أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - مواجهة المسكوت عنه














المزيد.....

مواجهة المسكوت عنه


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 1050 - 2004 / 12 / 17 - 10:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ما كادت الأجواء في أسيوط تهدأ في أعقاب شيوع أن فتاة مسيحية من درنكة قد تم إجبارها علي اعتناق الإسلام، حتي تفجرت أحداث أبوالمطامير في البحيرة، بعد اختفاء زوجة قس، وإقدامها علي إشهار إسلامها، وبين أسيوط والبحيرة، امتدت التوترات إلي أماكن أخري، ففي المنيا أوشك قيام أحد المهندسين الأقباط بتحويل بيته إلي كنيسة دون الحصول علي ترخيص أن يتحول إلي أزمة بين المسلمين والمسيحيين، وفي الزاوية الحمراء غابت زوجة كاهن عن منزلها، فراجت الشائعات عن خطفها وإجبارها علي تغيير عقيدتها، وكادت الأجواء أن تشتعل مرة أخري وربما لن تكون الأخيرة.

هذه التوترات التي كشف عنها الإعلام الحزبي والمستقل وغاب عن متابعتها الإعلام الرسمي بمختلف أنواعه، وغيرها مما لم يكشف عنه بعد، تبعث برسائل واضحة تقول إن الكلام عن الوحدة الوطنية كلام هش لا يستند إلي أسس راسخة، وأن هناك مناخا سائدا يعزز الفرقة بين الديانات في المجتمع المصري ويشيع أجواء التعصب علي كل الجبهات، ويهدر حقوق المواطنة، ويدفع الأقباط دفعا إلي طلب الحماية من الكنيسة بدلا من طلبها من سلطات الأمن أو الهيئات التنفيذية في الإدارات المحلية!.

أسئلة مشروعة تطرحها هذه الأزمة، من بينها ما الأسباب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، التي تحول مشكلة تغيير فرد لعقيدته إلي أزمة طائفية واجتماعية؟ وما مسئولية الشروط المتعسفة التي تضعها الكنيسة علي حق الطلاق في إثارة مثل هذه المشاكل؟ أليست حرية العقيدة هي أحد أهم البنود التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ وما هو بالضبط حجم ظاهرة إجبار بعض الشباب من الجنسين علي تغيير ديانتهم في مقابل إغراءات مالية؟ وما مدي صحة أن الجهات الأمنية والإدارية لا تستجيب فورا لبحث شكاوي الكنائس والقساوسة بخصوص هذا الأمر؟ وما الذي يحول مشكلة ترميم الكنائس في أسيوط أو غيرها إلي أزمة بين المسلمين والأقباط؟ وما الذي يجعل خلافا زوجيا يتحول إلي إشاعات عن خطف الزوجة وإجبارها علي تغيير دينها؟ وما الأسباب التي تدفع الناس أو ربما تجبرهم علي أن يلجأوا للبابا ولا يلجأوا للسلطات التنفيذية المعنية بذلك وأن يتحول تظاهرها في المقر البابوي إلي أعمال عنف وتخريب؟ وما مدي مسئولية المعالجات الصحفية غير المسئولة لمسائل دينية حساسة عن زيادة رقعة تلك التوترات؟ وما الحال إذا كانت زوجة القس قد أشهرت إسلامها برضاها الكامل؟ ومن هو المستفيد يا تري من تحدي سلطة القانون والتصرف في مواجهته وليس امتثالا له؟ وهل تستطيع حقا السلطات التنفيذية، التحكم في ميول الناس وأهوائهم؟.

المعالجة الصحيحة لهذه الأزمة، تبقي مرهونة بالتصرفات المسئولة للقيادات الدينية الوطنية. والمعالجة الأمنية وحدها لا تصلح علاجا لهذه الأزمة، فقد حان الوقت، بل لعله تأخر كثيرا، للحديث عن المسكوت عنه في المسألة القبطية، وطرحه للنقاش العلني للتوصل إلي حلول عقلانية لمشاكله، وعلي رأسها القيود المفروضة علي بناء الكنائس وعلي تولي الأقباط لمواقع قيادية في أجهزة الدولة المختلفة تحت أسباب واهية وقوانين بالية، وتولي عناصر متعصبة دينيا لمواقع تنفيذية في القري والمحافظات وشيوع روح التعصب في الجهات التربوية والتعليمية والإعلامية، التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد، وتحض علي التمييز بينهم.

إرجاء المشاكل والصمت عليها لا يحلها، وعقد مؤتمر وطني لمناقشة ما هو مسكوت عنه في هذه المشكلة، ربما يكون خطوة مهمة نحو التئام جروح وتخفيف مرارات وتفتيح للعيون والقلوب والعقول نحو الخطر الذي يهدد الوطن ويكاد يعصف بأمنه واستقراره.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الرئيس مبارك
- الإرهابيون يصوتون لبوش
- السودان يحترق
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح
- دعاة الاستبداد
- فهرنهايت
- أسئلة بلا أجوبة
- سياسة التهويش
- تحالف السلطة والمال
- حصن الحرية
- من هنا نبدأ
- عن التدخل الاجنبى
- قمة لمخاطبة الخارج


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - مواجهة المسكوت عنه