أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - اينانا ، لماذا تعبثين بحياتي ؟!














المزيد.....

اينانا ، لماذا تعبثين بحياتي ؟!


عبد العظيم فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


القصيدة مختارة من مجموعتي الشعرية القادمة :" الحب ، حسب التوقيت السومري " وهي أيضا صياغة أخيرة لقصيدة سابقة تحمل عنوان : " بورتريه النافذة " ، و " اينانا " إلهة الحب والجمال والحرب السومرية / عشتار البابلية ..
كنتُ أسكرُ كثيرا في تلك الأيام ، وكان يربكني ، في كل صباح ، أن لا أجد النافذة مكانها : النافذة التي أنظرُ ، من خلالها ، إلى أينانا ، معبودتي ، التي هي كل الوردة ، لو فكـّر العالمُ أن يصيرَ عطرا : هي كلُّ العالم لو فكر العالم أن يعود طفلا ، وهي الرعشة ، كل الرعشة ، لو فكّر العالم أن يصير جسدا .

ربما كان النورُ الذي تتركه وراءها قويا ، فيحجبُ عني النافذة : تلك النافذة التي تثبُ منها إلى غرفتي فأقودُها ، في لجّة السُكر ، إلى مدن كنتُ أحلمُ بها في قصائد هاذية ، كتبها مجهولون على الصفحة البيضاء من سُخام حياتي .


كان يُؤلمني أن أتشمم مسام الحائط ، طوال النهار ، بحثا عن أثر ما يأخذني إلى حل اللغز : إلى أين تذهبُ إينانا ، بعد أن تتسلل في الفجر ، عارية ، من النافذة ؟ ولماذا تظهرُ النافذة على الحائط ، في الليل ، وتختفي في الصباح ؟

اينانا ،
لماذا تعبثين بحياتي ؟!

كنتُ أصرخُ في الغرفة وحيدا ، لكن عبثا ، حتى قررتُ أن أتوقفَ عن السُكر، لأنقبَ عنها بجدية بين الأغطية ، حيث يتدثرُ المنفى من شدة البرد ، في المرآة وهي تشطفُ رؤوس المارين في أعماقها ، تحت حنفية الماء ، في المكتبة ، وهي تخيط ُ بدلة الكتب ، في ..

ولم يكن ما فعلتُ مجديا ، فليس ثمة أثر للنافذة ، ولا لإينانا التي ، كانت طوال الليل ، تجمعُ دموعي براحتيها ، لتغسلَ بصيصَ الضوء المتسلل إلى عزلتي من الأفق ، أو تفرك برائحتها جسدي ، فتكشط تقاويمَ السنوات التي حفر عبرها الألمُ نفقه اللانهائي ، داخل روحي ، حتى وصلتُ ، وفق إيقاع معاوله ، إلى هذه الغرفة المقتطعة من حقول الخيال .

كنتُ مُربَكا من نتائج البحث ، وأشعر باضطراب من صحة كوني موجودا ، لأن العالم كله ، العالم برمته ، فصـّل حياتي ، حسب حجم كل قتيل في الحروب السومرية ، كما شجرة انفجرتْ في قلبها عاصفة ريح ، فلم يعد ممكنا جمع أوراقها المتطايرة ، التي تحوّلتْ إلى كمائن و أفخاخ عصافير في الغابات .

أين النافذة ؟

كنتُ قد عدتُ إلى السُكر من شدة الصراخ ، فتجلّتْ لي : وجدتُها لابثة في مكانها ، قبل أن اوجد أو توجد الغرفة ، ثم رأيتُ إينانا التي يمسسها أحد قط إلاي : رأيتها لامعة كطعنة في خاصرة اليأس ، لكن لم يكن ممكنا الاستمرار بالصراخ لأكثر من ليلة واحدة ، لأنهم حملوني إلى الخارج ، في الفجر : تركوني في العراء وثمة ورقة في يدي : ورقة حدّقتُ فيها بذهول ، سنوات طويلة ، حتى أنني ، على ضوء ما جاء فيها ، فسّرتُ الغموضَ الذي يكتنفُ فكرة الشيطان والملاك ، فقد رأيتُ حجمَ القسوة في قلب هذا العالم متجليا في عقد الإيجار ، الذي يذكرُ أن الغرفة ، التي استأجرتُ في تلك الأيام ، كانت بلا نافذة ، أصلا .



#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 4
- الحب حسب التوقيت السومري / 3
- الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 2
- قتلتُ مَن اُحبُ ومَن لا اُحبُ ، وأحببتكِ ..
- الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 1
- اعجوبة العجائب ..
- الحبُ ، حسب التوقيت السومري ..
- رسائل غرامية إلى الملاك / 1
- حمامة ، حمامة بيضاء ، كحمامة بيضاء ..
- اغنية نفسي ..
- أطوفُ حولكِ ، مثلما تطوفُ ريشة حول عاصفة ..
- أتهمكِ بأخطر الجَمال ..
- الحب حسب التوقيت البغدادي ..
- قصيدة نثر لشاعر جاهلي ..
- عندما شعبٌ من العصافير على كتفيكِ ..
- قصة الحب ، اغنية الحرية ..
- اغنية هي التي ..
- بورتريه الشاعر ..
- لماذا تعشقين شاعرا بسيطا مثلي .. ؟!
- الملائكة يصلّون عليكِ ، والخائبون والخائبات ..


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العظيم فنجان - اينانا ، لماذا تعبثين بحياتي ؟!