أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - -تقفيص- دولي














المزيد.....

-تقفيص- دولي


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 07:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو قدر لوزير الكهرباء، او لأي مسؤول كبير آخر في الدولة، له دور في عقد صفقة الشركات المفلسة والوهمية، شراء مولدة خاصة لبيته، ومن ماله الخاص، هل تراه يتعامل مع بائع وهمي، بلا مبالاة، وبعدم حرص؟ كما تم في صفقة الشركات الوهمية الكندية والألمانية، والتي كشفت طريقة التعاقد الساذجة، الارتجالية، والتفريط بالأمانة وعدم احترام المسؤولية.

على كل مسؤول يتهاون في إدارة موارد الدولة، ويستخف بالأموال العامة ان يسأل نفسه كيف كان يتدبر بيته؟ وبأي طريقة يتبضع أثاث منزله؟ قبل ان يصبح مسؤولاً كبيراً في الدولة ومتنفذاً فيها! وهل يتصرف برواتبه أيام الحصار السوداء، وأيام اللجوء الأكثر قتامه، بهذا الاستسهال؟

أصبح العراقي، وبسبب ما مر به من أهوال و حروب وحصار واحتلال واقتتال طائفي وإرهاب، الى جانب الفساد، وسعة نفوذ الفاسدين، الذين يسمع أخبارهم وحيّلهم في تمرير الصفقات، وبطرق تجاوزت أساليب عصابات المافيا، أصبح العراقي وبسبب كل تلك المصائب نبها وحساسا الى درجة كبيرة، ولا تمر عليه، بسهوله حيلة اي "قفاص" مهما كانت قوة حبكتها. لكن الغريب ان حيلة "التقفيص الدولي" مرت بسهولة ويسر على السيد وزير الكهرباء واللجنة الوزارية واللجنة الاقتصادية، وعلى كل مسؤول كبير آخر في الدولة، له دور ما في عقد الشركات المفلسة والوهمية.

ويبدو ان سحرا ما وضع الغشاوة على العيون، فهناك من يقول انه عدم اهتمام، وهناك من يقول عدم كفاءة، وهناك من يقول ان العيون كانت ترنو الى ثمن الصفقة، الذي أعمى بصيرتهم، كما يشاع في الشارع اليوم، والحقيقية ستبقى مجهولة، ولن تعلن للرأي العام، كما هي سابقاتها. للفساد نظام يحمه، لكن الشواهد تكشف يوما بعد آخر، ان سياسة المحاصصة لا تحمي الفاسدين وتغض الطرف عن غير الكفوئين فقط، وإنما توفر تربة خصبة لإنتاج الفساد وإعادة إنتاجه مرة أخرى.

لم أتفاجأ بقضية التعاقد مع الشركات الوهمية، كونها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل حكومة "الشراكة الوطنية"، فقد سبقتها قضية فضائحية أخرى، هي توريد شحنة لعب أطفال بدلا عن المولدات الكهربائية، ولشدة غرائبيتها، لم يتم تصديقها أصلا، فقد عّدها كثيرون انها تقّول باطل عن الحكومة ليس الا، فلم يتداولها الإعلام كما يجب، ولم يكترث لها الناس. وانطلاقا من ذلك فقد تعلم "القفاصون الدوليون" كيفية تمرير ألاعيبهم على المتنفذين بكل هذه السهولة، حيث لم يبرروا الثقة بحرصهم على أموال العراق وموارده.

لم تبذل الحكومة اي عناء يذكر في التحقق من اسم وقدرات الشركات التي تتعاقد معها، ويبدو ان المعنيين لم يصرفوا بضعة دقائق للبحث في محرك "غوغل" عن تلك الشركات، ربما انصب بحث البعض عن حصته بالصفقة!

قضية الكهرباء تعد، كما يفترض، أولوية في برنامج الحكومة، لكن اذا كان أداء الحكومة وتعاطيها مع هذا القطاع الهام بهذه الطريقة، اذا كيف هو الأداء يا ترى في القطاعات الأخرى؟



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستخدام المزدوج
- إفساد السياسة وسياسية الإفساد
- ذاكرة سياسية
- ماذا ..لو؟
- حل الازمة يكمن في الدستور
- عرف ما يأتي؟!
- فكرة لإنهاء حركة الاحتجاج
- حديث ساحة التحرير
- مسكينة .. حقوق الإنسان!
- كي لا تسكب الماء على لحيتك!
- -سي السيد- في كواليس الحكم
- القطار على السكة! نحو موقع سيادي للبطالة المقنعة
- عسكرة المجتمع.. خطر داهم
- عن مؤسسة الفساد
- كاتم الصوت... كاتم الرأي
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير
- مشروع قانون الأحزاب بين ذهنيتين
- بيان شباب شباط ما له وما عليه
- -الصباح-.. صباح الخير


المزيد.....




- هل باتت الأزمة بين إسرائيل وحماس من الماضي؟
- ترامب وزيلينسكي يبحثان الدفاعات الجوية لأوكرانيا وسط تصعيد ر ...
- هل انتهت حقبة العمل عن بعد؟
- موسم اصطياف جديد مهدد في اليونان بسبب حرائق الغابات
- فيديو.. سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل
- ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
- حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
- حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
- قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
- مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - -تقفيص- دولي