أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - خطورة -التوازن الوطني-














المزيد.....

خطورة -التوازن الوطني-


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"التوازن الوطني" اصطلاح ملتبس تناوله الخطاب السياسي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ودرج المتنفذون على استخدامه كثيرا في وقت اختلافاتهم. وهو يوازي في خطورته حجم نعومته الظاهرية، حيث يـُراد الاعتقاد من خلاله ان هناك خللا أصاب الجانب الوطني، واعوجاجا يتطلب إصلاحا فوريا، مع ان المصطلح في حقيقته معول لتهشيم الوحدة الوطنية. ومن الممكن القول ان خطورة " التوازن الوطني" لا تكمن فقط في الالتباس الذي يولده عند المتلقي، انما أيضا في كونه يؤسس للانقسام الطائفي. ففي اللحظة التي تطبق فيها سياسة التوازن المذكورة يكتب على فكرة المواطنة السلام، وتحمل في تابوت موتها الفاجع.

ان ما يريده المتنفذون من "التوازن الوطني" هو غير الذي يدور في الاذهان، من قبيل إعادة هيكلة مؤسسات الدولة على أساس وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وعلى وفق معايير الكفاءة والقدرة والمهنية والخبرة، بعد ان امتلأت تلك المؤسسات بالمحسوبية والمنسوبية. وبالتأكيد لم يكن في ذهن المتنفذين ان التوازن يقوم على تفعيل قانون مجلس الخدمة، الذي يمنح الوظائف العامة في الدولة للمواطنين، وينظر إليهم بعين واحدة، وليس على أساس طائفي او عشائري او مناطقي. ولم يكن في وارد الذين يرددون مصطلح "التوازن الوطني" ليل نهار، هو ان يتم تخليص مؤسسات الدولة من الترهل والبطالة المقنعة، وبث النشاط والحيوية فيها، كي تنجز مهماتها بفعالية، وتضع في حسابها الوقت الذي يذهب سدى دون انجاز تراه العين، وتبصره القلوب، ويشيع أملا بان عملا ما يتم تنفيذه.

يبتدئ "التوازن الوطني" في قاموس المتنفذين بتقسيم المناصب في ما بينهم، باعتبارهم ممثلي الطوائف. ويستمر في احتساب عدد الموظفين الكبار في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة، على أساس انتماءاتهم الطائفية. فان كان عدد الموظفين في مؤسسة ما من الطائفة الفلانية اكبر من عدد زملائهم من الطائفة الأخرى، فان ذلك يعد اختلالا في التوازن، ويصار في هذه الحالة الى تعيين عدد من هذه الأخيرة، كي يتم "التوازن الوطني"! والعدد اذا تم تعيينه لا يتم على أساس اختيار الأكفاء من بين أبناء الطائفة، بل ممن هم الأقرب الى الدائرة التي يشغلها المتنفذ. وهكذا يستمر التقسيم وصولا الى البواب!

لكن التحاصص على هذا المنوال "السلس" لن يستمر، إنما سيتولد منه صراع حول حجم تمثيل هذا الطائفة او تلك نسبة الى عدد السكان، وستتولد من ذلك نقطة خلافية أخرى، تتعلق بكيفية احتساب النسب دون وجود إحصاء سكاني؟ ومن جهة أخرى سيحصر مجال التعيينات اذا تمت بالمقرب والأقرب، وينتقل الصراع الى داخل حلقة الطائفة الواحدة بين المقرب والأقرب في إطار الأتباع والمريدين، ولا يتوقف التنافس من جهة أخرى بين بيت المسؤول وعشيرته ودائرة أتباعه وأعضاء حزبه. انه صراع المغانم والتحاصص، صراع الانتفاع على حساب جروح العراق.

لقد تبددت وعود المتنفذين التي أغدقوا بها علينا وهم يعلنون انها ستكون دولة العراقيين جميعا دون تفرقة وعزل وتهميش، دولة يتساوى فيها المواطنون من حيث الحقوق والواجبات. حتى ظهرت حقيقتهم، فاذا بهم ابعد ما يكونون عن قيم المساواة، و العدالة، والإنصاف. وتبين بالملموس ان المواطن الذي " لا ظهر له" الا عراقيته، في قاموس المتنفذين، لا مكان له في العراق الذي يتوهمون!



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي ومقارناته المتشائمة
- أخبار سيئة.. أخبار جيدة
- جدوى وعدم جدوى شعار اصلاح النظام
- فلسطين والعراق في الدورة السادسة والستين
- كأس الفساد وجائزة السلام
- عسى أن يدركوا يا -مدارك-
- -الشبيحة- رهان خاسر
- الاقالة والاستقالة
- -تقفيص- دولي
- الاستخدام المزدوج
- إفساد السياسة وسياسية الإفساد
- ذاكرة سياسية
- ماذا ..لو؟
- حل الازمة يكمن في الدستور
- عرف ما يأتي؟!
- فكرة لإنهاء حركة الاحتجاج
- حديث ساحة التحرير
- مسكينة .. حقوق الإنسان!
- كي لا تسكب الماء على لحيتك!
- -سي السيد- في كواليس الحكم


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - خطورة -التوازن الوطني-