أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 1














المزيد.....

الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 1


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3415 - 2011 / 7 / 3 - 21:39
المحور: الادب والفن
    


اشارتان :

* كثير من الأصدقاء يتسائلون عن رغبتي بحجب التعليقات : السبب هو عدم احترام البعض لوضعنا البشري ، نحن الكتّاب ، الذين نسفك دم قلوبنا من أجل أن نقدم للعالم شيئا من المتعة ، والخبرة والجمال . نحاول ـ إن سمح لي زملائي كتّاب موقع " الحوار المتمدن " ـ أن نقترح قراءة آخرى للعالم ، دون أن ننتظر ثمنا مقابل ذلك . قلوبنا للقراء ومعهم أبدا . وعني ـ رغما عن الثقافة الرسمية المتراجعة إلى الوراء ، ورغما عن بؤس الحياة في العراق ، ورغما عن القتل المجاني ، والخوف وسوء الخدمات ـ احاول أن اتحرك في منطقة انسانية شاسعة ، اسمها : الحب ، لأقول للعالم : نحن شعب لا يصدّر الرعب ولا الدمار ، بل نحن شعب مسالم وطيب ، ويتمنى الازدهار لجميع شعوب العالم ، حتى وهو في مخاضه الصعب ، لكن البعض لا يعجبه ذلك . هذا البعض يحاول ، بكل طريقة ، أن يوقفني عن الغناء ، عبر رسائل مبطنة بالتصفية وبالتهديد . وأبشعها تلك التي بعثها ، عن طريق بريد الحوار المتمدن ، شخص يتقنع بإسم مستعار :" نمير محسن " ، على قصيدتي المنشورة قبل أيام على صفحة الموقع بعنوان : " اعجوبة العجائب " : البريد الألكتروني لـ " نمير محسن " مرَّ من خلال بريد الحوار المتمدن ، وأنا واثق من أن أصقائنا في الموقع لم ينتبهوا له ، لكنهم يملكون المقدرة على تعقبه تقنيا . أنشر هذه القصيدة لا تحديا لـ " نمير محسن " وإنما لأنه منهج ، بعد أن حسمتُ خياري تماما إلى صف اليسار ، وعليَّ ـ بعد ذلك ـ أن أنحمل دفع ثمن هذا الخيار ، كما أنني أعرف أن من مهمات الفاشية هو بث الرعب في المرء ، لشل قدرته على التفكير . ولنا جميعا خبرة كبيرة في محاربة الفاشية . تركتُ القراصنة المجندين من كائنات بشعة تصول وتجول في صناديق بريدي ، ولم أكنرث : ليس عندي ما أخافه ، أو ما أخشاه : ثم .. إنني اتمتع روحيا بهذا التفاؤل اليائس ، فلا أطمح لمجد أو لعرش مستهلك وسهل : لو أردت .. فإنني اعرف ، تماما ، أن " موقع الحوار المتمدن " لا يؤدي إليه : هناك صحف تمنحني امتيازات ، وهناك " اشخاص " لو سلكت اليهم لجعلوني " أميرا " للشعراء . أتمنى ـ وهذا رجاء حار ـ من أصدقائي في " الحوار المتمدن " أن لا يسمحوا لأمثال " نمير محسن " في أن يتمادوا في بث طاعونهم الأسود ، وأن يقفوا لهم بالمرصاد .

**
الاشارة الثانية : في ملحمة جلجامش أن امرأة / بغي مقدسة / تتمكن من اغواء " انكيدو " وتجذبه إلى " اوروك ! " من أجل أن يوقف جلجامش عند حده ، بعد أن تمادى في طغيانه . الملاحظ : أن الاسطورة ، بعد ذلك ، غيّبت أنكيدو ، وجعلته تابعا لجلجامش . هذا التغييب ـ بتقديري ـ هو بداية انتصار " تعقيدات " المدينة على بساطة البراري : من هناك ، من تلك اللحظة البعيدة في الزمن ، صارت المرأة مصدر اغواء ، ومن هناك أيضا .. صار أهل الريف ، في هجرتهم إلى المدينة ، ثانويين ، وطارئين عليها . هذه القصيدة تحاول قلب الاسطورة ، لتقول شيئا آخر .

........................................................


الحب ، حسب التوقيت السومري ـ 1

بورتريه أنكيدو


كنتُ جالسا في غباري .
كنتُ غبارا يجلسُ في غباره .
كنتُ في العطش ، وفي الحيوان .
وكنتُ لا أعرفُ الجسد ، لا أعرفُ أحدا ، ولي مملكتي من العشب ، وحريتي التي من الرمل .

نسيتُني فجأة ، عندما تعرّت أمامي ، وتعرّفتُ على آخر كان يعيش في داخلي .

كان يعيشُ في داخلي آخر ، وكنتُ أجهلُ انني مأوى أو ملاذ . كنتُ أجهلُ أني بيته ، وأن عينيَّ هي نوافذه .

تعرّت لي ، وتعرّيتُ رغم أني كنتُ عاريا أصلا ، غير أنني في عريي الثاني كسوتُ جسدي برقا خاطفا ، حتى فرَّ مني ما لا أعرفه ، وسكرتُ من شدة النور ، ومن الرعشة .

دخلتُ العالم سكرانا ، وهي أمامي تمشي عارية في كل مكان ، ثم تبخرتْ ، بغتة ، مثل دخان ، وضاعت مني في الزحام ، فصرتُ غريبا في العالم .

سرقتني مني .

أغوتني ، وسرقتني مني ، فقام الجدار بيني وبيني .

قام الجدار فتهدمتُ .

لا تصدّقوا ما في الألواح :
لستُ بطلا .
كيف يكون بطلا مَن خسر كينونته أبدا ؟!

أنا أنكيدو
أنا هزيمة البراءة .

أنا المعرفة الأولى ، أنا الذي تتعاقب عليَّ عصورٌ من الوحدة ، وقرونٌ من الظمأ ، ، أنا الذي يطوفُ الكتب ، والحارات والمدن ، أنا الذي يخترق شاشات السينما ، بحثا عن المرأة ، تلكَ المرأة الهاربة في الزمن ، بعدما سرقتني .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعجوبة العجائب ..
- الحبُ ، حسب التوقيت السومري ..
- رسائل غرامية إلى الملاك / 1
- حمامة ، حمامة بيضاء ، كحمامة بيضاء ..
- اغنية نفسي ..
- أطوفُ حولكِ ، مثلما تطوفُ ريشة حول عاصفة ..
- أتهمكِ بأخطر الجَمال ..
- الحب حسب التوقيت البغدادي ..
- قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..
- عندما شعبٌ من العصافير على كتفيكِ ..
- قصة الحب ، اغنية الحرية ..
- اغنية هي التي ..
- بورتريه الشاعر ..
- لماذا تعشقين شاعرا بسيطا مثلي .. ؟!
- الملائكة يصلّون عليكِ ، والخائبون والخائبات ..
- لحظة جان دمو ..
- اعجوبتكِ ..
- شاسعة جدا ، كالبياض ..
- قصيدة العصفور
- كن عاشقا عالميا ، كالتراب ..


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 1