أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - في رحلة العمر المديدة














المزيد.....

في رحلة العمر المديدة


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 14:43
المحور: الادب والفن
    


في رحلة العمر المديدة الأسى
والقصيرة الرخاء والهناء والمدى
نُساق مجبرين للغايات والنهى
برفقة الآلآم والأحزان والردى
كما رَكبناها بادِئَ ذِي بدء..
في أول الوجود والنَشءِ..
من مطلع المأساة والرُزء..
لرحلة قسرية ليست لها معنى
الكل قادمون لا من قناعات ولا قبول
والكل عائدون، عَنوةً إلى المجهول
مستباحون، لا رأي لا أرادة ولا رضى
الموت والبعث والولادة.. فرض واِستبداد..
حوادث الأيام والقدر.. ظلم واِضطهاد..
فالأمر جورٌ، لا رشد ولا شورى
والعدل في وجودنا ليس سوى أكذوبة كبرى
متاع قليل وعِزّ ضئيل ونزر من اعتبار..
ثم إلى الفناء، أذلاء صاغرون بلا أختيار...
وكيفما أراد الدهر أو هوى
تتصرف الأيام فينا أنّى تشاء..
تبيعنا بلا ثمن وتهدر الدماء..
وتشتري مَن آثر الحياة وطغى
وأتخذ من دار سوء منبتاً ومأوى
تنبذنا الحياة عن صحبتها جفاء...
تعبث فينا بقسوة غاشمة هوجاء..
ونحن في قبضتها دُمى
وربما أبخس شأن وأدنى

نسير مثقلين بالهموم والعذاب..
نتجاهل المصير وننحو إلى السراب..
إلى قفرة رهيبة وخراب..
تتخطفنا الوحوش والأشباح والذئاب..
نمضي في سبيل ليس له مآب..
يلفنا التِيه والضياع وحيرة النوى
أقدامنا دامية تخطو على وجع..
يشلها الأرهاق والجزع...
منهكة متعبة الخطى
طريقنا مزروعة بالشوك والمكائد..
ملاحقون على الدوام طرائد...
على الدوام تحف بنا الأخطار..
على الدوام تسكننا الأقدار..
وعلى الدوام يحتلنا الأذى
مفترقات تُباعد الأحباب..
أو متاهات كبيرة تفرق الأصحاب...
من سار في ركابها وأقتفى
فقد ترك الراحلة والرَحل وأختفى

قلوبنا رقيقة لا تفقه التمنع..
رهيفة سرعان ماتتصدع...
مضنية بالحب والوجد والجوى
صدورنا منخورة أتلفها الغدر..
مزقها الأنين والقهر...
مليئة بالحب والحنين والحقد والقلى
نفوسنا في حيرة وأضطراب..
قد فقدت سبيلها الى الصواب...
ألهمها الله الفجور والتقوى
في حيرة من أمرها لأيهما تنحى
بل تجهل المطلوب والجدوى
يقود من يريد للضلال..
ويذيقه سوء العذاب والوبال...
ويَدُلّ من يشاء للهدى
متعبون معاقون مرضى..
ممزقون مهترئون صرعى...
وقد خُلقنا في أحسن صورة وأبهى

معذبون بالكفر والأيمان..
بالامبالاة وبالوصل والهجران
صُبت على أرواحنا سياط من لظى
نشقى بما أُوتينا من علم..
وبما جُبِلنا عليه من وهم...
ومن شك وخوف وهواجس ورؤى
تَبعّضنا وساركل في طريق..
بلا ضوامر الى كل فَجّ عميق...
نتربص ببعضنا ومن بعضنا نخشى
نحمل وزّر الحاضرالغريب..
وهمَّ القادم المريب...
وإثم مَن دَقَّ أسفين الشقاق ومضى
كَبَّلنا الموروث بأحلاف..
عُقَدٌ وشعوذة وأعراف...
مستسلمون خانعون أسرى

نحلم بالحياة والحرية..
ونسكن الموت والدَنِيَّة
ونستسيغ ضعفنا والقدر وما قضى
نداوي الحسرات بالصبر
بسجادة الصلاة أو بقارورة الخمر
بالقصّيات الزائفات من المنى
أو بنوبة الأرهاب والقتل والبتر
وربما بالفسق والمجون والعهر
بالويل والثبور.. بالنفور..
بطول الأناة والتجلد..بالفتور..
بالليل بالنهار..بالعشية..بالضحى
سيسدل الستار..و سينتهي العمر
فتموت مأساة ويُولد أسى



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تعزية عراقية....
- القدر اللعين...
- ماذا جنى الكورد الفيليون من المحكمة الجنائية العليا؟
- الحب والموت في بلادنا ...
- أضطرابات بوست تراوماتيكية لسجين كوردي فيلي
- الواقع العربي المتذمر والقادم الأسوأ
- إحذروا لعنة الكورد
- وتبقى مأساة الكورد الفيلية هي الوجع الأكبر
- في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا
- الفيليون وإخوة يوسف
- مسكين ياحسني!
- المرأة أرقى من الرجل
- مؤمنون أم متدينون؟
- هذا هو العراق, فهل من متعض؟


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - في رحلة العمر المديدة