أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - سياسة التهويش














المزيد.....

سياسة التهويش


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 916 - 2004 / 8 / 5 - 11:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان من الطبيعي، أن تقابل الخرطوم قرار مجلس الأمن الدولي بشأن دارفور، بالارتباك الشديد، فترفضه وزارة الإعلام، وتقبله وزارة الخارجية، ويتحفظ بشأنه كبار المسئولين في الدولة0 فالقرار يمهل الحكومة السودانية 30 يوما فقط، لتسوية أزمة دارفور ، وإلا واجهت عقوبات دولية ، ومن غير المنطقي أن تستطيع الحكومة خلال شهر، أن تحل أزمة بهذا الحجم تفاقمت خلال عقود، وتطورت من صراع قبلي تقليدي حول الموارد الشحيحة، إلي كارثة إنسانية، تنتعش علي أصدائها المصالح الدولية المختلفة، وإلي صراع سياسي يرفض الإقصاء والتهميش، ويطالب بالقوة المسلحة، بنصيب عادل في الثروة التي يساهم في إنتاجها، ويزود السودان من دخلها، بنحو 45% من ميزانيته، وفي السلطة التي أهملته وحرمته من مشاريع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن جميع أنواع الخدمات الصحية والتعليمية والسكانية0

لكن أغرب التصريحات التي خرجت من الخرطوم تعليقا علي قرار مجلس الأمن تلك التي أطلقها الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني والتي أعلن فيها رفضه للقرار ووصفه بأنه بمثابة إعلان حرب من أمريكا علي السودان، وقال نحن جاهزون للحرب والقوات المسلحة السودانية جاهزة برا وبحرا وجوا لكل الاحتمالات! ولن نرفع الراية البيضاء للأمريكيين ولن نستقبلهم بالزهور!!

هذا التهويش السياسي الذي يحفل بعبارات إنشائية لا معني لها، يدعو إلي الضحك ، بعد البكاء، ويقدم نموذجا للعقلية الحاكمة التي تقود السودان من مأزق إلي آخر، وتعطي إشارات غير حقيقية عن طبيعة العلاقات الأمريكية- السودانية والتي أصبح من المعروف أن الخرطوم هي الطرف المتلقي للأوامر والقرارات فيما يخص وضعها الاقتصادي وقضايا السلم الأهلي سواء كان في الجنوب أو في دارفور!

غير مجد للخرطوم سياسة لطم الخدود والتذمر والتهويش وشحذ المشاعر والعواطف باستعمال آلتها الإعلامية ، للحديث عن مؤامرة لطمس هوية السودان العربية وتفكيكه ، عليها أن تسرع بتدارك الأمر، قبل أن تواصل واشنطن مسعاها لفرض عقوبات دولية صارمة عليها، بأن تفي قدر الإمكان بالتعهدات التي قطعتها للأمين العام للأمم المتحدة وبينها تصفية مليشيات الجنجاويد التابعة لها، وتقديم قادتها للمحاكمة وإجراء تحقيق نزيه وعادل ومستقل في مزاعم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ومحاكمة من تثبت مسئوليته عن ذلك، وحظر الطيران الحربي فوق دارفور، واتخاذ إجراءات المراقبة الصارمة لمنع تدفق السلاح إلي الإقليم، وفتح ممرات آمنة لوصول مواد الإغاثة الدولية0

في يد الخرطوم أوراق حقيقية للخروج من هذه الورطة التي ساهمت في صنعها، بينها أن تعترف بأن المشكلة في دارفور سياسية في المقام الأول، وهو ما يعني أن تهيئ الظروف لبدء حوار للتوصل إلي حل سلمي مع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان، وأن تفتح الأبواب والنوافذ لمصالحة وطنية مع جميع الأحزاب السودانية علي قاعدة المساواة واحترام حقوق الإنسان وحقوق المواطنة، والفصل القاطع بين الدين والسياسة0

في يدها أن تهدئ من العواصف ، إن هي تخلت عن مشروعها الحضاري الإسلامي الوهمي الذي جلب جميع أنواع الكوارث عليها، وعلي السودان 0

بهذا فقط يمكن أن تسفر الجهودالمصرية لتعديل المهلة الممنوحة للحكومة السودانية من شهر إلي ثلاثة أشهر، وليس بتهديد المسئولين السودانيين بأن يصبح السودان ملاذا آمنا للمتطرفين الإسلاميين00 أو بإعلان الحرب علي الولايات المتحدة الأمريكية!!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف السلطة والمال
- حصن الحرية
- من هنا نبدأ
- عن التدخل الاجنبى
- قمة لمخاطبة الخارج


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - سياسة التهويش