عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 01:17
المحور:
الادب والفن
اشارة ضرورية
____________
لا تبحثوا عنه في أعماله الكاملة ، فهي قبر تأنف حتى الذئاب من الاقتراب منه ، عندما يضربها الجوعُ ، لكن ابحثوا عنه في أعماله الناقصة : في تلك القصائد المكتوبة على طاولات الحانات ، في زوايا المقاهي ، وعلى أسرّة الفنادق: هناك ستعثرون على أسطورته العجيبة ، على دموعه الحقيقية ، وعلى روحه الطليقة ، الملطخة ببياض أصيل ، فاضت به عليه صبية ٌ رآها في منامه ، ثم تجلت له ، واختفت ، فجأة ، في خوابي العالم ، دون أن تترك له أثرا واحدا ، لكن برق تجليها الساحر بقي يومض له في كل آن ، فدوّنه على أوراق ملطخة بالكحول وبالتبغ وبآثار القهوة ، وتعج بأخطاء إملائية ونحوية وبلاغية ، هي انعكاس لاضطرابه كملاك ، بعد أن عرف الطريق إلى الجنة ، جرّب طرقا أخرى إلى الجحيم ، بحثا عن محبوبته الخرافية ، ولم يجدها .. حتى لحظة كتابة هذه السطور ..
_______________________
1ـ فكرةٌ عن الضوء أو ضوء فكرة :
_______________________
لا أتذكرُ كيف وصلتُ ، لأنني تخطيتُ جسدي وسكنتُ في الفكرة . لم يروّعني ما صادفتُ من وحوش أو من أعداء ، لأنني كنتُ اريدُ مقابلة الجَمال شخصيا ، حتى عانقني ، أخيرا ، فبكيتُ وهو يربتُ على كتفي : " لقد وصلتَ ، يا أخي .. " وفتحتُ عيني لأجدكِ واقفة بانتظاري .
خفتُ من جَمالكِ ، لأنه كان جميلا ، لكنني كنتُ أضعف من أن أسكنَ صاعقته ، أو أن أعوم في حوض جلالته ، فأغمضتُ عينيَّ ، ورضيتُ بالخسارة ، مكتفيا بأنني قابلتُ جـَمالكِ ، وأن صاعقته قد سحقتني تماما ، حتى أنني لم أعد سوى فكرة عن الضوء ، أو ضوء فكرة ..
........
يتبع ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟