أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - عن مؤسسة الفساد














المزيد.....

عن مؤسسة الفساد


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ازعم ان الفساد في العراق نظم ذاته، وتهيكل كمؤسسة ناشطة، تتسم بالحيوية والمبادرة. مؤسسة لها نطاقها، وهياكلها، ونفوذها. وقد فاقت قدرتها الإدارية كفاءة أكثر قطاعات الدولة نشاطا. حيث خلقت دينامكيتها الخاصة، وتعايشت مع مؤسسات الدولة وتماهت معها، وغدت في نهاية المطاف قوة جامحة، لا يسهل ايقافها. رموزها يمتلكون إمكانيات متطورة في العلاقات العامة، ويبدون كما لو انهم في ورشة عمل دائمة لبناء القدرات وتأهيل القابليات وتطوير الإمكانيات، ولاستيعاب مواصفات القيادة الناجحة كالمبادرة، والمناورة، والفعالية، والسرعة، والاحتراف الفائق، والمهنية العالية. والهدف في النهاية هو المزيد من الإفساد وتأبيد الفساد، خاصة بعد توظيف "المحاصصة الطائفية" وتسخير ضعفاء النفوس للاحتماء بهم، واتخاذهم غطاءا للأفعال الشنيعة.

نفذت "مؤسسة الفساد" إلى مختلف قطاعات الدولة وتمترست في مفاصلها، واخترقت منظومة القيم والأخلاق، واتخذت التطبيع سياسة لفرض وجودها كواقع مقبول لا مفر منه! حيث أصبحت الرشوة أمرا مألوفا، وغدت واقعا بفعل كثرة ممارستها، كما يذهب إلى ذلك علم الاجتماع. وزاغت وفقا لذلك عن قوانين الدولة، وكيّفت نفسها مع تعليمات الحكومة وأوامرها، وتمكنت لغاية هذه اللحظة من إعاقة إلغاء المادة "136 ب" من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971، الى حين صوت مجلس النواب على إلغائها في جلسته يوم 18نيسان الماضي، بعد ان بدا وكأن "شرعيتها" أكثر دستورية من البرلمان.

لقد اتسع نفوذ "مؤسسة الفساد" وشمل اغلب مجالات الحياة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتعددت أوجه نشاط "المؤسسة" وتنوعت إشكاله، السياسي منها والمالي واشكال اخرى، ووجد تسميات فرعية مثل الرشوة، و"التقفيص"، والعمولات غير الشرعية، والتزوير، والتهريب، والتهرب من دفع الضرائب، والغش، والنصب والاحتيال، واستيراد الممنوعات. يدل الكثير من الوقائع على عدم وجود قطاع اقتصادي واحد خارج نطاق هذه المؤسسة، وحتى بعض مطاعم الكباب لم تسلم منها! ونذكر هنا كمثل ان مطعما ما يرفع على واجهته يافطة تقول "لحم غنم عراقي طازج". لكنه يقدم في الواقع لحما هنديا مستوردا! وهناك ايضا "التوريق مقابل التعيين"، والتزوير الذي يبدأ من الشهادة المدرسية، ويمر عبر تغيير تاريخ صلاحية المواد الغذائية الفاسدة، وصولا الى تزوير أصواتنا في الانتخابات.

ان محاربة الفساد تبدأ، كما أتصور، عبر خطوة لا بديل عنها، هي محاكمة كبار رموز الفساد امام محكمة شبيهة بمحكمة الجنايات العليا، التي حاكمت رموز الاستبداد في النظام المباد ومجرميه، بصورة علنية وشفافة. ان عيوننا ترنو نحو المسؤول الوطني النزيه الشجاع، الذي يمتلك جرأة اتخاذ قرار كهذا، لنقف له احتراما، كونه في هذه الحالة يعبر عن إرادة شعب، يتطلع الى مستقبل لا جوع فيه ولا ظلم، ولا فساد ومفسدين.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتم الصوت... كاتم الرأي
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير
- مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين
- بيان شباب شباط ما له وما عليه
- -الصباح-.. صباح الخير
- ثلاث وجهات نظر
- ديمقراطية بمخالب الدكتاتورية
- ديمقراطية منع التجول !
- أشهد على حضور البعث الصدامي في ساحة التحرير!
- مواقف محبطة واخرى تؤكد الحق في الاصلاح
- ثلاثة تصريحات
- درس وفهم مختلف
- ثلاثة تلميحات
- ثلاث لقطات
- رأي حول ارتباط الهيئات المستقلة
- درس اخر يا حكام!
- حراك اجتماعي في مواجهة أنظمة فاسدة
- ليس منهم من (يكيت)!
- جهد واعي لهدف واعد-استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي-


المزيد.....




- براد بيت يتحدث بصراحة عن تجربة تعافيه من الإدمان على الكحول ...
- جاي زي يفاجئ الجمهور في إحدى محطات جولة بيونسيه الباريسية
- من الدهنية إلى الحساسة..أسس اختيار المكياج المناسب لنوع البش ...
- رئيس وزراء قطر يكشف دور الدوحة بوقف إطلاق النار بين إيران وإ ...
- ترامب يصب غضبه على إسرائيل ويُبدي عدم رضاه عن إيران بعد خرق ...
- -حرب نووية أُوقفت في ساعات بينما حربنا ما زالت مستمرة-: غزيو ...
- ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة م ...
- هدنة هشة تحت النار.. تل أبيب تحذر وطهران تنفي إطلاق الصواريخ ...
- ترامب يطالب إسرائيل بعدم إلقاء المزيد من القنابل على إيران
- احذر من تأثير -تشات جي بي تي- على دماغك وقدراتك الذهنية!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - عن مؤسسة الفساد