أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - القميص الفيلي المهلهل والقد المتواصل














المزيد.....

القميص الفيلي المهلهل والقد المتواصل


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفيليّون شريحة كبيرة من العراقيين الذين ذاقوا أشد أصناف الظلم والأضطهاد على مدى التاريخ بسبب موقعهم الجيوسياسي العراقي والأقليمي في تأريخ المنطقة القديم والحديث ووجودهم في مناطق الأحتكاك لمختلف الصراعات الحضارية والقومية والثقافية وعدم قدرتهم على تكوين كيان خاص بهم حالهم في ذلك حال جميع سكان العراق الأصليين بعد أندثار الحضارات العراقية القديمة وقيام الامبراطوريات الأقليمية وتناوب خضوع العراق لهذه الأمبراطوريات ورضوخه لسياساتها الهادفة لضم العراق والسيطرة على سكانه بوسائل دينية وقومية وثقافية مختلفة مما ادى الى ذوبان الكثير من سكان العراق القدامى في القوميات والقبائل التي نزحت الى العراق خلال سيطرة هذه القوى الأقليمية وتغيير هويتها القومية والدينية والمذهبية تبعاً لأجندة القوة المسيطرة ولقرون متعددة من الزمن بحيث تم تغييرها كلياُ في الكثير من المناطق المتاخمة تماماً لمصادر تأثيرهذه القوى وجزئياً في المناطق الأبعد والتي كانت على الدوام مناطق مفصلية في صراع هذه القوى عبر التاريخ وكذلك مناطق حُيّدت عن الصراع بسبب العوائق الجغرافية.
الكورد الفيليون بسبب وجودهم في بغداد ووسط العراق والمناطق الشرقية منه بأتجاه الجنوب على ضفاف دجلة أكتسب أغلبهم ثقافات عراقية متعددة بالأضافة إلى محافظتهم على مشاعرهم العراقية الأصلية مما جعلهم شركاء أساسيين لمعظم عمليات الأبادة والأضطهاد التي تعرض لها العراقيين وآخرها ما أنزل بهم من جرائم قتل وأبادة وتهجير على يد حزب البعث والصداميون السفلة.
فقد نالهم من القتل والأعتقال والحقد والأبادة والتهجير وتغيير الهوية مالم يتعرض له أي شعب في التأريخ. فبسبب تعاطفهم وتضامنهم مع جميع المظلومين وتنوعهم الثقافي الذي جعلهم شديدي التفاعل الأنساني مع الجميع قدم الكورد الفيليون تضحيات مادية ومعنوية وفقدوا الكثير من شبابهم في حركات النضال الكوردية كما كان لهم دوراً بارزاً في دعم الحركات الأسلامية التي جاهدت ضد النظام البعثي المجرم وقد كان لهم المساهمة الفاعلة والدائمة والتضحيات الكبيرة في دعم الحركات الليبرالية والوطنية اليسارية والوقوف ومساندة حركات التحرر لشعوب العالم ودعم نضال منظمات التحرير العربية بالمال والأرواح هذا بالأضافة الى تعرضهم لأبشع الجرائم على يد البعث والصداميين كشريحة كانت دائماً وأبداً موضع نقمة النظام البعثي المجرم.
واليوم وبعد زوال طاغية العصر صدام يعاني الكورد الفيليون من الأهمال والتهميش والأقصاء والأضطهاد الفكري والقومي والمذهبي والثقافي وتغيير الهوية من السياسيين الجدد وكل حسب أجندته ولنفس الأسباب. ففي خضم هذا الصراع القومي والطائفي المقيت والمحاصصة والتوافقات والنزاعات التي تمارسها الكتل السياسية العراقية والتي تعصف بالعراق الى منزلقات خطيرة في تأريخ العراق المعاصر. تحاول كل كتلة جر الكورد الفيليين الى جانبها في هذا الصراع أو معاقبتهم بالأهمال والأقصاء في حال عدم أستجابتهم.
وبعد أكثر من ثمان سنوات من عمر العراق الجديد وبعد أن ذاق العراقيين كل صنوف القتل والأرهاب بسبب السياسات الأقليمية والدولية المتخلفة والخاطئة وتشرذم وتناحر القوى السياسية العراقية المختلفة ظل الكورد الفيليين عراة بقميص مهلهل و ثوب مهترئ لم يسترشئ من همومهم. وقد سُلخت حتى جلودهم وسط هذا الصراع الأهوج المرير الذي مازال عاجزاً عن أن يمنح العبرة لأحد ولم تتعظ به كتل التمزق العراقي. فبَين الفَينة والأخرى نسمع عن مؤتمر هام هنا وأجتماع أهم هناك أو تصريح ناري من هذا وأهتمام كبير من ذاك حول الكورد الفيليين لكننا نجد في نهاية الأمر أن المسألة ليست أكثر من صوت شق جديد في القميص الفيلي الذي لم يبقى منه شئ يذكر.
فمتى يفهم الجميع أن الكورد الفيليين عراقيين متعددين الهوى ويعتزون بالعراقيين جميعاً ولا يمكن سلخهم من طرف على حساب طرف آخر وعلى الجميع الجلوس والتوافق على أسعافهم وخياطة قميص جديد واسع بألوان متعددة زاهية يَلُمهم ويستر جروحهم التي طال نزفها.
أم أن التوافق على الحُب والخير والسلام أمرٌ غير مباح في العراق الجديد؟



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسيدي الأنسان!
- العجز عن الفهم والأبداع وثقافة العداء
- العراق الجديد وتجليات العصر الحجري القديم
- غياب الفكر الليبرالي الحر الهادئ في عراق ما بعد الطاغية
- في رحلة العمر المديدة
- رسالة تعزية عراقية....
- القدر اللعين...
- ماذا جنى الكورد الفيليون من المحكمة الجنائية العليا؟
- الحب والموت في بلادنا ...
- أضطرابات بوست تراوماتيكية لسجين كوردي فيلي
- الواقع العربي المتذمر والقادم الأسوأ
- إحذروا لعنة الكورد
- وتبقى مأساة الكورد الفيلية هي الوجع الأكبر
- في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا
- الفيليون وإخوة يوسف
- مسكين ياحسني!
- المرأة أرقى من الرجل
- مؤمنون أم متدينون؟
- هذا هو العراق, فهل من متعض؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - القميص الفيلي المهلهل والقد المتواصل