أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - جدوى وعدم جدوى شعار اصلاح النظام














المزيد.....

جدوى وعدم جدوى شعار اصلاح النظام


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخطر ما يصيب بعض الناشطين من اجل الاصلاح هو شعورهم بلاجدوى نشاطهم، تحت تأثير عدم استجابة المتنفذين لمطالبهم من جهة، وعدم انخراط المواطنين معهم في المعركة لاجل الاصلاح من جهة اخرى. هذا حسب ما يطرحه عدد من الناشطين اثناء جلسات الحوار المباشرة، او عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ومع ان الاستنتاج يحمل عوامل الصحة في طياته، لكنه نتاج تحليل احادي الجانب، لا يضع في اعتباره جميع الابعاد، كي يكون التحليل شاملا ومستوعبا الظاهرة بكل تجلياتها.

بطبيعة الحال ان المتنفذين في الحكومة الحالية، شأن امثالهم في الحكومات السابقة منذ 2003، لن يستجيبوا لعمليات الاصلاح لسبب بسيط جدا، هو كونهم نتاج لنظام مبني على المحاصصة الطائفية والاثنية. نظام تستوجب آلياته تقريب اكثر العناصر انشدادا للمحاصصة، وليس بالضرورة الاكفاء والمهنيين. فالكفاءة والمهنية والخبرة ليست من معايير الطائفية السياسية، وبالنتيجة هم ليسوا اكثر العناصر استعدادا للبناء والاعمار والاصلاح.

ولا شك ان الاصلاح – بمعناه العلمي - لو تم فان من شروطه اعتماد معايير الهوية الوطنية والكفاءة والخبرة، وبالتالي سيلفظ المتلكؤن والفاسدون الذين يحميهم نظام المحاصصة الطائفية. وبسبب ذلك، فضلا عن اسباب اخرى، يتعذر على المستفيد من الاوضاع الحالية القيام بالاصلاح. وهناك فرق بين من يطالب باصلاح الحكومة واصلاح النظام، فالاولى هي من نتائج الثانية، وليس العكس، فالمطوب، في هذه الحالة، هو اصلاح النظام باكمله عبر تخليصه من عيوبه، والطائفية في المقدمة منها. وهذا بطيعة الحال لا يتم في ليلة وضحاها انما يحتاج الى وقت طويل، ويتطلب كذلك جهدا مثابرا ومتواصلا من اجل توعية المواطن بواجباته في المشاركة في الشان العام.

لقد يئس عدد من الناشطين معتبرين ان الاصلاح مطلب غير واقعي، لا يمكن تطبيقه، سيما وان المتنفذين هم من يمسكون بخيوط اللعبة. وحتى لو قبلت فكرة اجراء انتخابات مبكرة، كحل دستوري للخروج من الازمة، فانها لن تغير من الواقع شيئا. فسوف تعاد الكرة عبر حملات انتخابية باذخة، يرافقها تأجيج طائفي، الى جانب الخروقات والانتهاكات التي شهدتها العمليات الانتخابية السابقة، والتي يعاد انتاجها مرة اخرى في نهاية المطاف.

يبدو ان طابع حركة التغيير، قد غاب عن هذا التحليل، فالحركة ليست جامدة، وهي تساهم في تعميق الوعي، وتوسيع الادراك، خاصة والشعارات التي تحملها مقبولة من طيف واسع من المواطنين، حيث بات سوء الوضع العام هاجسا يوميا ينتقدونه علنا في البيت والشارع والعمل. فهذا الوعي الى جانب الحركة المدنية، والحركة المطلبية، وحركة الاحتجاج، ودور قوى وشخصيات التيار الديمقراطي فيها، وتواصل نشاط منظمات المجتمع المدني الرصينة، ودور وسائل الاعلام في نشر المعلومة والتوعية بالحقوق والواجبات، والفعاليات الثقافية والفنية التي تصاعدت في الفترة الاخيرة، ولإسهامها في تطوير الذائقة الفنية والجمالية. كل ذلك وغيره الكثير، لا بد ان يترك تأثيرا ايجابيا في وعي المواطن، ويسهم في تعميق وعيه بدروه السياسي، ويساعد في تحوله الى مشارك ايجابي في عملية الاصلاح وليس متفرجا سلبيا.

المواطنون الذين لم تستقطبهم لغاية اليوم ساحات التظاهر والاحتجاج، لاسباب عديدة منها سياسة الترغيب والترهيب التي مورست تجاه الناشطين، يدركون ان امنهم لا يزال مهددا، والخدمات مفقودة، والمستقبل محفوف بالمخطر، وان لهم دورا في ذلك، فهم مواطنون، وليسوا رعية لاحد، ولا بد ان يقولوا كلمتهم. لكن كيف ومتى واين؟ هذا ما لا يمكن توقعه، او حسبانه. فلا احد يستطيع حساب رود فعل الجاهير حينما تقول كملتها.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين والعراق في الدورة السادسة والستين
- كأس الفساد وجائزة السلام
- عسى أن يدركوا يا -مدارك-
- -الشبيحة- رهان خاسر
- الاقالة والاستقالة
- -تقفيص- دولي
- الاستخدام المزدوج
- إفساد السياسة وسياسية الإفساد
- ذاكرة سياسية
- ماذا ..لو؟
- حل الازمة يكمن في الدستور
- عرف ما يأتي؟!
- فكرة لإنهاء حركة الاحتجاج
- حديث ساحة التحرير
- مسكينة .. حقوق الإنسان!
- كي لا تسكب الماء على لحيتك!
- -سي السيد- في كواليس الحكم
- القطار على السكة! نحو موقع سيادي للبطالة المقنعة
- عسكرة المجتمع.. خطر داهم
- عن مؤسسة الفساد


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - جدوى وعدم جدوى شعار اصلاح النظام