لا شيء
*
هل توجد أوقات سعيدة وجميلة وأخرى شقية وقبيحة, عطفا على الأعمار _ أسطورة الطفولة السعيدة والشيخوخة الشمطاء؟ هل هي أسئلة المحتوى والحاوية أم المنظور وما يستتبعه من تدرجات الأنا إلى الآخر....نشوء الأمم!
_ لا شيء أيضا
*
"امش في الهواء.... مخالفا لما تعتقده صحيحا!"
تغيثني اليوم عبارة شيموس هيني باختيار أحلام مستغانمي....مفاجأتي اللذيذة
رتبتها بالتسلسل ذاكرة الجسد, فوضى الحواس, عابر سرير, نسيان دوت كوم...وأنا في ثلث فوضى الحواس وأشعر بالامتنان للروائية الجزائرية, حاولت النأي بنفسي عن الحشد "الشعبوي" كما نتداولها شفاها بتلقائية_ هي أولا تغطية للجهل والبلادة الروحية والعقلية, أتحدث عن نفسي الآن: نعم, جهلي هو مشكلتي الأولى في العيش وفي الوجود.... والاستعلاء والغطرسة الفارغتين/ إن هما سوى الحماقة التي تغلفني مثل قشرة البندق!
القحط والفقر الروحي هما نتاج ذهني أولا وأخيرا.
*
تغيّر المنظور والناظر والمشهد
_ لا.....هل تنسى!
*


اللعبة على حالها
والتمثال معلق من قدميه
بأوراق شجرة التوت.
*
5
وأعرف أنني غير موجود.
هي مشاعر دائرية تنزل وترتفع, تلتصق, ثم تتلاشى بعيدا في الظلام.
العودة إلى الأخبار والشأن المشترك, محاولة الاقتراب أكثر, ..خوف قديم.
_ كنت سأطلب منك أن تتركي كل شيء على حاله, .....حتى يصل الغد
*
روسيا والصين تستخدمان حق النقض_ الفيتو, ضد قرار من مجلس الأمن يدين, قمع المتظاهرين في سوريا من قبل الجيش وأجهزة الأمن. خبر اليوم الرئيس
*
المجهول الشخصي وكيفية تداركه والتعامل معه, دوره وأثره_ الطرف الثاني للعصا.
(ننسى دائما أننا نحمل الطرف الآخر للعصا أيضا)
ما الذي تستطيع أن تكتبه وتقدمه كنصيحة؟
..............
ألا يصحّ أو يمكن, أن تكون الكتابة فعل عيش مثير_ على غرار أحلام اليقظة مثلا!
*
أريد فضاءا
*
عادة رهيبة, ربما تشبه إدمان المخدّرات.
على الفور مع يقظتي, ومهما تصل أحلام النوم من غرابة, شعور قاسي وصارم بالواجب: دافع قهري للخروج, يشاركه شعور آخر بضرورة العودة مباشرة بعد الباب. حالة عصاب. بعدها أخترع عملا أو فكرة, لتخفيف التوتر فقط لا غير, واستغرق ما أمكنني ذلك....
على هذا الحال مضت سنة واثنتان وثلاث وعشرة وعشرين وثلاثين....ماذا بعد!
عندئذ أفهم, تلك المعرفة بين الملموس والمنظور, وأنني غير موجود أيضا.
*
التفكير_ تمرير التصورات والمشاعر عبر الطريق الحديث جدا" قشرة المخّ", لكشفها تحت ضوء الاحتمالات ومن مختلف الجوانب والجهات..."التفكير" كلمة مناسبة!
المسافة بين العضلات والعصبونات هي ما يجعل الذاكرة معرفة, قبل أن تكون حدث فعليا في زمان ومكان وشاهد ومنظور و....فجوة يسميها البعض الآخر, ربما.
هل توجد عادة رهيبة وأخرى حميدة, طوال الوقت!
هل يوجد طريق مختصر بين الصراع والتفكير؟
_كيف كان ليحلها أوسكار وايلد بدون احلام مستغانمي:
" ثمة مصيبتان في الحياة: الأولى أن لا تحصل على ما تريده, والثانية أن تحصل عليه"
*
ليس جبلا أزرق, ولا كومة هائلة بلون الرماد
سمكة تقفز فوق الماء
*
6 تشرين1 ....كان يوما عاديا قبل الحرب
هذا المطر من تلك الغيمة, سمعت المثل البارحة وفي تشرين نادرا ما يأتي المطر.
" كيف لا أعرف ما هو الزمن! لكن إن سألت ما هو الزمن أعجز عن الجواب" هكذا يستعير بورخيس تعريف توما الاكويني للزمن وينقلها إلى الشعر....ما هو الشعر!

*
" المعرفة سلطة", والعكس! أليس فعليا بدوره؟
طالما الحقل المعرفي (كله) يدور في لحظة عابرة ومتغيرة ويستحيل تثبيتها. وزاد عليه الواقع الافتراضي_ حالة متخيلة جرى سحبها والبناء عليها,...بعيدا وفي الخارج.
"لات ساعة مندم" ....حفظت العبارة منذ زمن بعيد, أحبها, ولاأعرف ماتعني.
*
في مراهقتي حدثت الحرب. وفهمت متأخرا _ بعد فوات الأوان, أن الحرب هي الصيغة الأقسى للعلاقة بين البشر وفي مختلف المستويات والأزمنة. ليس بحسرة ولا بفخر أنظر إلى الماضي المشترك, بما فيه حياتي السابقة, ذلك ما اعتقدنا أنه الملائم_ الأفضل!
*
7 تشرين1 كنت في الغياب.....جمعة (المجلس الوطني يمثلني). قرأتها بصيغة المفرد يمثلني_ ثم ترددت بعد ذلك بصيغة الجمع يمثلنا.
هو أو هي, شاعر....أن تختار صيغة المفرد_ دليل الحساسية وسلامة المنطق بعد قبول المسؤولية وتحمل آثارها, المؤشر الفعلي للنضج. ليس غير ,ذي أهمية فائقة,عرض المكوّن الفردي للهوية بداية. أقرأ التعبير_ الاشارة ب......رضا
*
هل كنت تمتلك الوقت الكافي للضجر!
*
8
وقفت أنتظر
البناؤون احتجزوا وراء الشرفة
ومن لم يولدوا بعد,
رأيت أيضا صغار العصافير تنقر وتلهو....
الملامح, وعلامات الحرب ومايشير إلى أنني هناك
لم أكن راغبا بالكلام
*
وأنت, كيف تصل إلى تحقيق حاجاتك ورغباتك؟
_ الاستجداء, وسيلة الرضع المزدوجة/ الابتسامة أو البكاء
_ الابتزاز العاطفي, كشف جوانب الخوف والطمع في شخص الآخر
_ القوة البدائية, طغيان الغريزة على الثقافي: بالنكوص المتكرر
_ الاغواء, الانتقال الفعلي إلى طور الرشد: النضج العاطفي والعقلي والاجتماعي والمدني معا. بعدما يصبح التلميذ جاهزا ويحضر المعلمون والتعلم بلا انقطاع. بعدها كل حدث خبرة لتنمية الذات. الرغبات وبعض الحاجات الأساسية فرصة للتجمّل وتضاعف الهوية
_ وإن قرأت هذه العبارة_ يكون الشاهد قد مات أيضا.
*
قبل نهاية يوم 8 تشرين 1 ب 32 دقيقة وعدة ثواني....
تركت التعبيرات السابقة على حالتها المبعثرة_ حتى بالنسبة لي أنا كاتبها ومن اليوم الأول أشعر بركاكتها وهلهلتها, ومع ذلك أرسلها إلى قارئها....وأدرك عدم جدوى رهان الأمس.
*
غدا يوم آخر
*
9
"مشعل التمو" معارض سوري حدث اغتياله في القامشلي أمس. أتابع الصور الحزينة والدم الأحمر القاني, ثم نجله يتكلم بصوت متقطّع يبدو عليه الانهاك, حسافة.
استيقظت في البارحة, لم يصل اليوم بعد هذا شعوري الأعمق وأنا أفتح عيناي وصوت ديك جاري وأولى خيوط الصباح_ عشت عشرات السنين في اليأس.
_ تعود إلى أحلام اليقظة, كأن الثورة لم تصل ولا الشعر صار أبيض
.....زيارة أتينا إلى هذه لحياة
*
ورق شجرة الجوز على الأرض, والتين والمشمش والدالية على تعريشة بيت الجيران, أوراق تتساقط, صفراء, مبقّعة بالأخضر واليباس, أخرج عصرا وأعود مع المغرب.
غابت الشمس. حل الظلام والحزن. أعرف هذا الشعور ولم أتعوّد عليه بعد.
حتى أحلام يقظتي صارت تتخللها كوابيس.
هذا يوم حزين وسنة في يوم
*
10 تشرين1
مع حركة الشجر قبالتي تموج الذاكرة, حوادث الماضي, الزرع
صفحات تنفتح وتغلق غيرها, شعر, وكلمات تتدافع مثل النحل
_ كلمات لا أريد إخراجها
_ كلمات لا أستطيع إخراجها
مع الرقم 10 وصل يوم آخر.
*
أيضا مر شريط حياتي أمام عيني في لمحة بصر,
كنت قريبا من الموت أكثر من مرة

*
سنة في يوم؟
_نعم
الأفكار تتابع. الترابط والارتباط ميزة أولية وأساسية في الحياة مثل التغير والحركة.
أشعر بالانشراح وتفتّح الذهن والحواسّ, في وعيي يونغ وتجربة التداعي الحرّ للكلمات.
وجدتها" سنة في يوم". الشبه بين أبعد يومين في هذه السنة, هو أكثر منه بين أي يومين آخرين في حياتي_ سنة في يوم. ميزتها الأساس في العالم الداخلي تحرر من ادمانين معا, وفي العالم الخارجي ثورة شبابية تشبه الحلم تكتسح العالم القديم وعلاقاته,.....ربما تأتي بالحرية والسلام. الحب أعمق من الخوف_ الحب عمل فني مشترك
*
التاريخ يكتبه المنتصرون.
أفكّر في العبارة _أدوّرها...على كل الوجوه التي أعرفها والتي أستطيع تخيلها. رعب وفظاعة. أفهم الآن حسرة فرويد: سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد..
أحاول التفكير من الجانب الآخر_ الثقة بالقدر
الطامحون الجدد من جانب والمتشبثون بالسلطة بالأسنان والأظافر من جانب آخر.
ألا ما أشبه اليوم بالأمس.....أحاول تخيّل ,ومعرفة, كيفية بناء الدولة الحديثة وسلطتها!
ادّعاء منفّر صحيح, لكنها فرصة لا تتكرر_ وأتابع مشاهد العنف العاري في مصر الثورة, مصر ما بعد حسني مبارك.
الكعكة السورية تحت المجهر وحولها, تلتمع العيون والمخالب والأنياب.....
يا سوريا التعيسة كعظمة بين أسنان كلب_ ناداك رياض الصالح الحسين منذ 30 سنة
ما الذي حدث بالفعل منذ...عشرة, خمسون, مائة وأكثر من السنين!
إذا كان ما يحدث الآن وهنا_ مع كل أجهزة التسجيل والكشف والتكبير والاضاءة و....مختلف عليه! بل نراه بشكل متناقض_ حتى حبيبتي وأنا
فوق الواقع الميت, التاريخ يكتبه المنتصرون
*
_ أين توكل كرمان في المشهد
تأنيث الثورة يعيد السعادة لليمن والأخضر لتونس والاحتفال لسوريا و....مبروك لتوكل
*
11
تعثرت بالغد
*
أحاول أن أتعلم كيفية اللفظ الصحيح لعبارات: شكرا. أعتذر, لم أكن أرى الأمر على هذا النحو. أشعر بالخجل من نفسي_ إن تسببت بأذيتك ثانية. أتعلم الصبر والتسامح. نلتزم ونعمل ونتعلم. نعمل ونلتزم ونتعلم. نتعلم ونعمل ونلتزم.
أحاول أن أقول بصوت مسموع وواضح, نحن نتبادل الكلام
أرغب أن أكتب العبارة مرات كثيرة, وأرددها بالصوت العالي وأؤمن بها
"نحن لا نتبادل الكلام"
*
اللحظة والتاريخ_ تدوّي العبارة عميقا في نفسي, إلى الطبقات الأبعد والأكثر غورا وعتمة, مع ما تثيره كلمة تاريخ من دويّ هائل مغلّف و _مصحوب وساحب لأكثر المشاعر غرابة واتساعا. ماذا تعني عشرين سنة في عمر الشعوب!
أيضا استخدمت العبارة بغرور الشباب يوما. التاريخ والزمن.....أيّة علاقة ويمكن ادراكها!
_الماهية والزمن
.
.
79 يوما وتنتهي سنة التحوّل ال.....كبير 2011
ماذا تعني 79 يوما في مسيرة التاريخ الطويلة!
تداعيات أثارتها عبارة" ماذا يمثل قرنان من الزمن على مستوى التاريخ كله"
وأعيد التساؤل إلى النص والقارئ المجهول بدوري
*
لا أحد يعرف نتائج سلوكه الشخصي.
_ عبارة غير متوازنة, أي كلام يبدأ بلا أحد....
لا أعرف نتائج سلوكي الشخصي عادة
_ مستويات عديدة للمعرفة, من يستطيع أن يعرف ما لم يختبره بنفسه....
المعرفة عملية مركّبة وشاقّة في البداية, يمكن أن تكون مبهجة ومشرقة بعدئذ_ تلك خبرتي
_ أللا أعرف خطوة متقدمة في طريق الوعي
*
12 صباح ماطر
قبل البارحة والفضائيات العربية تهلل لصفقة تبادل ألف سجين فلسطيني +27 فلسطينية مقابل اسرائيلي واحد لكن له اسم جلعاد شاليط!
*
هل تقول أن الباب أجمل من البيت؟
_ إن لم تجد ما يلائم شخصيتك وتعمل لتحقيقه, سوف تغرق حياتك بالضجر والندم
*
ربما كآبة الخريف. ربما التخوف من نتيجة حالة( السعار والشراهية) المكشوفتان عبر وسائل الاعلام....وتذرر سوريا بعدها, ربما عودة الاكتئاب.
أستيقظ هذا الصباح ومشاعر الحزن تغرقني.
الحزن يدفع صاحبه إلى أقصى التطرف والفظاعة. أعتقد أن الحزن خلف كل عمل بطولي أو اجرامي, في حياتي( الاجتماعية والثقافية) لا أعرف استثناءا واحدا.
الحزن الذي رافقني حياتي السابقة صار يخيفني تذكره, اسمه,...وعودته تثير رعبي
*
إلى اليوغا؟
_ تأمل.... واسترخاء
*
وغاب نهار آخر....
كانت اللازمة التي تطبع الغروب, ثم تصلها بالانتظار المتوتّر: غربتنا زادت نهار
كان الزمان فجر القضية الفلسطينية_ لتتكشف بعد عشرات السنين عن مسوخ بشرية تحكّمت بالبشر والأرض والهواء, وحوّلت بلاد العرب إلى مسلخ بشري فظيع
وغاب نهار آخر
وقت الغروب/ مراهقة اليوم.....كم من الحزن ليبدو فعل القتل من أعمال بطولة!
*
....في الليل بينما أقرأ رواية الصمت_ شوساكو إندو بترجمة كامل حسين وأشعر بالامتنان للأثنين معا, ترد العبارة:
"لم يسبق لي قط أن شعرت على هذا القدر من العمق بفرحة أن يكون المرء حيا"
*
13
نهرب هناك, نهرب من الحاضر, نحاول الاختباء, ....وكل شيء يتعلق بالآخرين.
كنت أفكر كيف أستطيع منح نفسي فرصة ثانية_ فرصة حقيقية
*
ليس عندي جواب. لا أعرف. أعجز عن النطق حتى بعبارات انشائية_ عندما أسأل.
الحدود, البداية والنهاية, الماهية والحركة والمعنى....كل تصوراتي مبهمة. ثقب أسود هائل يبتلع خبرتي ومشاعري ويلفّني دوّار فارغ رهيب_ لا أعرف

في أي يوم نحن!......عام؟شهر؟
"جارّين عربة ملحنا, نحيا حياة ما أقصرها, وسرعان ما تنقضي"
هذاصباح أم مساء! شتاء أم ربيع!
من أنت؟من أنا؟من هم؟
.......أنا أيضا تؤلمني كلماتي
*
بما أنه يوم طلطعش. وبما أنه رقم الشؤم في الموروث الشعبي والديني. وبما أنني أدور بين السيد فضيحة, والسيد آسف, والسيد لا أعرف, والسيد لا وبما.....نسيت
*
في المنام أرى نفسي على شارعين منفصلين وبنفس التوقيت, وأتذكر الشعور بالخوف
وقصيدة التفعيلة, وأرغب في الوصول إلى الماضي بسرعة
*
14
حدّ الموت...
اعرف نفسك_ رمز الحكمة المتصل بسقراط وصديقه البوذا يشاركه النداء: أنت الطريق
اعرف عدوك_ شعار الحرب الروماني الممتد إلى تجارة الأسلحة والمخدرات, بصيغته الأقلّ: من ليس مثلنا عدونا
( العدو للأفضل عادة الجيد)
.
.
نهار مشمس في بدايته, بيت ياشوط تتدفأ_ إنها حية....إنها تتنفس
أتسلى بتدوير عبارات أصدقائي حتى أينشتاين, وأستمتع, وأدرك كم الحياة جميلة
*
ما الذي تغيّر أكثر من غيره؟
انحسرت الحاجة القهرية (للسيطرة على آخر او شيء) أو تقلصت.
الجميع يستعمل الهاتف والكمبيوتر مع المعرفة المسبقة والمباشرة_ بجهل تكويناتها وآليات عملها, صار تقبل المجهول أكبر وأكثر بدرجات
المجهول آخر درجات المختلف ويحمل امكانية التشابه
*
رؤية الحياة من خارجها تعني تغيير الاعتقاد الناجح بعبارة أخرى. تغيير الاعتقاد تجربة كبرى تجعلنا نرى المشهد نفسه في نقيضه. هكذا ظننت وأنا أتقدم إلى خوفي مباشرة, وأنزع طبقاته حتى أصل وجه الموت الضاحك
*
العيش في أحلام اليقظة_ المراهقة أول الشباب والكهولة آخر الشباب, واتذكر عبارة ماركس عن تكرار أحداث التاريخ من مأساة إلى مهزلة. وما يحدث معي اليوم أتخيل الفكرة وأتصورها مكتوبة بصيغتها المثلى, بعد ذلك أنساها تماما, تتكرر بعدها فكرة ثانية وثالثة ونسيان ثاني وثالث_ فيما الوجه الضاحك للموت ينتظر خلف الباب
*
15
كانت
تسميتها
جمعة أحرار الجيش وأنا في بيت ياشوط.
تفزعني الطريقة السائدة في التفكير_ الحرب الأهلية أمر واقع في النفوس والعقول_ هل من مخرج!
احاول ان أتخيل المستقبل _الأيام والسنوات القادمة....
بعدما ينتهي بشكل حقيقي وعملي استغلال الأديان والطوائف والقوميات لأغراض شخصية وسياسية, بعدما يتعود السوريون تشغيل العقل قبل اللسان واليد.
*
وفي هذا الصباح الباكر جدا أتساءل :
ما الدافع الأساسي وراء هذه القراءة!
صرت أدرك_ قياسا إلى تجارب الماضي, أن القصد والغايات الواعية ليست سوى الجزء القليل من دوافع السلوك ومحركاته الفعلية_ وإلا لوصلنا جميعا إلى الكمال مع تقدم العمر!
في اللحظة التي يتجه أحدنا إلى آخر أو إلى الخارج, يتغير العالم الداخلي مع المنظور. الوعي الذي وصف باكرا بالشقاء ونادرا بالسعادة, يتعذر إدراكه في حالته النقية...
حاولت وصف الشفق وحتى ظهور الشمس.
بدلت صيغ عديدة للتعبير عن المشهد وعالمي الداخلي معه.
أدركت_ ربما_ التمييز بين الصدق الواقعي والصدق الفني, وأما الفهم....أكثر الأفعال صعوبة فهو يعيدني إلى الواقع النفسي في منتصف ت1شرين
وأختلط بهذه الكلمات وأتلاشى معها في يوم فارغ حتى من اسمه
*
16
بدوره تشرين1 بدأ رحلة نقصانه إلى الزوال.
صباح غائم. برودة في الطور اللذيذ. أصوات عصافير, الديك لا يسمع صوته اليوم. مشاعر في حالة هيولى. بدايات. سحر البدايات والوعود والبشائر. مع قليل من الشمس.
*
ساراماجو يرى أن (الموتى الحقيقيين) لن يموتوا أبدا ما دمنا نفكر بهم. لذا يستحضر بيسوا في رواية (عام وفاة ريكاردو ريس) ويجعله يقوم بزيارة للندّ الشهير, حيث يكتب التعليق:
"...إن الحاجز الذي يفصل الأحياء عن بعضهم البعض لا يقلّ عتامة عن الحاجز الذي يفصل الأحياء عن الموتى"
*
ليس مردّ قلقي لهذا اليوم_ أحاول التمييز بين مشاعر التوجّس المرافقة للاختيار ثم القرار والمسؤولية الملازمة لنتيجة الفعل_من جهة القراءة والقارئ, على العكس تماما.
(اليوم يجتمع مجلس جامعة الدول العربية لاتخاذ قرار وإجراءات بصدد الوضع في سوريا!
مصدر قلقي, شعوري المتزايد مع بدء الاحتجاجات: مفتاح الحلّ ومفتاح الدمار بيد السلطة.
هذا الانحسار المخيف إلى ثنائية الأبيض أو الأسود, يسحب القوة تماما من المنطق والعقل إلى العضلات واللسان . لقد خبرت تلك الصيغة الجنائزية في حياتي الشخصية ولمست الانتحار بيدي الاثنتين وأصابعي العشرين_ سوريا على باب ال.......
(أرغب, قبل أن أموت, بكتابة_ قراءة تجربة هذه السنة من الجهة المقابلة).
*
الخيبة لا تتجزأ. للأمر صلة بمشاعر الخيبة في قراءة فوضى الحواس ومباشرة عابر سرير وسقف التوقع مع أحلام مستغانمي. أكثر من صلة وأكثر من مباشرة في متابعتي للمناظرات _ المصارعات بين ممثلي السلطة وبعض" شخصيات" المعارضة, ولا تستدعي الخيبة فقط بل غيمة المشاعر السلبية....
هل تأتي الخيبة من شكل التفكير والقيم الشخصية والتوقعات أم بالعكس, من اللغة وعناصر الواقع الخارجية وضغوطها وتشابكاتها مع الجملة العصبية؟ أم الاثنتين وبنفس الدرجة!
كانت الصراعات حول الحق والوجود تنتهي بالأسوأ.
متى تتحول الصراعات إلى تفاوض ومساومة مكشوفة( الكشف شرط مسبق للصدق) حول الحدود والتفصيلات وبقية عناصر الحروب الفعلية!
لا أستطيع منع نفسي من التفكير في ضحايا الربيع العربي (القتلى والجرحى وعائلاتهم) ومقارنتهم بالحكام الجدد....
وأتردد في محو عبارة فان كوخ المريرة: لن ينتهي الشقاء أبدا
الخيبة لا تتجزأ
*
اليوم أيضا هنا _الآن, مشكلتنا جميعا
*
17
كتلة من الطاقة والغازات وعناصر مجهولة على شكل غمامة هائلة تدور في الفضاء, مشدودة إلى هذا الفرد البائس, تنتظر وقوعه في الخطأ ودون أن يدري.
العقاب يوجد قبل الجريمة.
بتلك الصورة يصف ميلان كونديرا عالم كافكا_النفسي.
( اسوأ شيء في الحياة الموهبة الضائعة)
*
الاذاعة السورية: سوريا تتحفظ على بيان مجلس الجامعة العربية ,و.....عبارات انشائية .
وفي الجهة المقابلة: إعلان دمشق, مؤتمر انطاليا, هيئة التنسيق, المؤتمر الوطني, وحدة الشيوعيين, شخصيات مستقلة,...من يوافق ومن يشارك ومن يرفض!...من يفهم!
في هذه اللحظة أدندن( كلهم سفلة/القتيل ومن قتلة)من قصيدة لشاعر كويتي نسيت اسمه.
عزيزي القارئ: لك أن تتخيل الآن ورطتي,
رجل وحيد في عقده السادس, ليس لديه ما يفعله سوى القراءة ويكتب أحيانا رأيه وانطباعاته فيما يدور من حوله.يستيقظ هذا اليوم ويجد أمامه صباحا جميلا( هل يوجد يوم قبيح!). ثم يتذكّر أنه شاعر وأنه سوري, ثم يتذكّر أن بلده وصلها الربيع العربي وقام الشباب فيها بثورتهم أيضا, فقابلتها السلطات بالنار ولاقتها المعارضات بشهوة السلطة والحكم فيتملّكه الرعب والتقزز.....ثم يتمنى فقدان الذاكرة
*
أعتقد أن التعاطف والحب والتسامح والمشاركة وبقية المشاعر الرقيقة حديثة العهد جدا, قياسا بالعدوان وبقية أفعال العنف_ التي رافقت الأسلاف في عصورهم المخيفة, وكانت السبب الأقوى في البقاء, في الماضي.
أعتقد أنه لدى الفرد( اللطيف والمثقف والحساس) عدوانية مضاعفة, وتزيد عدة مرات عن حاجته الطبيعية, وفي الظروف والأحوال الحرجة تتضاعف_ لينكص البشر إلى وحوش.
لماذا لا يستطيع (أغلب) البشر حلّ مشاكلهم بالحوار والتفاوض!
لماذا يعجز البشر عن الفهم عبر الكلام وحده!
*
18
لا أبالي
هذا يوم اللامبالاة الرائعة. الغبطة والتوهج المجاني
*
19تشرين1
كنت, بدون أي فكرة عن الغد وما ينتظرني في نهاية الطريق! أكثر... كنت, ما يسمى عواقب الفعل خارج حساباتي_ وأتفاجأ وأتذمر وتغمرني المعاناة مع كل طالع شمس.
" العمى المعياري" ذلك الخطأ المنطقي الواضح للجميع ومن النظرة المباشرة لآخر, الفارق والمسافة الكبرى بين الكلمة والخبرة_ المسافة بين حلول الحياة وحلول اللغة.
كنت وما أزال عبر حيّز "اللا أعرف" ابيض شعري, وضعف بصري, وما بقي من الطريق أقل بكثير مما مضى. وهذا الصباح أل 71 في بقية السنة يصل يا مرحبا
_ أتخيّل نفسي قارئ فعلي لهذه الانطباعات الصباحية.....كيف!
أتخفف من كل التوقعات, وأقوم بحركات نفض دماغ وتصفية ذهن, وأقرأ:
*
قارئ أول: العين لا تستطيع أن ترى نفسها.
قارئ ثاني: ترى القشة في عيني جارك ولا ترى الخشبة في عينيك.
قارئ ثالث: على سطح الأرض, توجد درجة ارتفاع لا تكشفه الرادارات ,قريب ومنخفض
قارئ موازي: ذلك فيما يخص العمى المعياري, ماذا عن الطريق والحدود وأسطرة الذات...
*
أفكّر بالأخلاق والمصلحة_ الترابط وليس التناقض.
في الحياة اليومية وكيفما توجهت:
_ حساسية فائقة لأخطاء الآخر, حتى الأقرب, عيوبه ونواقصه
_ بلادة صادمة فيما يخص العادات الشخصية, ....دع الادمان جانبا
الفكرة فقط عملية عكس بسيطة, الحساسية تجاه النفس والقبول والتسامح تجاه الآخر؟
كيف لتكون النتيجة؟
*
أتذكر حرب الخليج الأولى والثانية. أتذكر الثورة في ليبيا يوما بيوم. أتذكّر الخيارات.
أستمع لخطابات السلطة والمعارضة ....وأشعر بالرعب
*
مهارة التفكير الايجابي. بسرعة نسبيا, أغيّر محتويات ذهني وتفكيري عبر 5 خطوات:
_ تقوم فلسفة اللا عنف على الايمان بالمبدأ الأخلاقي عند الخصم
_كل شخص وفي جميع الأوضاع والظروف, يرغب أن يقدم أفضل ما لديه
_ نحن البشر, نسلك اليوم ما اختبرناه بالأمس عادة, نفعل ما نعرف
_ يوجد في كل موقف ثلاثون طريقة ,على الأقلّ, لتغيّر وجهة نظرك
_ أنت مسؤول ة (بالكامل) عما يدور في ذهنك من أفكار ومشاعر
التفكير الايجابي طريق ورؤية ورؤيا....أختبرها يوما بيوم مع الدقيقة الأولى من العام
ومع هذا أشعر بالرعب, مما سوف يحدث في سوريا...
وأتذكّر النكتة: فرويد والرجل الذي يخاف الدجاجة
*
لماذا الكذب؟ لو وجدت سيجارة في المنزل الآن لأشعلتها
*
20 تشرين1
وأشعر بالغبطة كلما مضى يوم. شهر . سنة
استيقظت منتصف الليل. حولي صمت ما بعد الوليمة
كيف يرى أحدنا حياته من خارجها! ويستمر في التنقل من يوم لآخر...
أسمع صدى الغد, أحاول الضحك
وأعاود رؤية الصباح المقلوب من القفا
وأنا اليوم لا شيء ولا أحد
*
21.....اسمها جمعة شهداء المهلة العربية
مقتل معمر القذافي الخبر الرئيس ليلة أمس_ ليبيا تطوي صفحة مغامرات القذافي وجنونه, وتدخل في تاريخ جديد. وأنت في بيت ياشوط تقرأ( جبل الروح) الرواية الفائزة بجائزة نوبل سنة 2000 للصيني غاو كسينجيان_ الصيني الفرنسي بعبارة دقيقة, وتتذكر صديقنا أحمد جان عثمان الشاعر الصيني السوري الكندي_ وتأخذك رحلة ذكريات..... والقطع القسري لربيع سوريا الأول مع طرد أحمد جان عثمان سنة 2003....سوريا التعيسة!
*
بعد ثلاثة فصول في الرواية تسأل نفسك: هل كنت لتستمر في القراءة_ أو بسؤال ألطف وأوضح هل كنت لتقرأ بهذا الانتباه لولا الجائزة والتأثيرات المسبقة؟
بدون أن تنتظر أجوبة تماهيت مع رحلة البحث عن جبل الروح, وأنت بطلها على نفس الطريق خطوة بخطوة , الحنين..............( والعودة المقدسة إلى البيت)
المنظور الذي ترى منه الأحداث لتروى من جديد؟
بعد قراءة خمسة فصول يعود تساؤل؟ ويتركز على (الفصل) ضمن الرواية, بعدما أفلتت العبارات من شبكة التصنيفات المسبقة.
بؤرة الرواية في الأمام القادم, التشويق وما يأتي بعد قليل أم تحتاج العودة إلى البداية_ على العكس من الرواية البوليسية أو مخالفة صريحة لها....تتذكر كيف قرأت رواية البحيرة وكاواباتا, بعد الجميلات النائمات: تنتهي من الصفحة الأخيرة وتبدأ مباشرة في قراءة المقدمة ثم تكمل الرواية بمتعة عظيمة وبدون فاصل زمني بين القراءتين_ وتشعر الآن بالحاجة لقراءة ثالثة. أو بيدرو بارامو نشيد الموتى الحزين المتجدد أو صحراء التتار نشيد المراهقة وطيش الذكورة الأبدي! وشخصية الراوي داخل الكتابة طالما يأخذ صورته وتصوره من الأشخاص الواقعيين, لا غرابة أن يلهو مع قارئه ومع كاتبه من قبل, كما كان أسلافه حين يضيق بأحدهم دور الواعظ والأستاذ....مهلا
" ما أمتلك هو الخريف الذي ضيعته"
*
تحاول أن تتخيل كيف دخلوا( الزعماء العرب الصغار) من الباب الضيق للتاريخ!
وكيف يرمى بهم الآن_ بهذه القسوة والفظاعة.......في سلة النسيان الهائلة
ونردد مع شكسبير وأدونيس وأيف بونفوا.....وكثر بعدنا
أنت التقيت بما يموت
وأنا التقيت بما يولد
*
لا . ليس الأمر شماتة, ولا احتفاء بالموت_ وإن يكن عميد طغاة العرب. لا.
كان المنظر يثير التقزز بمحاذاة الشفقة, ومن جانب القتلة_ ورثة وأبناء شرعيين لانعدام المعايير والنظم والقيم الحديثة,....وربما عدم قراءة أدب حقيقي
شربت كأسا, وأثنيته, وأنا الآن.....سكران_ أعتقد
أتذكر هذا الشعور وأحبّه وأحنّ إليه, فجأة تحدث انفراغات في الرأس_ فجوة ومساحة بيضاء....صغيرة ثم تتسع
وتعود الأشياء كلها إلى حجومها الطبيعية: الموت, الأخبار, أي شيء يحدث حقيقي.
هذا الشعور......انعتاق,؟ قريب ولا يكفي. طيران,؟ قريب وفيه تصنع. رضا,؟ قريب وفيه خنوع. تمرد,؟ قريب وفيه عدوانية. عشق قريب,؟ وفيه شخصانية. حب....نعم, أجل, حب
" أنت متلهفة بالفعل على مجيئ الصيف
وأنا أيضا أبكي على أزهاره...."
*
سرعة البديهة مشكلتي.
مشكلتي الأولى في الحياة سرعة البديهة_ بطء الفهم, نعم. ويلتقي مع التسرع! نعم.
أحتاج إلى زمن, لفهم أشياء بسيطة, معتادة....ربما جذر المشكلة بيولوجي, أو ثقافي.
حتى في الكتابة.....أمحو, أتردد, أضع صيغ بلاغية وأجرّب في الذهن وبأصوات مسموعة, أمثّل _نعم وحتى مع صوت وحركة, وأتردد ثانية
وتبقى الصيغة الأخيرة_ فعليا لا أعرف وليس عندي جواب. جواب,! ربما عادة.
كانت حياتي ثرثرة, وألم .
وأعرف صيغ كثيرة للحب, وحكايات وطعم, ونبض خاصّ مع....هديل.
.
.
البديهة والتوافق_ العضلي العصبي العقلي, مشاعر بسرعة الضوء تتغير وتتحول
ثقل وورقة التين المغطاة بالوحل, الأنف صغير والاصبع والقلب_ وحدث اليوم في العاصمة! ثورة؟.....نعم. أقصد تلك المسافة والفضاء, والآه,....
سرعة البديهة مشكلتي
*
كنت أغنّي.....!
كنت أستمع لغناء الصبية وأطرب
أطفأت الأضواء, غابت الشمس
وغاب نهار آخر
*
22 تشرين1 ......في يوم من الأيام كان عمري 22 سنة!
*
لا توجد صيغة للألم, لم أختبرها بنفسي
لا توجد صيغة للاشتياق, لم أكابدها بنفسي
لا توجد صيغة للانتظار, إلا وأحترق بنارها الآن_ هنا
كم هو بعيد هذا الصباح!
*
أعرف أنني مجنون وحزين وغير موجود
*
أنظر إلى الساعة, أدقق النظر, العقارب تشير إلى 5 و تلات أربعطعش دقيقة
ورقم الأيام 22
كم هو مؤلم هذا الرقم 22
يمكنني الآن أن أتخيّل ولادة أسطورة الأرقام, وفيثاغورث
المشاعر, دوامة المشاعر التي تلفني وتدور بي, تحتاج موهبة مثل بورخيس للتعبير الجيد
أشعر بالصداع في رأسي, انفخ, أزفر, انقسم وأتعدد.....يوغا
_ لا تتردد أبدا في استخدام الاحتياطي الاستراتيجي وأنت تشعر بالعدم
*
23
سوف تشفى من الحب, وتفكّر بكثافة المؤثرات وصعوبة العودة إلى الهدوء والتأمل.
واليوم أيضا يصلك في الليل من بداياته. يعيش الآخرون, وكنت تشاركهم ذلك الاتفاق_ على اعتبار النهار للعمل والليل للنوم ومعروفة باقي المواعيد....وأنت لا شيء تنتظره. كآبة الخريف, ما تزال تتذكر الخريف الأول في اللاذقية.
غدا تغير نمط حياتك الجديد.
*
ثقل الواقع, الدبق واللزوجة المنهكة.
تشبه الحكاية_ لكنها حياتك الفعلية, تتفتت بين الجمل الاجتماعية والسياسية, تفتت.
أدبيات المرحلة, لماذا كانوا يسمون المنشورات السياسية وأرشيف عشوائي لاجتماعات وتدوينات ومشافهات_ أدبيات؟ أهو شكل من الدفاع المسبق عن التناقض والنقص أم كسل!
هي مشاعر جديدة, وستعرف لاحقا بعد فوات الأوان, ونادرا في اللحظة المطابقة. أن للمشاعر تعبيراتها وتسمياتها, وحياتها الخاصة والمستقلة وبمعزل عن الرغبة.
_مؤرخ الثورة المضادة؟
*
اليوم أول انتخابات حرّة في تونس.
*
24
بشوق أسمع صياح الديك. أتنفس ببطء وعمق. أدوّن خبرات وانطباعات أتذكرها.
قوة محسوسة وأكاد ألمسها تدفعني خارجا, وبالعكس تشدني إلى العودة بعد قليل.
( بعد فترة , يسأل الولد عن أبيه الميت وتأخره في العودة
تجيب الأم: سيأتي لك بأجمل الحكايات, وربما تكون جديدة...
لا, لا تروي لي قصصا, لا تخيفني
_ ها أنت تكمل قراءة جبل الروح ب......رهبة
*
تعاودك من حيث لا تدري كلمة ومصطلح "استحباس" بلفظها السوري. القبول بالسجن ليس كبديل مؤقت, للبيت وللوطن, بل نسيان الحياة في الخارج واعتبارها غير موجودة.
صديقنا فيكتور فرانكل يفكك الحالة ويضيئها: أمام المعتقل خيار البقاء _التكيّف مع المناخ الجديد أو الموت, والتكيّف يعني بوضوح انقاص الفاعلية والفعالية الانسانية( الجسدية والنفسية معا) إلى درجات أدنى, لا تحتملها بقية الحيوانات. فتنقص درجة الاحساس مع تناقص الوزن.... وتبقى المزايا الانسانية ( الضمير, الخيال, الادراك الذاتي, الارادة المستقلة) التي فعّلها فرانكل بروعة واعجاز...
*
الحياة بمنظورها الأوسع,...كيف!
دعوة البوذا إلى ,اطفاء الرغبات, ومعها الفعالية وطاقة الحياة نفسها
طريق بيسوا والتخلي, الترفع عن الأحكام صحيح, لكنها العدمية في النهاية
توهّج اللحظة مع الخيام, لكنها التركيز على جانب وجزء_ ملذات أو معرفة
فرويد, ماركس, اينشتاين.... اكتشاف سرعة جديدة تفوق سرعة الضوء
_كيف!
سرعة جديدة, تعود وقبل أن تصل, وبالتجربة أيضا
_ تلاعب في الكلام, حديث ومعاصر, لكنه تلاعب في الكلام...اللغة مسكن الوجود!
.
.

تنظر إلى أخطائك في العمق! تنتقد سواك بلا مبالاة وبدون انتباه؟
مغادرة كهوف الخوف والمرارة_ التسامح هو الجزء الأصعب
_ تغيير اتجاه الحساسية وتركيزها من الداخل إلى الخارج, تفكيك أسطرة الذات لمرة...
هل يكفي تغيير المنظار ليتغير المشهد!
_ الحياة تختبر عناصرها, والعكس مغامرة وحماقة,....وليكن أين الخطأ
*
هل يمكن للسلطة أن ترى ثم تعرف, بغير منظار القوة؟ القوة وبشكلها البدائي فقط.....
*
25 تشرين الأول
مضى الصباح والنهار وبعد الظهر الآن.
تتردد في نقل فقرة كبيرة من رواية كسينجيان جبل الروح.
"....ليس علي أن اكلم شخصا, وانا اطفو وحيدا وسط هذه البحيرة, وضمن هذه الهضاب المرتفعة المعزولة والوادعة. إنني أحب أن أتوحد مع الطبيعة, واندمج في النور, والسماء, وألوان الجبال.
رفعت قدمي لكي أتقدم خطوة, ولكنني غصت إلى ركبتي في الوحل. لم اجرؤ على ترك ثقلي نحو الأمام. لأنني أدرك أنه إذا غاصت رجلي في الوحل, فإنني لن أجد أي وسيلة تساعدني على الخروج. ولم أجرؤ أيضا على نقل قدمي الأخيرة. لم أكن قادرا على التقدم أو التراجع, فحرت في امري ماذا أفعل. من المؤكد أن الموقف مضحك, ولكن أحدا لا يستطيع الضحك, لأنني لوحدي وسط هذا الموقف, كما لا يستطيع احد مساعدتي, إنه وضع محرج. ربما يراني احد بفضل المنظار البعيد الموجود في مركز الإدارة , وذلك بالطريقة نفسها التي رأيت فيها الرجال في قاربهم. ولكن لا يمكن أن اظهر, عبر المنظار, إلا كظل عابر, غير واضح المعالم. وحتى وإن وجه نحوي, فإنهم سيعتقدون بأنني مجرد فلاح يستعد للذهاب إلى البحيرة لجمع بعض المحاصيل من أجل تحسين دخله, ولن يعيره شخص أي اهتمام. اختفت الطيور المائية من على سطح الماء الهادئ لقد بدأت المياه المتلألئة, شيئا فشيئا, بالاختفاء تحت عتمة الليل. وتنتشر انطلاقا من غيضات القصب ألوان الشفق وينبعث هواء ندي من تحت قدمي. ارتجفت من الخوف. لا صرير صرار الليل, ولا نقيق الضفادع, ربما تكون هذه الوحدة البدائية الخالية من المعنى هي التي أبحث عنها في النهاية."
أعدت قراءة الفقرة, ولم تخفت الدهشة ولا المتعة,
_ هل هو الاعجاب بالأسلوب؟ موقف الكاتب؟ انتقال (الراوي) بين أزمنة مختلفة بسلاسة ودرجة عالية من الاقناع؟ أم ملامسته لحلم قديم ومتكرر, عشته شخصيا...
شعرت ب"نشوة القراءة" وأحببت مشاركتها القارئ_ سرّ الأدب وسحره
_ ولا أستطيع منع نفسي من التفكير, (عداء نظم الحكم للثقافة والمثقفين), والمقارنة بين الصين التي يتحدث عنها وسوريا التي تمر في مرحلة تحول, وجوهر الانسان.... الذي يملأه الخوف ويزيّفه, ربما
*
26
_أن تعيش حياتك كوظيفة: تعطي الأولوية للاعتبارات التقليدية_ ما يتوقعه الآخرون في العائلة والعمل والشارع, كل الآخرين
_ أن تعتبر مسار حياتك شراكة: منك الالتزام بالأعراف والقوانين, ومنهم الحفاظ على مسافة الأمان, والحدود التي تضعها من جهتك ويرفعونها بالجهة المقابلة
_ أن تكون حياتك "لعب دور" على مسرح بالغ الوضوح من جهة التفاصيل والسببية, وغائم الحدود والنص مرتجل/ دائم التشكل والمحو في الحاضر _ المفقود!
_ أن تعتبر الحياة رحلة واستكشاف, أجمل ما فيها تبديل المناظير والمنظورات واحدة بعد أخرى, ليس بلا أسف فقط....بل مع الضحك الجبار الذي يحرق ويضيئ
_ وأن تصير, مهلا : توقف
لست الأستاذ وليست الحياة فصلا في مدرستك
أخرج من ذاتي وأتخيل المشهد في لوحة واقعية. هذا أسهل. أجمل
استيقظ هذا الصباح, بدون أخبار, لا أستطيع المقاومة
أنا حزين وخائف وأشعر بالقهر
_ لمن تشكو.....
ماذا عن عبوديتك لأفكارك ومعتقداتك_ أنت
الانسان عدو ما يعرف
*
جلست ساعات.....أتأمل, أتابع الأخبار
ثم محوت ما كتبته . هي انطباعات عابرة.
خواطر تدور في العقل وبعكس عقارب الساعة, دوران وتعب واستراحة دونها الموت
أفكّر ب_ المسافة, بين كلمة صبر وحيازة مهارة الصبر
*
27 تشرين 1
وفد الجامعة العربية يغادر دمشق مع تصريحات ايجابية, تناقض ما يحدث على الأرض.
....الخريف القادم! في انتظار الخريف القادم
*
مرت أيام. مرت ليالي ونهارات, ساعات ولحظات أكثر من أن تعدّ, ذهبت وعدت وذهبت ....وما يزال الشهر البطيئ في يومه قبل الأخير
30 تشرين1
جهودي متركزة على هدف واحد: تخفيف القلق والتوتر.
نسيت السعادة وأمرها. السعادة وطرق الوصول والكيفيات التي قد تمنح رؤى جديدة.
ليس النسيان بمعنى السلوان الذي تهبه راحة البال ورضا الضمير. النسيان القهري الحائر
*
ما لا أعرفه صنع حياتي السابقة وحدد مساراتها أكثر من خبرتي ومعرفتي.
_ ماذا عن بقية العمر.... أي اتجاه؟
*
بخط يدك تكتب_ في يوم مضى: 28 تشرين في بيت ياشوط
أتجنب سماع أخبار الصباح وأفكر في اتجاه واحد.
هل تستطيع رؤية, يوم كامل بأشخاصه وحوادثه وبقية عناصره التي تدخل....الآن مجال حواسك, بحياد وبدون أفكار مسبقة؟
_ هل ذلك ممكن!
يقلقك الفقد, ضياع الحياة الحقيقية كما تحدث في الآن وهنا, وخسارتها تماما. وبدون أن تعرف ما الذي ينبغي عمله.....
تدوير الكلام, الأيام والساعات, في صمت الخريف وصخبه.
" لا فرح, فالفرح لا يوجد إلا بالقياس إلى الحزن.
الثلج وحده يتساقط...."
اسمها جمعة الحظر الجوي
*
ثم يتعطل الكمبيوتر, وتحاول الكتابة بخط اليد....تشعر بالانزعاج والصعوبة.
_ إلى أين تقودنا الطرق السهلة والكسل؟ متلازمة الكآبة.... أتخيل أبو الفرج الأصفهاني
*
31
اليوم الأخير من الشهر العاشر. ديك يصيح. وصول البرد من الباب والنوافذ. ورجل يعرف أنه لا يعرف. وأخبار تتناقلها التلفزيونات والألسنة عن قرب الحسم . حرب....؟ حرب....!
*
استلقيت على طاولة الطبيب, وقبلت بأن الحياة التي بقيت لي قليلة.
ثم بدأت الأيام تدور و تتشابه وتتكرر, وبدأت بمحاولات الخروج لأنظر الحياة كيف ترى من مكان آخر, فشلت.
أكثر ما اريده الآن, صورة أو ذكرى أي شيئ من حياتي تلك, قبل أن استلقي على طاولة الطبيب وبإرادتي الحرة ثم أصير آخر.
*
أنا آخر_ وينتهي شهر تشرين1 إلى العدم



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2011 سنة البوعزيزي_2
- 2011 سنة البوعزيزي_3
- 2011سنة البوعزيزي_4
- 2011سنة البوعزيزي_5
- 2011سنة البوعزيزي_6
- 2011سنة البوعزيزي_7
- 2011سنة البوعزيزي_8
- 2011سنة البوعزيزي_9
- 2011سنة البوعزيزي_10
- 2011سنة البوعزيزي
- سوريا الصغرى 21_22
- سوريا الصغرى19
- سوريا الصغرى 20
- سوريا الصغرى18
- سوريا الصغرى17
- سوريا الصغرى16
- سوريا الصغرى15
- سوريا الصغرى 14
- سوريا الصغرى13ليلتان مع ناظم الغزالي
- سوريا الصغرى12فيكتور فرانكل في بسنادا


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي