أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - حصن الحرية














المزيد.....

حصن الحرية


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 05:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فيما عدا بعض التجاوزات اللفظية والاتهامات المرسلة في الندوات العامة وفي بعض الفضائيات العربية، فقد اتسمت ردود الفعل الغاضبة علي فيلم «بحب السيما»، بقدر عال من المسئولية واحترام القانون. لم يلجأ الأقباط الذين أغضبهم الفيلم إلي التظاهر وحرق المملتكات العامة، بل لجأوا إلي القضاء حصننا الأخير لنيل الحقوق إذا كانت لنا حقوق، ولعل عدم تدخل الكنيسة في الجدل الدائر حول الفيلم، لعب دوراً أساسياً، في ضبط إيقاع ردود الأفعال الانفعالية والعاطفية الغاضبة منه، وتسييرها في إطار قانوني، وهو موقف متوقع من قيادة الكنيسة المصرية المثقفة والمستنيرة.

وبناء علي ما سبق، تنظر محكمة عابدين للأمور المستعجلة السبت المقبل 24 يوليو، دعوي من محام قبطي لوقف عرض الفيلم، بينما يترافع محامون من 15 منظمة حقوقية، بينهم أقباط دفاعاً عن استمرار عرضه، وطبقاً لما جري لفيلم «المهاجر» يتوقع كثيرون أن ترفض الدعوي، لأنها مثل قضايا الحسبة مرفوعة من غير ذي صفة أو مصلحة. كما تنظر محكمة القضاء الإداري دعوي أخري ضد الرقابة علي المصنفات الفنية، بسحب الترخيص الذي منحته للموافقة علي عرض الفيلم، وهي دعوي قد تلقي مصير سابقتها بالرفض، بعد أن جعل القانون الجهة الوحيدة التي لها حق الدعوي العمومية في الطعن علي القرارات الحكومية في قضايا الحسبة هي النيابة العامة.

ويبقي أخطر ما يواجه فيلم «بحب السيما» التحقيق الذي تجريه النيابة العامة في البلاغ الذي تقدم به أحد القضاة الأقباط، ويتهم الفيلم بازدراء الأديان، وهي تهمة تصل عقوبتها في حال ثبوتها إلي ثلاث سنوات حبس.

لقد استمعت النيابة إلي أقوال الفنانين المشاركين في الفيلم وإلي أقوال الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، الذي لم يسمح بإجازة الفيلم، إلا بعد عرضه علي نخبة من كبار المثقفين بينهم أكثر من عشرة من الأقباط، وصفوا الفيلم بأنه واحد من أفضل الأفلام المصرية التي دخلت بعذوبة ورقي إلي عالم الأقباط، وصورت حياتهم الاجتماعية بشكل غير مسبوق في تاريخ السينما المصرية.

حسناً فعل الغاضبون علي الفيلم بالاحتكام للقانون، واللجوء إلي القضاء، للفصل فيما يختلفون بشأنه، ولأننا نثق قي القضاء المصري، والنيابة العامة جزء من ، الذي يحفل بتاريخ ناصع في إقرار العدالة وصون حريات الاعتقاد والتفكير والتعبير والرأي، وأنه حصن لحرية الإبداع، فإن القرار الذي نتوقع صدوره من النيابة العامة، هو حفظ التحقيق، لاسيما ومئات من المثقفين الأقباط، قد ساندوا الفيلم، ورأوا أنه لا يتضمن من قريب أو بعيد أي إساءة للدين، واعتبروا رافعي الدعاوي القضائية مفرطين في حساسيتهم الدينية، لا أكثر ولا أقل.

ولعل قرار حفظ التحقيق يكون درساً لتلك الفئات التي اعتادت أن تستسهل التكفير والتخوين علي التفكير والمصادرة والمنع علي الحوار.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هنا نبدأ
- عن التدخل الاجنبى
- قمة لمخاطبة الخارج


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - حصن الحرية