أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - من هنا نبدأ














المزيد.....

من هنا نبدأ


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 896 - 2004 / 7 / 16 - 06:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يحسم التشكيل الوزاري الجديد النقاش المفتوح علي مصراعيه، في المجتمع المصري وسط الأحزاب والنخب السياسية حول قضية التغيير، بل الأرجح أن يسرع وتيرتها.. فأحد أبرز النتائج التي تعكسها طبيعة التشكيلة الوزارية الجديدة، التي تحفل بالتكنوقراط وتخلو من الخبرات السياسية المؤهلة، هي أنها بدلاً من أن تكون خطوة نحو إحداث هذا التغيير، فهي علي الأغلب الأعم، ستكون عقبة أمام إحداثه، بغلبة الهموم الفنية والتكنولوجية علي عناصرها، ومخاصمتها للسياسة كما قال رئيس حزب التجمع.

والتغيير الذي ننشده، لإخراج مصر من أزمتها ومن النفق المسدود الذي سيقت إليه لم يبدأ بعد، ولا يتحقق بتغيير حكومة بأخري مع الإبقاء علي السياسات نفسها، التي أنتجت الأزمة، كما لا يتحقق باستبدال وزير كهل بآخر شاب، وكأن الخبرة والتجربة ليست معياراً من معايير الاختيار للموقع العام.

لن يحدث التغيير بتسليم مقاليد البلاد لفئة محدودة، ليس هناك حدود لجشعها ورغباتها في إطلاق العنان لاقتصاديات السوق، وتسريع برامج الخصخصة، وبيع ما تبقي من أصول القطاع العام، بأبخس الأثمان، وفي نظرها إلي الشعب باعتباره مصدر كل المصائب والمشاكل والخيبات، وفي رفضها العنيد لوضع أي قيود تحمي المال العام، وتفصل بينه وبين المشاريع والأعمال الخاصة، وعرقلة أية تشريعات لتعقب الفساد وملاحقته.

وليس هناك معني لأن يكرر خطاب تكليف الحكومة الجديدة ما سبق أن قيل للحكومات السابقة، وأن يكرر رئيس الحكومة الجديدة، ما سبق لسلفه أن تعهد به من أن أولويات عمله في المرحلة المقبلة هي تطوير التعليم والقطاع الصحي والسيطرة علي الأسعار، ومتابعة تنفيذ الإصلاح الاقتصادي، لا معني لهذا سوي أن القاعدة التي تحكم العلاقة بين الدولة والمواطنين سوف تستمر وهي قائمة علي ترديد الشعارات البراقة، وإطلاق وعود لا تنفذ.

وليس مهماً أن يكون الجديد الذي يحمله التشكيل الوزاري، أنه يحول الحكومة لأول مرة ـ كما قال كثيرون ـ إلي حكومة الحزب، لأن جوهر الخلل في النظام السياسي القائم هو الحزب الوطني ذاته، الذي ألغي الحياة الحزبية برفضه لإطلاق حرية المنافسة السياسية لصالح تغوله علي السلطات التنفيذية، واكتسابه للنفوذ مرة برئاسة رئيس الجمهورية له، وأخري بالدور المحوري الذي تلعبه لجنة السياسات في إدارة شئونه.

ذهاب حكومة ومجئ حكومة أخري مع التمسك بالسياسات التي تعيد إنتاج الأزمة، لن يغير من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي بلغت درجات عليا من السوء يدفع فاتورتها الفقراء والمعدمون، وهم أغلبية هذا البلد. والصلة وثيقة بين إحداث إصلاح سياسي ودستوري يقود مراجعة شاملة للدستور وأنظمة النظام السياسي ومؤسساته، وبين تهيئة المناخ لإصلاح تلك الأوضاع البائسة.

ومن هنا يبدأ التغيير الحقيقي، بتعديل الدستور لتصبح مصر بموجبه جمهورية برلمانية، يملك فيها رئيس الجمهورية ولا يحكم، حيث تتولي سلطاته حكومة الحزب الذي يفوز بالأغلبية في انتخابات حرة تضمن نزاهتها هيئة قضائية مستقلة، كما يحدث في جمهورية الهند البرلمانية، وتحكم الرقابة الشعبية علي أدائها في سياق دولة الحق والقانون والمؤسسات، ويمكن محاسبتها ومساءلتها وإسقاطها إذا لزم الأمر.

وحين يصبح هذا الإصلاح الشامل للنظام السياسي في مصر حقيقة واقعة، فليأتي أحمد نظيف أو جمال مبارك أو غيرهما، رئيساً للحكومة، طالما هو رئيس حكومة منتخب وهناك برلمان يراقبه ويساءله ويستطيع أن يقيله.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التدخل الاجنبى
- قمة لمخاطبة الخارج


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - من هنا نبدأ