أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - الثورة الليبية تُختم بالسفاح وتَشرع بالنكاح














المزيد.....

الثورة الليبية تُختم بالسفاح وتَشرع بالنكاح


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبيعة الأحداث في ليبيا وحركة التغيير الشعبية والسلمية حققت تعاطفاً عاماً في الكثير من الأوساط الشعبية والثقافية خصوصاً وقد تأثرت وتزامنت مع مايسمى بالربيع العربي وتغيير بعض الأنظمة العربية الدكتاتورية التي ظلت جاثمة على صدور شعوبها لعقود عديدة دون أن تحقق أي تقدم يذكر على صعيد بناء المؤسسات والآليات الديمقراطية التي كان يمكن من خلالها التمهيد للتحولات السلمية للسلطة دون أراقة الدماء وقد بلغ معظم القادة العرب من العُمرِ عِتِيّاً. بل أتخذوا من نظام التوريث السائد في الأنظمة الملكية التي جاء معظمهم في أعقاب الأطاحة بها ونبذها والأعلان عن جمهوريات ثبت لاحقاً أن لا دور للجمهور فيها. نجاح التظاهرات والأعتصامات السلمية في أحداث التغيير دون سفك للدم وتعريض مقدرات البلد وبنيته التحتية للدمار كما حدث في تونس وبأضرار قليلة في مصر رغم أن التجربة تبقى مشوبة بمخاطر جدية وحقيقية إلا أنها شكلت دافعاً قوياً لدى العديد من شعوب المنطقة في العمل سلمياً لتغيير أنظمتها البالية فكانت الأنتفاضة الشعبية الليبية جزء من هذا الحراك والتفاعل الجماهيري الذي ساد المنطقة. التطورات اللاحقة في ليبيا وأنقسام الشارع الليبي وبروز الطابع العشائري والمناطقي والأنشقاق في صفوف القوات المسلحة الليبية ودخول أطراف وجماعات دينية مسلحة في الصراع وأشتراك جماعات مايسمى بالمرتزقة والتدخلات العسكرية الدولية وأشتراك بعض الأطراف والدول العربية، والتي هي في الواقع أحوج ماتكون للتغيير بسبب التخلف الكبير في أنظمتها قياساً بتونس ومصر، أدت إلى أن تأخذ العملية في ليبيا مساراً دموياً وتدميرياً كلف الشعب الليبي الساعي الى الديمقراطية والتغيير آلاف الضحايا والتدمير الشبه التام للبنية التحتية وضياع الكثير من الثروات والأمكانيات هذا بالأضافة الى سيطرة قوى متطرفة مسلحة في المشهد الليبي يمكنها أن تقود البلد الى مستنقع التطرف وفقدان الأمن والتخلف وخنق الحريات بالأضافة الى تمزيق وحدة البلاد. الأحداث الأخيرة التي كشفت جانباً من الحقائق الدامية التي تجري في ليبيا منذ عدة شهور بالأعتداء الهمجي واللا أخلاقي على الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ونجله ووزير دفاعه ثم أعدامهم بالأضافة الى أعدام عدد كبير ممن أتهموا بأنهم أتباع القذافي بعد أسرهم بما يتنافى مع الأعراف الأنسانية والقوانين والمواثيق الدولية لحقوق الأنسان وفي مجتمع عشائري مازال يعتمد الكثير من نظم البداوة سيكون له آثار سلبية كبير على واقع الأحداث في ليبيا بالأضافة الى مايثيره من شكوك في حقيقة القادمين الجدد الى السلطة وأمكانية تطبيقهم وألتزامهم بالقيم الديمقراطية التي ينشدها الشعب الليبي. وأذا أمكن تبرير ما لايمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، رغم ما أتصف به القذافي من فردية ودكتاتورية وما أثير حوله من جدل فهو لم يتسبب بواحد بالألف مما أرتكبه الطاغية صدام من مآسي بحق العراقيين والذي تمتع بمحاكمة قانونية وبأشراف ودولي واسع وبعدد كبير من المحامين المنافقين العرب وبعض الأجانب ، وأعتبرنا أن ماحدث هو نوع من الفوضى الثورية! وأن بالأمكان ضبطها والسيطرة عليها فيما بعد فالقلق الأكبر جاء في مطلع ما أطلق عليه بيان تحرير ليبيا، والذي أنتظره الكثير ليحمل بشائر الأمل بالحياة الديمقراطية المتحضرة للشعب الليبي ولو من باب الأماني والتمنيات، ما يؤكد على أطلاق الحرية للرجال في تعدد الزوجات كشئ أساسي وأولي في تطبيق مبادئ الثورة فقد أعلن المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي متحدثاً عن أولويات الثورة ومبشراً بوعودها مبتدأً بالقول (إن أي قانون مخالف للشريعة الإسلامية هو موقوف فوراً، ومنها القانون الذي يحد من تعدد الزوجات) ثم تعرض الى تأسيس البنوك الأسلامية معلناً أن أكثر المشاكل هي بسبب الربا كأولوية ثانية. أن ما طرحه الرجل يبعث على السخرية المُرّة والدهشة المؤلمة، فهل تلخصت كل الأهداف والطموحات والتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الليبي في فتاوى النكاح والربا؟ وهل يعقل أن تطبق الديمقراطية والتقدم بمثل هذه العقليات المتخلفة؟ وهل ستبدأ الثورة بالليالي الملاح وأغتصاب القاصرات من ذوات التسع سنوات ويرفع علم ليبيا الحرة على أسرة النكاح بعد أن سرت مسلسلات القتل والسفاح؟



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد كان أبليس محقاً!
- وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن فِكرٍ وَمِن رِّبَا ...
- رد على رد الزميل هاشم الطباطبائي حول المقال المنشور بعنوان ( ...
- الكورد قوم من الجن
- القميص الفيلي المهلهل والقد المتواصل
- ياسيدي الأنسان!
- العجز عن الفهم والأبداع وثقافة العداء
- العراق الجديد وتجليات العصر الحجري القديم
- غياب الفكر الليبرالي الحر الهادئ في عراق ما بعد الطاغية
- في رحلة العمر المديدة
- رسالة تعزية عراقية....
- القدر اللعين...
- ماذا جنى الكورد الفيليون من المحكمة الجنائية العليا؟
- الحب والموت في بلادنا ...
- أضطرابات بوست تراوماتيكية لسجين كوردي فيلي
- الواقع العربي المتذمر والقادم الأسوأ
- إحذروا لعنة الكورد
- وتبقى مأساة الكورد الفيلية هي الوجع الأكبر
- في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا


المزيد.....




- رفض طلب شون -ديدي- كومز بإلغاء إدانته قبل موعد الحكم عليه
- يمكنها ضرب قلب روسيا.. ما هي صواريخ -توماهوك- الأمريكية؟
- كلفته 22 مليار دولار..نظرة على نظام مترو الرياض في السعودية ...
- آلاف يحتجون في عاصمة مدغشقر مطالبين باستقالة الرئيس أندري را ...
- هل يؤدي -مجلس السلام- إلى جائزة سلام لترامب؟ - الإندبندنت
- المغرب: استمرار المظاهرات الشبابية وسط اشتباكات عنيفة مع الش ...
- الاتحاد الأوروبي يناقش في الدانمارك تعزيز دفاعاته الجوية في ...
- منصات التعليم الرقمي في تونس.. حل بديل في ظل ازدحام الزمن ال ...
- أبرز المحطات والدوافع التي قفزت بالمعدن الأصفر إلى مستويات ق ...
- مخاوف إيرانية من تحول العقوبات لتهديد عسكري مشرعن دوليا


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - الثورة الليبية تُختم بالسفاح وتَشرع بالنكاح