أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد















المزيد.....

ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ودونما الدخول في جدالات عقيمة هي أقرب لحوارات الطرشان علينا تحليل الوضع السياسي في سوريا إنطلاقاً من الرؤية الحقيقة للصورة البانورامية الكاملة لما يجري في سوريا وقراءتها قراءة سياسية بعيدة كل البعد عن عواطفنا وأحلامنا وتمنياتنا ففي عالم السياسة لاوجود للأحلام ولاللعواطف ولا للتمنيات بل إن الموجود هو الموقف السياسي المبني على المصالح أكانت راهنة أو مستقبلية

هذه المصالح التي كثيرا ما نرى في صورتها الخلفية التاريخ السياسي والجغرافيا الإقتصادية فالساسي بحكم تكوينه العمرفي البنوي هو كائن تاريخي جغرافي فحركة المجتمعات عبر التاريخ كانت موجهوة بإستمرا نحو مصادر الثروات بدءاً من المراعي قديماً وحتى النفط حاليا مستفيداً من التاريخ كذريعة كثقافية تبرر الحاجة للتحرك بهذا الإتجاه أو ذاك ( الحروب الصليبية وقيام الكيان الصهيوني,,,)

مع تقدم العامل الثقافي في إثر التطور الإنساني بإتجاه عالم أكثر عدالة وأكثر حرية لوحظ من الناحية الشكلية تراجع دور التاريخ لتحل مكانه جملة من المبادىء البراقة المخادعة في الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان وهذا ما رأيناه في الهجنة التي قادتها أمريكا ضد الكتلة السوفيانية بادئة بإنشقاق ثقافي علمي لإثنين من الروس هما العالم الفيزيائي ساخاروف والأديب سولجينتسين

إن ميزة الفكر الرأسمالي هو أنه يستطيع السيطرة واقعياً على الأرض لأنه ينسجم ومخزونات اللاوعي البشري في حب التملك والرغبة في حرية القول والتصرف ضمن شروطه الفكرية العقائدية وهذا ما يستطيعه افكر الشيوعي لآنه يتناقض كلياً مع هذا المخزون التاريخي للعقائد والرغبات والذي أمسى بمثاية الوحي الإلهي على الصعيد الفردي وكذلك على الصعيد الجمعي

لو عدنا إلى تصريح وزيرة خارجية أمريكا السابقة مادلين أولبرايت والذي قالت فيه :أن روسيا تمتلك الكثير من الثروات الباطنية بصورة غير عادلة لوجدنا أن الأمريكي لم يتغير إذ أن الفكر البراغماتي أصبح بنيوياً في تركيب دماغه ولايرى شيئاً في العالم إلا مصالحه ولكنه وكما أسلفنا هو بارع في توظيف الشعارات تابراقة لتحريك الشعوب بإتجاه أن تكون مرتبطة بهذا الأمريكي مما يساعده على تحقيق مصالحه دون عناء ونظرة واحدة فاحصة محايدةعلى ما جرى في أوروبا الشرقية يستنتج منها القارىء العزيز صحة ما نقول

الصين التي أخطأ الغرب وأيقظ تنينها عاد هذا الغرب ليناور تحت شعار حقوق الإنسان في محاولة مكشوفة من قبل هذا التنين لحرف مسار التطور الإقتصادي لهذا التنين بإتجاه أن تسيطر عليه رؤوس الأموال الغربية وبذلك تتحقق السيطرة السياسية على المدى البعيد كما هو الحال مع اليابان وألمانيا ودول آسيان

لكن الذي حدث أن الصين تنبهت لمناورة الغرب وأمريكا بالذات وقمعت بقوة حراكها الشهير إذ أن الشيوعيين الصينيين وعلى الرغم من إنفتاحهم على إقتصاد السوق إلا أنهم ظلوا ممسكين بقوة بقياد حركة التاريخ الصينية

إن مايجري في سوريا هو مماثل في بعضه لما جرى في الصين وكل البلدان التي غيرت مسار حركتها التاريخية نحو إقتصاد السوق بعد إنهيار المنظومة الشيوعية ولكن الخلاف الجوهري والأساس بين سوريا وبقية الدول الأخرى هو في كونها بدأت تحرر إقتصادها بإتجاه ما يسمى إقتصاد السوق الإجتماعي الذي نظٌر له المخرب عبد الله الدردري وبقية فريقه الإقتصادي مع بقاء سوريا خارج السيطرة السياسية الغربية عموماً والأمريكي خصوصاً على ثلاثة محاور هي محور روسيا الصين -محور طهران حزب الله -وأخطر محور هو محورالبحار الخمسة التي بدأ بشار الأسد العمل على إنشاءه وذلك من خلال التعاون مع أنقره وطهران ودول الإتحاد السوفياتي السالق وإيران والعراق ولبنان والأردن وأفغانستان

هذا المحور الذي طرح كرد على مشروع الشرق الأوسط الجديد ذي الصبغة الأمريكية لتأمين النفط وإسرائيل والتكحم بتطور الصين وتطويق وخنق روسيا إنتهاءا بحكمها سياسياً من خلال حكومة دمى كحكومة بوريس يلتسين تمهيداً لدخول الإستثمارات الأمريكية إلى المخزون الروسي من المواد الخام والتي أهمها النفط

إن الباشا أردوغان برهن على أنه ووزير خاجيته أحمد داؤود أوغلو على قصر نظر سياسي فعلى الرغم من كل الصفعات التي تكيلها له أوروبا ما زال مصراً بحكم عقدة تاريخية على الدخول في الإتحاد الأوروبي مفضلاً دور التابع الأجير على دور الشريك في القيادة من خلال مساهمته في مشروع البحار الخمسة مع سوريا وإيران وتأمين منطقة كبيرة وغنية وقادرة على أن تكون تكتلاً فاعلاً على صعيد السياسة العالمية

إن قصور النظر التركي يدل على أن هذا البلد لم يتعافَ بعد وعلى الرغم من علمانيته من مرض التاريخ الذي على ما يبدو مازال حاضراً في الذاكرة التركية وأعني الصراع التاريخي بين السنة والشيعة والصراع التاريخي بين روسيا وتركيا وعلى الرغم من إيهامنا بالأخذ بسياسة تصفير المشاكل إلا أنه بات من الواضح تماما أن الإرث الفكري الإستعماري قد عاد بها البلد نقطة الصفر ولم احد يثق بسياسة هذا البلد بل والأدهى من ذلك أن هذه السياسة عادت لتطرح مسألة وحدة الأراضي التركية من خلال المطالبة القديمة المتجددة للأخوة الأكراد في حقهم التاريخي بالسيادة على أرضهم ومن خلال النار الطائفية التي حرك رمادها أردوغان نفسه بين أبناء وطنه من خلال طموحه الذي بات واضحاُ للعيان ورغبته التي يوسوس له بها شيطانه أوغلو لزعامة العالم الإسلامي السني في المنطقة التي تمتد حتى الداخل الصيني

هذا الطموح الذي هو بالتأكيد لايرضي إسرائيل ولاآل سعود الذين كانوا على مر تاريخ حكمهم يحاربون كل قيادة سنية من عبد الناصر وحتى صدام حسين والذين لاهم لهم إلا جعل بلاد اشام وبالتحديد سوريا ولبنان بيت الراحة لهم

إن إنسحاب الأمريكيين من العراق في نهاية العام 2011سيكون بمثابة الكارثة لأمريكا ومشيخات الخليج فيما لو تم قبل السيطرة على سوريا ولبنان ولكل أهدافه
فأمريكا تكون قد خسرت كل ماجاءت العراق من أجله فلا هي إستطاعت البقاء فيه ولاهي لجمت إيران وحجمتها ولاهي قضت على حزب الله ولاهي قدمت سوريا للسعوديين بديلاً عن عراق صدام
ومشيخات الخليج لم تربح سوريا بعد خلع صدام ولاهي خرجت من خوف الهيمنة الإيرانية ذات القوة المتنامية بسرعة وقوة ولاهي منعت المحور السوري الإيراني من الوجود بل على العكس أضيف إليه العراق ولم تتمكن تركيا من إدخال الإخوان المسلمين إلى السلطة مع بشار الأسد بحيث يكونوا عامل ضغط عليه في وجه تمحوره مع إيران

إن مشروع أمريكا في السيطرة على سوريا هو لب الربيع الأمريكي المتحرك من بلد إلى بلد فبدون سوريا ستكون الخسائر الأمريكية كارثية وليس غريباً أن الصين رفعت الفيتو في مجلس الأمن قبل روسيا فكلا البلدين يريان أهمية سوريا الإستراتيجية لهما فهي مفتاح المنطقة والعالم ومن لايصدق عليه الرجوع إلى كلام الأمريكيين حول أهمية سوريا الإستراتيجية

إني أرى أن أمريكا لن تخرج من العراق قبل ترتيب البيت السوري وفقاً لمصالها فهي لذلك وضعت بشار الأسد بين خيارين لاثالث لهما إما الرحيل أو الخضوع وفي الحالين حرب
ولكن يبقى السؤال ماذا عن الخيار الثالث والذي يبدو مستحيلاً أو هكذا توحي الدبلوماسية السورية ؟.خيار الحرب مع إسرائيل فالجولان لم يزل محتلاً وأرى أنه آن الأوان لتحريره مهما كانت التضحيات






#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان يصنع قيده
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود
- ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون
- كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
- نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
- علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
- مثقون سوريون وبكاء عرعوري
- المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد