أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - -الشبيحة- رهان خاسر














المزيد.....

-الشبيحة- رهان خاسر


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك ثلاثة نماذج رئيسية لحركات التغيير الديمقراطي، تفرضها عوامل عديدة داخلية وخارجية، وتخضع لشروط مختلفة لا مجال لذكرها هنا. النموذج الاول تشكله انتفاضة عامة، بعد ان يتصاعد غضب الشعب الى درجة، لا يمكن احتواؤها بالطرق التي يعتمدها النظام المعني في ادارة ازماته، سواء بالترغيب او الترهيب. وفي هذا النموذج لا تتوقف حركة التغيير عن فعلها، مهما مارس النظام من اساليب قمعية، الى ان تتم الاطاحة به عن طريق حركة جماهيرية جبارة، تشترك فيها طبقات وشرائح المجتمع بصورة شاملة. ومثال ذلك ثورتا تونس ومصر.

والنموذج الثاني يتشكل حينما تتساوى بشكل تقريبي قوى النظام الحاكم مع القوى المعارضة له. فلا النظام يستطيع التغلب على المعارضة، ولا المعارضة قادرة على حسم الصراع لمصلحتها. وقد تتسع الازمة وتشل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيتم اللجوء الى المساومة التاريخية، التي يتخلى النظام من خلالها عن الحكم عبر فترة انتقالية، في مقابل ضمان عدم ملاحقة رموزه. ويرافق ذلك في الغالب انتهاج سياسة المصالحة الوطنية، مثلما حدث ابان التغيير في جنوب افريقيا.

اما النموذج الثالث فيظهر عند شعور السلطة السياسية في البلد المعني بضرورة اجراء الاصلاح السياسي وانتهاج التغيير الديمقراطي، بعد ان تتبين لها عدم ملائمة طريقة الحكم المنتهجة؛ فلا الشعب يستطيع تقبلها، ولا هي تستطيع الاستجابة للتطورات وجديدها. عندها تضطر السلطة السياسية للمبادرة الى اجراء التغييرات الضرورية للانتقال الديمقراطي، فتسن قوانين للاحزاب والانتخابات والاعلام ولمنظمات المجتمع المدني وغيرها، ويتم نقل السلطة بشكل سلس ودون اراقة دماء، والحفاظ خلال ذلك على مؤسسات الدولة ومنع تفكك وانهيارها. والامثلة على ذلك ليست قليلة، ومنها تجارب التغيير الديمقراطي في امريكا اللاتينية، حيث تحولت انظمة من الدكتاتورية الى الديمقراطية.

ويبدو ان عددا من انظمة الحكم العربية تحاول محاكاة هذا النموذج، ومنها النظام السوري. لكن هذا تأخر كثيرا، وبينت تطورات الاحداث ان الاجراءات التي اقدم عليها كانت على درجة من البطء، لم يتمكن معها من مواكبة حركة الاحتجاج المتصاعدة والمستمرة، والتي شملت كل المدن السورية. وفي الوقت نفسه يبقى الارتياب بتلك الخطوات هو السائد على صعيد الشارع، خاصة وانها لم تأت عبر مبادرة ضمن اجواء طبيعية، وانما كرد فعل بالغ البطء على حركة الاحتجاج. كما ان سقوط اعداد من الضحايا بشكل يومي، لا يطمئن الناس الى كونها خطوات اصلاح حقيقي. لذلك يجري انتقادها باعتبارها محاولة لامتصاص النقمة، والالتفاف على حركة الاحتجاج. وحقا لم يتم رفع قانون الطواريء، وما زالت القوات الامنية و"الشبيحة" تمارس الارهاب المنظم بحق المحتجين. وفيما يبقى الخطاب الرسمي يتحدث عن حفنة "عملاء" مأجورين، تتسع الحركة من اجل التغيير، وترفع من سقف مطالبها مشددة على اسقاط النظام برمته.

ان احد اهم دروس حركة الاحتجاج يبين ان الشعب حينما ينتفض لا يقبل باقل من تغيير النظام. وليس بوسع أي خطاب سياسي مرتبك او قمع منظم، ان يعيد الامور الى نصابها السابق.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقالة والاستقالة
- -تقفيص- دولي
- الاستخدام المزدوج
- إفساد السياسة وسياسية الإفساد
- ذاكرة سياسية
- ماذا ..لو؟
- حل الازمة يكمن في الدستور
- عرف ما يأتي؟!
- فكرة لإنهاء حركة الاحتجاج
- حديث ساحة التحرير
- مسكينة .. حقوق الإنسان!
- كي لا تسكب الماء على لحيتك!
- -سي السيد- في كواليس الحكم
- القطار على السكة! نحو موقع سيادي للبطالة المقنعة
- عسكرة المجتمع.. خطر داهم
- عن مؤسسة الفساد
- كاتم الصوت... كاتم الرأي
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير
- مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين


المزيد.....




- -الأمر يتجاوز الخيال-.. المفوض العام للأونروا يصف حال غزة جر ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على لبنان ويستهدف -مهرب أسلحة- مع ...
- إسرائيل تستهدف شخصا ينشط في -تهريب أسلحة- بغارة جنوب بيروت
- أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور
- المكاديميا أكثر المكسرات المنسيّة رغم فوائدها المذهلة
- بعد إنهاء الخدمة العسكرية.. -بي تي إس- يعودون بألبوم جديد
- النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح ا ...
- إلى أين وصلت حرائق تركيا؟ وماذا بعد موجة الإجلاء؟
- حزب بالائتلاف الحاكم في جنوب أفريقيا يتهم وزيرة بالفساد
- أبجد تحتفل مع قرائها بعيد ميلادها الثالث عشر


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - -الشبيحة- رهان خاسر