أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - الإنسان يصنع قيده














المزيد.....

الإنسان يصنع قيده


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 21:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في كنابه الرائع خوارق اللاشعور يقول العالم العراقي العبقري علي الوردي :

بحكم وجوده في الحياة الإنسان أسير ثلاث رغبات تتطلب إشباعها بشكل مستمر هي حاجته للطعام وحاجته للجنس وحاجته لتأكيد ذاته (الحاجة لإعتراف الآخرين به )

يلاحظ الراقب لسلولكية الأطفال الرضع أن الحاجات الثلاث هي شبه متلازمة في تصرفاته فتراه يطلب اللذة ثم يطلب الطعام ثم يطلب الإهتمام به والتعبير الوحيد عن عدم إشباع رغباته الثلاث هو البكاء

قد يقول معترض أن طلب الطعام يأتي أولاً لكن في الحقيقة وكما عبر عن ذلك فرويد فإن في الطعام لذة جنسية تراها متنامية واضحة عند كبار السن وهي لذة بديلة تعوض عن الضعف الجنسي لكنها هذا الضعف لايميت الرغبة عند هذا الكهل فيبقى شاخصاً بعينيه إلى أنثى تمر أمامه حتى لو أدى ذلك إلى توقفه عن إلتهام الطعام

في إحدى التجارب التي أجريت في أمريكا على الفئران وجد الباحثون أن قوة الرغبة الجنسية عند الفأر هي أقوى من الرغبة في الطعام

نلاحظ أنه في كل الديايات أكانت أرضية أم سماوية أن مفهوم الأخلاق فيها في جوهره هو موقف من الجنس فجميع هذه الديانات أباحت القتل من أجل الطعام لكنها حرمته من أجل الجنس وهذا في رأيي الشخصي هو في عمقه موقف من المرأة دافعه ذكورية تقدس النسب وربما كان هذا واحدا من الأسباب التي دعت الإسلام إلى تحريم التبني وكانت قصة زيد بن حارتة مولى محمد دليلاً على ذلك وتأكيداً ودُعمت بنص قرآني

إن العقل البشري هو سجين أمور كثيرة لكن الظاهرمنها هذه الثلاثية العامة التي ذكرها الوردي لأنها تعبر عن جاحات الإنسان الوجودية فالعقل تم تسخيره للعمل على تأمين هذه الحاجيات الثلاث ومن خلال عمله تمت حركة التاريخ على الصورة التي نراها ونعرفها

كما نلاحظ أن ثلاثة من كبار مفسري حركة التاريخ هم ماركس وفرويد و آلدلر الأول ركز على الحاجة المادية والثاني ركز على الحاجة الجنسية والثالث ركز على الحاجة لـتأكيد الذات( السلطة)

في الواقع كل واحد من هؤلاء تطرق لجانب وترك جوانب لايجوز برأيي المتواضع أن تهمل فكل دافع من هذه الدوافع له ساحته المتقاطعة مع غيرها من الساحات فلا نستطيع أن نقول أن الإقتصاد وحده هو الذي يحرك التاريخ على الصعيد الفردي لكنه بالتأكيد صحيح على صعيد المجتمعات كما أننا لانستطيع القول أن الجنس هو المحرك للتاريخ على صعيد المجتمعات لكنه ربما يكون صحيحاً على الغالبية من الأفراد وما قلنا عن هذين العاملين هو نفسه ما يمكن قوله عن العامل الثالث

بين هيجل ويونغ يوجد خيط سري رفيع يربط بين جدل الفكر عند هيجل والفكر الذي هو أسطوري في بنيته عند يونغ وبذلك نجد أن الإثنين هيجل ويونغ منفصلان ظاهرياً مترابطان بنيوياً

ماعلاقة كل ذلك بقيود العقل أو بالأحرى بالإنسان الذي يصنع قيده ؟

في الواقع إن علاقة هذا بذاك هو الذي تحدده العقائد أو الشرائع فكل الشرائع والعقائد أرضية كانت أم سماوية حاولت وما تزال تحاول تنظيم العلاقة بين البشر من خلال إيجاد مسارب أو مسالك دينية أو عقلية تنظم إشباعات هذه الحاجيات الثلاث بحيث لايؤدي إشباعها إلى تصادمات بين البشر كأفراد ومجموعات فهل تمكنت من ذلك ؟

إن محدودية موارد الأرض في كل فترة زمنية من تاريخها جعل من الصعوبة بمكان تحقيق العدالة في توزيع هذه الموارد بين البشر بالتساوي مع وجود عامل إضافي خفي سببه الخوف التاريخي لدى الكائن البشري من الحرمان مسبباً عدم إطمئنان إلى المستقبل والذي يتجلى بظهوره على شكل أنانية مفرطة

ربما الحالة البدائية التي كان يعيشها الإنسان في فترات التاريخ القديم جعلت الخوف من الحرمان محمولاً على جيناته إذ كيف نفسر الغيرة لدى طفل لم يتكلم بعد ؟ ويلاحظ هذا بين التوأمين أي مراقب لسلوكياتهما فتراهما لايقبل أحدهما إلا مثل ما يكون لدى الآخر

هذه القيود الثلاثة هي قيود مفروضة بحكم أننا نحيا ونحتاجها لنبقى على قيد الحياة فلابد منها

إن الدعوة إلى الإشتراكية هي دعوة ناقصة تعبر عن بقايا الرغبة في التملك والتي لم نستطع إلى الآن التخلص منها وجودها على جيناتنا فنحن نقبل بالحالة الإشتراكية التي فيها تمييز مُعتبر بين من يعمل ليكون ذا شأن مادي وإعتباري وأيضاً يمكنه من الحصول على الإشباع الجنسي ولكن بتميز يريده في لاوعيه هذا التميز الذي يلبي إشباعاً لديه في أن يكون أكثر إعتباراً من غيره في مجتمعه وبين كسول لايجد ٌ ليحصل على مبتغاه مما يعني أن بذرة الصراع الطبقي ستستمر في أي مجتمع ذي طابع إشتراكي أليس هذا ما حصل في دول الكتلة السوفياتية السابقة مما أدى إلى إنهيار دولها ؟!

ما سوف نراه في المجتمع الشيوعي هو حالة متقدمة كثيراً ففي هذا المجتمع سيكون لكل فرد ما يحتاجه من ماديات وإعتبار وجنس (لكلا الجنسين رجل وإمرأة )
كما أننا قد نرى مع الدكتور صادق جلال العظم أن الدولة بصفتها منظمة لحركة المجتمع ليس إلا , تقوم بتربية الأطفال تاركة لوالديهم حق التمتع بالحياة كل على طريقته

أجد من المناسب القول في هذا المقام أن الإسلاميين والبورجوازيين الصغار والكبار دائما كانوا يتهمون دعاة الفكر الشيوعي بالملحدين والإباحيين ناسين أو متناسين لكن الأكيد عن عمد أن المجتمع الشيوعي هو مجتمع الحرية حرية الإنسان بأبعادها الأربعة المادية والجنسية والنفسية والعقلية بتحققه واقعياً ينطلق الإنسان على درب تحقيق وجود كونه بالأساس هو مشروع وجود

اليس غريباً أن أبعاد الوجود كما قالت الفيزياء أربعة وأبعاد حرية الإنسان لينطلق في تحقيق مشروع وجوده أربعة ؟؟؟؟

.




#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود
- ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون
- كل البشرية تؤمن بنظرية التطور لداروين
- نفاق الغرب ومثقفي الإغتراب
- علم بالغيب أم تحكم بالغيب ؟؟؟؟
- مثقون سوريون وبكاء عرعوري
- المادة : مفهوم فلسفي أم علمي ؟
- لو أدرك المسلمون معنى : رب العالمين!!!!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - الإنسان يصنع قيده