أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فؤاد علي أكبر - في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟















المزيد.....

في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 11:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حينما تعجز السياسة والأطروحات الجادة والمنطقية في معالجة قضايانا ومواجهة مصائبنا لعل الحلول الساخرة تؤتي أُكلها حينا.ً وإن لم تفعل فلا سوء في الأمر فلرُبَ أبتسامة عابرة وسط هذا الضياع الكبير والحزن العميق تمنحنا فسحة قصيرة من الزمن المهدورفي الفوضى لنفكر قليلاً بهدوء لعلنا نهتدي الى دالة ما تُرشدنا إلى صراط مستقيم ولا نمكث قابعين في ضلال مبين.
كما هو معلوم فقد أعتمد النظام السابق سياسة ترويج النكتة كأسلوب من أساليبه الملتوية والخبيثة في الأنتقاص من أبناء الشعب العراقي الواحد وزرع الفُرقة والشِقاق بين شرائحه المتنوعة فحيناً كانت تشاع نكات ومفارقات عن أبناء كوردستان وأحياناً عن أبناء الجنوب وأخرى عن أبناء المنطقة الغربية في العراق. هذه النكات كانت تركز بالأساس على أظهار الفرد العراقي ومن أي فئة كان على أنه شخصية غبية بلهاء لاتحسن التصرف وكأنه ليس هناك من يفهم ويجيد التصرف ويمتلك الحكمة في العراق غير القائد الضرورة وربما نال الكورد في العراق النصيب الأكبر من هذه النكات بسبب موقفهم المناهض للسلطة المركزية على الدوام ولحقبة زمنية طويلة وقد كان الكثير من الناس البسطاء وعلى الأغلب بدون أي قصد يتداولون هذه النكات ويتناقلونها بينهم في لقاءاتهم العامة. وفي أحدى هذه اللقاءات حدثني صديق عن أحدى هذه النكات حيث قال أن كوردياً سُئِل أذا ما أصبح رئيساً للجمهورية العراقية فماهو أول أنجاز سيقوم به فأجاب الكوردي بأنه سيقوم بأنقلاب على الحكومة. طبعاً كما هو واضح أن القصد السياسي من هذه النكته هو مخاطبة العقل اللاواعي عند الناس وأيصال فكرة غير مباشرة بأن الكورد ليست لديهم قضية وأنما هم مدمنوا حرب يقاومون ويحاربون السلطة بلا سبب فحتى لو حكموا البلد بأنفسهم فأنهم سيحاربون أنفسهم بأنفسهم. ومن أجل أن أفرغ النكتة من روح الفكاهة تعمدت أن لا أبتسم وقلت لصاحبي أنا لا أجد أي مفارقة في الأمرثم صمت قليلاً أفكر في تفسير ما فأسعفني فكري وقلت له لعل الرجل الكوردي له حكمة في ذلك! وكنت أتوقع أنه سيسألني وماهي هذه الحكمة ؟ ولكن الحديث والحمد لله أنتهى عند هذه المرحلة بعد أن أفسدت النكتة وأحس صديقي أن الأمر سيتحول الى جدال فلسفي عقيم وبلا طعم ولكني في الحقيقة أستهوتني فكرة البحث عن حقيقة الحكمة التي أخترعتها لأفساد النكتة ولكن دون جدوى.
الأحداث الأخيرة في المنطقة والأنتفاضة الجماهيرية الكبرى، والتي أطاحت لحد الآن بنظامين عربيين فاسدين ومازالت تهز عروش وأنظمة أخرى وتهدد بالأطاحة بطغاة آخرين، أحيت في نفوس الجميع الأمل في مستقبل جديد يضمن لشعوب المنطقة المستعبدة الحرية والحياة الكريمة بعد حقب طوال من الظلم والجور والفقر والمعاناة رغم أني كنت أتمنى أن يبدأ التغيير في أنظمة مازالت قائمة وهي أفسد وأسوء بكثير من الأنظمة التي سقطت. أن الظروف المتشابه رغم تباينها أدت إلى سريان روح الأنتفاضة في شعوب المنطقة كالنار في الهشيم وقد أستطاعت شعوب المنطقة أن تقدم نموذجاً رائعاً وواعياً لروح الصمود والتحدي في فرض أرادتها على أنظمة عريقة لها باع طويل في قمع وتحطيم حريات وآمال الشعوب وكان من الطبيعي أن تحظى هذه الأحداث بأهتمام وتعاطف شعبي وسياسي عالمي بحيث تصدرت وطغت على جميع الأحداث بعد أن أثارت أهتمام كل وسائل الأعلام في العالم. ومن الطبيعي أن يكون لهذه الأحداث صدى واسع لدى العراقيين أيضاً ولكن أن تتزامن في العراق أحداث مشابه وأن تتسم بالعنف في بعض الأحيان وحرق وتدمير الممتلكات العامة فهذا ما لم أستطع هضمه ليس لأن العراقيين في نعيم وترف وليس لأنهم بلا مشاكل وهموم فأني واثق من أن العراقيين قد عاشوا ومازالوا في معاناة ومآسي لم ولن يشهدها أي شعب في العالم وأن السؤال الملح دوماً وعلى ألسنة الجميع هو لماذا هذا الصمت وإلى متى يصبر العراقيين على هذه الأوضاع بحيث أصبح سؤالاً تقليدياً مزمناً لكنه لم يفقد شئ من قدرته على أثارة الدهشة بسبب عمق المأساة التي يعيشها العراقيين ولكن أن تتزامن حركة العراقيين مع الظروف التي تمر فيها المنطقة فهذا يترك علامات أستفهام كثيرة. ولكي لا أدخل في مجال الأتهامات والحديث عن المؤامرات والأصابع الخفية التي وراء الأحداث، وأقدم للناس وجبة جديدة من الرموز والطلاسم التي ملأت رؤوسنا كفايروسات كومبيوترية دمرت جميع حاسباتنا الفكرية ولم تُغنِنا عن جوع وتركتنا في متاهات لا تعد ولا تحصى، فسأتحدث عن بعض الوقائع لعلها تفسر لنا شئ ممايجري. الحقيقة أن ما يبعث على الأسف برغم التطورات الأيجابية الأخيرة هو أن شعوب المنطقة مازالت أسيرة ثقافات قومية وطائفية مدمرة ومازالت تحلم بالقائد الرمز وتتبنى أفكاراً مازالت قادرةعلى أنتاج الطغاة. أما بالنسبة للعراقيين فقد ملوا هذه الترهات وذاقوا ويلاتها بما يكفي بالرغم من أننا نجد بعض التناغم الطارئ هنا أوهناك مع السمفونيات السائدة في المنطقة كتعبير عن أجندات سياسية لايؤمن بها حتى القائمين عليها فالظروف التي مر بها العراقيين والتجارب التي خاضها العراقيون هي من الأستثنائية والخصوصية والقسوة والمعانات بحيث لايمكن بأي شكل من الأشكال تجعلهم يقبلون بتجارب الآخرين البسيطة جداً أمام تجاربهم المُرّة والقاسية ويتخذون من هذه الأحداث حوافز ودوافع تحثهم على الحركة كشعب تابع يتتلمذ على يد شعوب لا تملك أي خبرة عن الواقع العراقي ومنغمسه في غالبيتها في أفكار قومية طائفية متعصبة ولم تتحسس يوماً أو تتفاعل أو تشارك الشعب العراقي همومه ومعاناته على مدى عقود عديدة وماتزال رغم تفاعل العراقيون وتعاطفهم الأنساني الكبير والدائم مع القضايا والأحداث التي تمر بها هذه الشعوب.
الشعب العراقي شعب ذو ذاكرة حية رغم كل محاولات النظام السابق والقوى الأقليمية المتطرفة سلبه هذه الذاكرة. فالعراقيون لاينسون أحزانهم وشهداءهم ومآسيهم عبر مئات السنين ولاينسون من وقف معهم ومن خذلهم ليس حقداً أوكراهية في أحد ولكن تجارب التأريخ حاضرة دوماً في أذهانهم وممارساتهم للأستفادة من دروسها القاسية ولعل ثقافاتهم وعاداتهم وطقوسهم خير دليل على هذا. فهل يمكن أن ينسى العراقيين أنتفاضاتهم الجبارة التي دفعوا ثمنها مئات الآلآف من خيرة شبابهم ونساءهم و أطفالهم؟ وهل يمكن أن ينسى العراقيين الأسلحة الكيمياوية والمقابر الجماعية التي أهتز لها ضمير العالم بأكمله ولم يهتز لها شعرة واحدة من شعرات الأخوة والجيران؟ وليس هذا فحسب بل كانوا دوماً وأبداً يمجدون الجلاد ويمقتون الضحية. وهل يمكن أن ينسى العراقيين جرائم الأبادة الجماعية والتهجير والقتل والأغتصاب ومعسكرات الأعتقال في حين كان الأخوة والأشقاء يصفقون ويتغنون بالسفاح وينكرون على الضحية حتى الأحساس بالألم أو بث الشكوى؟ وهل يمكن أن ينسى العراقيين أنهم غلبوا على أمرهم معتقلين لعقود ذاقوا فيها كل صنوف القتل والتعذيب والأضطهاد في معتقل كبير وكانت حدود الأخوة والأشقاء نعم السند للسجان في أحكام قبضته على ملايين الثكالى والمساكين؟ وهل يمكن أن ينسى العراقيين الملايين من ضحاياهم وشبابهم وفلذات أكبادهم يقتلون ويشوهون ويعاقون جراء الحروب العبثية التي أفتعلها المُهين الركن والقائد الفذ والتي كان الأخوة والأشقاء يباركونها ويدعمونها ويبعثون بالملايين من نزلاء السجون والمجرمين والمتسكعين ليمتصوا مابقي من رمق في العراق والعراقيين؟وهل....؟وهل...؟ ولم يكتفى الأخوة الأشقياء من شعوب المنطقة بدماء العراقيين وبتدمير كل ماهو جميل في العراق وما فكئوا يرسلون بجيوش من المجرمين والقتلة والمنحرفين والمتخلفين من ذوي العقول المتحجرة ليعيثوا في الأرض والعرض فساداً وأجراماً ولحد الآن. ولا أظن أن العراقيين لايعلمون أنهم في نظر إخوانهم الذين يحيطون بهم ليسوا سوى خونة عملاء لأنهم تخلوا عن القائد الضرورة. كما لايخفى عن العراقيين أن أحد القادة المعروفين في الأنتفاضات الجماهيرية الأخيرة قد صرح حديثاً من بين آلآف المتظاهرين بأن من الأسباب التي دفعتهم للأطاحة بقادتهم هوالثأر لعراق الطاغية ولطاغية العراق وأن أتحاد مايسمى بالمثقفين... يدعو إلى يومنا هذا إلى عدم المشاركة في أي مؤتمر في العراق من ِشأنه أن يساعد العراقيين في أستعادة دورهم الطبيعي في المنطقة أو حتى ممارسة حياتهم الطبيعية بدعوى أن ذلك خيانة للقائد المقبور وللبعثيين واللأرهابيين والقتلة
ثم ليس من المنطق بشئ أن ينتفض العراقيين ضد نظامهم البرلماني الديمقراطي الحديث والغارق في الديمقراطية لحد الفوضى فلا يمكن بأي حال من الأحوال المقارنة بين النظام السياسي الجديد في العراق بالرغم من كل سلبياته بل وحتى أخفاقاته وبين الأنظمة الأستبدادية المتهرئة في المنطقة. كما أن مايمر به العراق من تحديات أمنية خطيرة بالأضافة الى الذين يقفون وراء التهديدات الأرهابية وعمليات الفساد الكبرى ويتحينون الفرص ويحيكون المكائد للعراق والعراقيين تقتضي توخي الحيطة والحذر والتفكير بدقة من قبل الجميع قبل أتخاذ أي قرار أو التخطيط لأي برنامج أحتجاجي لأنه من الممكن جداً أن يستفيد كل هؤلاء من أي أرباك قد يحصل في الشارع العراقي فمثل ما يمكن أن يوفره هذا الأرباك من أجواء مناسبة للأرهابيين والبعثيين والقتلة والمجرميين لأستعادة نشاطاتهم الأرهابية والنيل من العراقيين ومن العراق وتجربته السياسية الحديثة فهو كذلك يوفر الفرص الكبيرة للمتلاعبين بالثروة الوطنية والفاسدين السفلة ومصاصي دماء العراقيين لعمليات فساد أكبر وأخطر والتخلص من ما تراكم عليهم من ملفات عمليات فساد وطمس آثارها و أتلافها والفرار من قبضة العدالة التي لابد أن تطالهم في ظل الأمن والأستقرار. وهذا ما يستدعي من العراقيين جميعاً أن يكونوا على درجة عالية من الوعي في حال تعبيرهم عن أحتجاجاتهم حتى ممن يشاركونهم الأحتجاج أو يدعمونه لتفويت الفرصة على المتربصين بهم وبالعراق شراً.
المشاكل الحقيقة الرئيسية في العراق تكمن في الدرجة الأساس في طبيعة الأحزاب السياسية التي تحكم العراق حالياً أو لنقل التي لها الثقل الأكبر في العراق وفي تشكيل الحكومة العراقية. فالكوارث الرهيبة المتعمدة والمتعددة التي تسبب بها النظام السابق أستطاعت أن توجد نوع من الشعوربعدم الرضى والأطمئنان بين مكونات الشعب العراقي وقد عملت أطراف أقليمية ودولية وداخلية على أستثمار هذا الخلاف بين المكونات العراقية بغية أفشال العملية السياسية في العراق وضرب الأحزاب والمكونات العراقية ببعضها بالأضافة الى أن القوى الخارجية التي أتخذت من العراق مسرحاً لتنفيذ حروبها وصراعاتها القذرة وعبر سلسلة من الجرائم والأجندات الخبيثة أستطاعوا أحداث شبه حرب طائفية خبيثة تركت شرخاً عميقاً بين العراقيين مما أدى الى أن يستثمر ذلك بشكل ما من قبل ا لأحزاب السياسية التي كانت قد أكتسبت أيدلوجيات متعصبة ومتطرفة كرد فعل على جرائم النظام السابق بالأضافة الى خضوعها لتأثيرات حواضنها التي ألتجأت اليها مجبرة في وقت ما فأصبحت مهيئة للعمل وبسهولة في الواقع المتأزم الجديد هذا بالأضافة الى ظهور أحزاب وقوى جديد معتمدة نفس الأسلوب ونفس المنهج والأيدلوجيات ومدعومة من هذا الطرف الأقليمي أوذاك كنوع من عملية توازن قوى متصارعة فأستطاع الجميع من أيجاد البيئة المناسبة والأرضية الصالحة لعملهم والحصول على الأغلبية التي تؤهلهم ليكونوا شركاء أقوياء في تشكيل الحكومة. وأصبح الجميع يروجون لأيدلوجياتهم الطائفية والعنصرية للحفاظ على مكاسبهم التي حصلوا عليها كنتيجة لظروف الفرقة والأنقسام طبعاً هذا لايعني أنه لايوجد هناك عناصر وطنية مخلصة وحريصة على وحدة العراق والعراقيين في العملية السياسية ولكن قواعد اللعبة التي نشأت في هذه الظروف المريضة القاسية التي مرت ومازال يمر بها العراق تحتم على الجميع التمسك بقوانين اللعبة وعزل العراقيين وتصنيفهم الى جماعات مختلفة فيما بينها وتكريس هذا الأختلاف بشكل فكري أو قسري كزرع الخوف من الطرف الآخر أو أفتعال حوادث معينه يذهب فيها الكثير من الضحايا من الناس وقد يصل الأمر الى أستخدام العنف والقتل والترهيب من بعض الأحزاب والقوى داخل الطائفة نفسها أو الوسط نفسه الذي تعمل فيه لضمان الولاء والأنصياع لبرامجها حين تشعر أن تقارباً شعبياً لابد له أن يحصل في الظروف التي يتوفر فيها الأمن والأستقرار بسبب قوة الأرتباطات الوثيقة بين كل مكونات الشعب العراقي مما يؤدي الى كساد تجارتها وفشل ايدلوجياتها وبالتالي فقدانها لأمتيازاتها الكبيرة التي توفرها لها الأزمات . وقد بدأت هذه الأحزاب فيما بعد بتطوير وسائل خبيثة هي أيضا من أفرازات المرحلة المرضية التي تمر بالعراق في أحتكار كل حزب لأمكانيات مادية أو لوظائف معينة في الوزارات والدوائر التي يحصل عليها بالمحاصصة والتوافق وغيرها من الطرق الهجينة في تقاسم السلطة والأدوار وأستغلال الجانب المادي والأقتصادي لتطويع جماعات معينة لأرادتها كما يتم أستخدام المال العام لشراء ذمم شخصيات ورؤساء عشائر وبناء المشاريع الخاصة لصالح هذه الأحزاب وأفرادها وهذا بدوره يساعد في تكريس الطائفية وفي نفس الوقت يشرعن لعمليات فساد كبيرة. وهكذا وبعد أن تخلص العراقيين من فرعون واحد أحد وجدوا أنفسهم منقسمين الى جماعات والجماعات منقسمه الى جماعات أخرى وكل جماعة محكومة بفرعون وبدلاً من أن نحقق ديمقراطية مدنية تتجسد فيها التعددية الفكرية والسياسية وحرية الرأي والتأمين الصحي والأقتصادي للشعب عملنا على تأسيس ديمقراطية قومية طائفية عشائرية تتمثل فيها التعددية الفرعونية والديمقراطية والحرية والرفاه الأقتصادي هو من حق الفراعنة وأعوانهم فقط لاغير!
والمسألة الكارثية المهمة الأخرى هي الفساد المستشري في العراق فالحصار الأقتصادي الذي مر به العراق في العهد السابق وطرق المعالجة البائسة التي أعتمدتها السلطة السابقة في رمي كل ثقل الأزمة الأقتصادية على كاهل العراقيين بكل قطاعاتهم أسهمت بشكل كبير في تفشي الفساد وفي كل دوائر الدولة وهذا مما مهد فيما بعد وفي ظل الفوضى العارمة التي اجتاحت العراق والتي كنا نتأمل منها أن تكون فوضى خلاقة تنتج لنا طاقات وأمكانيات فكرية وحضارية حديثة خلاقة تنتشلنا من هذا الواقع المأساوي فكانت وبالفعل فوضى خلاقة فبالأضافة الى ما أنتجته لنا من فراعنة أنتجت لنا جيش جراراُ عرمرماُ من الصوص وسراق الكحل من العيون وتحول الفساد الى عرف سائد بين الناس وفي كل دوائر الدولة ومفاصلها والمصيبة أنها شاعت وبشكل خطير بين معظم رجال القانون هذا بالأضافة الى سؤ أدارة الكثير من المسؤولين الحاليين لعدم كفاءتهم أو لتورطهم شخصياً في عمليات الفساد في ظل غياب القانون والمحاسبة الحقيقة للمفسدين فالكثير من قضايا الفساد والأرهاب حسمت ضمن صفقات سياسية كجزء من عملية التوافق والمحاصصة التي هدرت الكثير من الحقوق المادية والمعنوية للشعب العراقي لصالح الأحزاب والجهات السياسة في الحكومة بدعوى السعي للمصالحة الوطنية وحل المشاكل والخلافات بين الأطراف المتصارعة كأنهم ورثوا دماء العراقيين وأموالهم عن آباءهم.
الواقع أن الأوضاع السياسية والثقافية والأقتصادية في غاية السوء بسبب الأيدلوجيات التي ترتكز عليها الأحزاب الحاكمة وبسبب الحلول العرجاء والعقيمة التي أعتمدتها الحكومة لمواجهة المشاكل والتحديات هذا بالأضافة لأنصياع ومساهمة عدد غير قليل من العراقيين ومن كل الأطراف بقصد أو بغيرقصد في صناعة وتسويق هذه الأوضاع بحيث أصبح من المتعذر التخلص من هذه الأوضاع بسهولة بعد أن أُسس للكثيرمن المسائل على نحو منحرف فلا الأحتجاجات الشعبية في ظل هذه الظروف ولا الترقيعات الحكومية في ظل هذه السياسات تبدو منتجة.
وربما بسبب هذه التعقيدات التي تشوب الموقف العراقي وكنتيجة للأحباط واليأس الكبير الذي بدأ يتسلل إلى نفسي قفزت الى ذهني النكتة التي حدثني عنها صديقي منذ سنين بعيدة وتذكرت حكمة الرجل الكوردي التي كنت أبحث لها عن تبرير فوجدت فيها الحل الوحيد لكل ما يحدث في العراق. فمما لاشك فيه أن من بين القادة السياسيين في العراق من يتسم بتأريخ نضالي طويل ومشرف ومنهم من أكتسب شعبية مقبولة في الشارع العراقي أهلته لتبوء مناصب مهمة في الحكومة العراقية الجديدة وربما بأستطاعته أنجاز مافكر فيه الرجل الكردي حين سألوه عما سيفعله لو تولى الرئاسة في العراق. فالأذعان لحكمة الرجل الكوردي وأحداث أنقلاب على الأوضاع الفاسدة والمتخلفة من داخل الحكومة و أعادة بناء العملية السياسية من جديد وعلى أسس سليمة أصبحت حاجة ملحة جداً وإِلا فأن التهاون فيها قد يؤدي الى مالايحمد عقباه أقلها حدوث كوارث قد تأتي على الأخضر واليابس هذا أذا ما بقي هناك شئ أخضر وستحصل تغييرات ولكن على العكس تماماً مما يحصل في شعوب المنطقة. فعلى القادة السياسيين في الحكومة العراقية وطبعاً بما فيهم من قادة أقليم كردستان أن يسجلوا موقفاً تأريخياً مشرفاً حتى ولو جاء ذلك على حساب مصالحهم وأحزابهم وايدلوجياتهم السياسية أو حتى على حساب ألتزاماتهم الأقليمية والدولية ويأخذوا بحكمة الرجل الكوردي وينقذوا العراق من هذه المحن والمآسي وأني واثق من أن العراقيين جميعهم سينتمون إليهم وسيمنحونهم قلوبهم قبل عقولهم وسيذكرهم التأريخ بكل فخر وأجلال.



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا
- الفيليون وإخوة يوسف
- مسكين ياحسني!
- المرأة أرقى من الرجل
- مؤمنون أم متدينون؟
- هذا هو العراق, فهل من متعض؟


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فؤاد علي أكبر - في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟