أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..














المزيد.....

قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 00:59
المحور: الادب والفن
    




في رأسي عواصفٌ قديمة هبّتْ من مكان بعيد ، ولم تصل إلى أهدافها بعد ، رغم أنها أطاحتْ بكل شجرة ، شتّتْ كلُّ مسافر ، وأكلتْ بخطواتها الأقدام والطرق : حصل ذلك مذ أن تسلل قرصانٌ ما إلى أسراري ، ثم ضغط على الزر ، فمحا عالما صنعناه بهواجس الهاربين من العالم الذي لا يجيد سوى جلد أرواحنا بسوط المواطن الصالح : المنصاع لأوامر القبيلة ، لأن الحياة برمتها لم تعد غيرَ هذا الغزو ، لكن .. أي عالم هذا الذي يقضمه فأر ألكتروني ، ليُشعل بي نارا من الشك تلتهم كل شيء ؟!

هل أن ما كان بيننا محض افتراض ، لكننا توهمناه حبا ، لأن الحياة التي جئنا إليها ، غير تلك الحياة التي جئنا منها ؟

أعرفُ أن ثمة حياة اخرى بين الحياتين ، لكنها ضاعت ، فجأة ، مثلما يضيعُ نيزك في الفراغ العظيم ، مثلما يضيعُ عود ثقاب في الحريق ..

لكن
آه ، هل لا زلتِ لابثة في داخل قلبك ؟!

لقد وصلتْ أديانٌ تأكل الخبز من افواه أتباعها ، وها أني أقفُ على تخوم عصر يصفع فيه اليسارُ خد المرأة بيد اليمين ، لأن ألفا من الإبل الاصطناعية قد اُعدتْ ، لتسير في موكب زفافكِ ، الذي لم تأتِ على ذكره حتى روايات جدتي في الشتاء ، وأنا أصغي إليها ، محدقا بالموقد .

آه ، ما كنتُ أعرفُ ساعتها أنني كنتُ انظرُ إلى المستقبل وكيف ، في موقد الحضارات ، سيخبو جمر حياتي ، فأهجرُ البيت والمدرسة ، و لأنتهي إلى هذا الذي لا ترين أو ترين ..

أنتهي إلى هذا التفاؤل اليائس ، حيث إطلاقة فاسدة يمكنها أن تحفر على وجه الصياد جرحا ، في مجراه تسيل دمعة الحمامة الذي يطاردها ، من شجرة إلى شجرة .

لستُ أعبأ ، الآن ، في ما لو كنتُ قد خسرتُ أو ربحتُ ، فالمعركة بدأت وأنتهت قبل أن اولد ، قبل أن يقتل قابيل شقيقه هابيل ، أو قبل أن يقتل هابيل شقيقه قابيل ..

ما الفرق ؟

هناك خطة محكمة ، وعبثا امزق الخارطة ، فالطرق ، أبدا ، هي التي تصنع الخرائط .

لم أعد ذلك الغزال المنذور للركض في براري هواجسه المفتوحة على الخطر : ما عدتُ مجنونا ولا عاقلا ، ولم اعد اطاردُ الأفلام من شاشة إلى شاشة : لم يعد يعنيني الأمر ، أي أمر : أصرخُ : " اليوم خمر ، وغدا أمر " و مثل شاعر جاهلي أبكي على الأطلال : أرودُ مواقع الكترونية شاحبة ، أو أتعقبُ اسمكِ في الباحث ، ثم حين أتعبُ أسندُ ظهري إلى عمود كهرباء : أقرأ قصائدي على جمهور من الاشباح ، جاء ليتوّجني أميرا على عشاق مفترضين مثلي ، وهو يضع على رأسي اكليلا من الصحراء ، أو يدس في جيوبي حفنة من الرمل .
لكنني ، أكثر الأحيان ، اعاقرُ الخمرَ وحيدا ، وأنام في مفترقات الطرق ، لعلَّ قافلة ما تحمل أخبار غباري إليكِ ، أو تأتي بجُراد غيابكِ ليقضم أطراف سنابل ذابلة في ذاكرتي ، نسي القرصانُ ، ولا أعرف لماذا ،أن يقضمها كما قضم حياتي .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما شعبٌ من العصافير على كتفيكِ ..
- قصة الحب ، اغنية الحرية ..
- اغنية هي التي ..
- بورتريه الشاعر ..
- لماذا تعشقين شاعرا بسيطا مثلي .. ؟!
- الملائكة يصلّون عليكِ ، والخائبون والخائبات ..
- لحظة جان دمو ..
- اعجوبتكِ ..
- شاسعة جدا ، كالبياض ..
- قصيدة العصفور
- كن عاشقا عالميا ، كالتراب ..
- رأيتُكِ في البلدة التي لا اسم لها ..
- احبكِ قبل أن يبتكروا الكتابة ..
- كيف تولد المعجزة .. ؟!
- كان عليَّ أن أهربَ منكِ ..
- الشاهد .. !
- قصيدة نثر عن الحب والزمن
- اغنية جان دمو
- اغنية السيدة ذات القلب الأعظم ..
- نظفوا الورقة .. !


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..