عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 00:26
المحور:
الادب والفن
كنتُ مجروحا ومعافى ، ومريضا كنتُ ، وكنتُ سكرانا وصاحيا : كنتُ اريدُ أن أعرف كيف يفكر الترابُ ، وأنت تزرعين خطواتكِ عليه ؟ بماذا تشعرُ الأرضُ ، عندما تخفق أطرافُ ثوبك فوقها ، وماذا تقول الشمسُ ، بماذا تلتقي أشعتها عندما تخترقُ ممرات رأسكِ ؟
كنتُ حريصا على أن الملمَ حسراتكِِ التي زرعتْ بصماتها على الغبار.
كنتُ حريصا على أن أشمَّ لهفتكِ في الهواء ، في المطر ، في العاصفة ، وفي البرد .
كنتُ حريصا على أن أنهب وجهكِ ، مثل ثمرة ، من شجرة العالم .
كنتُ خائفا ، ومضطربا ، وكنتُ افركُ شجاعتي ببريق ضحكتك ..
سلكتُ نفسَ الطريق الذي أتيتِ منه ، ومشيتُ :
كان اليأس يصل مبكرا ، وكنتُ أتعمد التأخير ، متنعما بالأمل مرة ، وبالوهم مرات .
ومشيتُ : مشيتُ طويلا ، مشيتُ في كل أرض .
تسلقتُ جبالا من الهم ، عبرتُ أنهارا كالدموع ، وطرتُ عاليا مع الدخان .
قطعتُ كل مسافة ، رغم أني أعرف تماما أنكِ لم تتركي إشارة تدل عليكِ .
آه ،
لا إشارة منك أو عنكِ أو عليكِ ، حتى توّزعتُ هنا وهناك ،
وصرتُ كثيرا ..
______________
من " نشيد الانشاد السومري .."
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟