أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - السودان يحترق














المزيد.....

السودان يحترق


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في لقاء مهم دعتني إليه الدكتورة إجلال رأفت رئيسة لجنة السودان بحزب الوفد، وشارك فيه ممثلون لمعظم أحزاب المعارضة في مصر، تحدث الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني حديثا مستفيضا حول ما يجري في دارفور، فأضاء بحديثه المرتب المنطقي الحافل بالمعلومات، كثيرا من جوانب تلك الأزمة، وقدم اقتراحات مهمة بشأن الأزمة السودانية، جديرة بالمناقشة والأهم أنها جديرة بسرعة التنفيذ . وأهمية حديث الصادق المهدي لا تأتي فقط من أنه زعيم إكبر الأحزاب السودانية، وأكثرها تأثيرا في الساحة السودانية، بل أيضا لأن إقليم دارفور يعد تاريخيا منطقة نفوذ تقليدي لحزب الأمة، هذا فضلا عن أن شهادته تكتسب في هذا الوقت بالذات الذي يتعرض فيه السودان لتهديدات جدية بفرض عقوبات دولية عليه وعلي نظامه، ويتسع فيه نطاق الحرب الأهلية وتهدد بالانتقال من الغرب إلي الشرق وربما الوسط، بعدما جري في الجنوب، تكتسب هذه الشهادة مصداقية عالية، ليس فحسب لأنه معارض للنظام الحاكم في الخرطوم، بل لأنه مفكر ومراقب سياسي ذو صوت مسموع في دوائر النخب الغربية التي تؤثر في استصدار القرارات التي يجري اتخاذها من قبل الأمم المتحدة بشأن السودان، والتي تنطوي خطورتها علي أنها تصدر من الباب السابع لميثاق الأمم المتحدة وهو ما يعني أنها ملزمة، ويترتب علي عدم تنفيذها فرض عقوبات من بينها تنفيذ تلك القرارات بالقوة إذا لزم الأمر .

قال الصادق المهدي إن الحكومة السودانية احترفت الحسابات الخاطئة، وتصورت أن العالم الخارجي يرضي عنها بعد توقيع اتفاقية السلام مع جون قرنق وسيغمض عينه عما يجري في دارفور، وهو ما لم يحدث، وأكد أن المنظمات غير الحكومية الدولية لعبت الدور الأساسي في الكشف عما يجري في دارفور، وأن تلك المنظمات تلعب في مجتمعاتها الغربية دورا كبيرا في صنع القرار، ووصف المهدي عمليات تهجير مليون مواطن من قراهم في الإقليم وعمليات القتل وحرق القري التي تسعي خلالها الحكومة السودانية لتغيير التركيبة القبلية لدارفور، بأنها جرائم حرب وانتهاك واضح لحقوق الإنسان، لكنه نفي أن تكون إبادة جماعية كما تقول الإدارة الأمريكية.

وقال الصادق المهدي إن السودان في خطر وأنه يواجه الآن مشكلة التدويل، وأن الدور المصري الرسمي والشعبي غائب أو لعله غير كاف، وأن أول المضارين من خطر التدويل هي دول الجوار وعلي رأسها مصر.

الخروج من هذه الورطة أمر ممكن بشروط حددها المهدي في أن تشكل الحكومة السودانية إدارة غير قابلة للطعن في استقلاليتها لإدارة دارفور وإقامة حكومة وطنية تضم كافة القوي السياسية في السودان، لتمهد لعقد مؤتمر قومي دستوري لبحث مستقبل الحكم في السودان علي غرار النموذج الذي جري في جنوب أفريقيا.

وجاءت مقترحات الصادق المهدي لخلق حركة شعبية مصرية لمساندة السودان وشعبه وحكومته للخروج من المأزق الراهن لافتة للانتباه، حيث دعا إلي تشكيل هيئة شعبية مصرية من كل الأحزاب والقوي السياسية والنقابات والاتحادات الجماهيرية، تقوم بزيارة السودان والالتقاء بكل القوي السياسية السودانية التي حثها علي الإسراع بالعودة إلي الوطن ونقل النضال من أجل الديمقراطية إلي الداخل، وإنشاء صندوق لتمويل نشاطها وإصدار صحيفة باسمها تنير الشعبين المصري والسوداني بكل ما يجري في السودان وتقدم دعما سياسيا لكل الجهود التي ترمي إلي الحفاظ علي وحدة السودان، عبر نظام فيدرالي غير مشوه كما هو حادث الآن في السودان.

اقتراح الصادق المهدي طموح للغاية، لكنه ضروري، وقد قبل به المشاركون في الندوة والمشاورات تجري الآن لتشكيل هذه الهيئة، بعد أن تعهد المسئولون عن صحف الأحزاب، بأن تكون منبرا لنشاطها في مراحلها الأولي.

لو احترق السودان، فمصر لن تنجو من الحريق.. هذا تحذير من زعيم حزب الأمة علينا أن نأخذه مأخذ الجد ليصحو الطرف الرسمي من سباته، وينشط الطرف الشعبي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماهر
- ومتي يحين الوقت المناسب؟
- برنامج الوفد للإصلاح
- دعاة الاستبداد
- فهرنهايت
- أسئلة بلا أجوبة
- سياسة التهويش
- تحالف السلطة والمال
- حصن الحرية
- من هنا نبدأ
- عن التدخل الاجنبى
- قمة لمخاطبة الخارج


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - السودان يحترق