أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - الحب والموت في بلادنا ...














المزيد.....

الحب والموت في بلادنا ...


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


الحب في بلادنا معاق والموت فيها قائم على قدم وساق.. العشق فيها من الذنوب الكبريات.. والعاشقون ليسوا سوى قوم زناة... المتطلعون الى الجمال في قلوبهم مرض... والضحكة من قلة محاسن الأخلاق.. والبسمة لابد من وراءها غرض... معاشر القتل والأجرام والرذيلة هم سادة رعاة... وكل من هم دونهم رعاع.. الحالمون بالخلاص وبالنجاة.. والناظرون الى الأوج والسماء غوغاء جناة... والراكعون الخانعون لأمر سيدهم وللذة الشهواة.. أشراف تقاة... والسابقون السابقون الى المذلة والحضيض أولئك الأباة... وكل من هم دونهم لُكَع ولربما سَقطُ مَتاع...
من يزرع الموت والدمار والحقد والشنار بأفتخار.. ويهلك الحرث والنسل والأمل في بلادنا هو فارس مغوار.. والآخرون أذلة عبيد.. وربما منهم نستفيد...
أرخص شئ في بلادنا الإنسان.. وأثمن شئ في بلادنا إنسان..لكنه تمرس القتل والعدوان.. وهجر الفصيلة وصار بلاعنوان...
العدل والقانون والحق في بلادنا مهان.. وخلافه مكرم مصان.. أندثر الأيمان في نفوسنا وأنفرط العِقد.. وذهبت أعمالنا جفاء كالزبد... وحلت الأديان والعقائد.. أغتصبوا الحكمة والفضيلة وزرعوا في رحمها الفتن فأنجبت عُقد...
الله عن بلادنا أعتزل وسلم الأمر الى الأولي.. تقلدوه كلٌ حسب مايلي،.. من قائد ضرورة خليفة لله بيده القضاء والقدر.. الى رفاق جور وقهر.. هم به مؤمنين وعنه ذائدين. يأخذون الناس بالظن واليقين... لا يتوانون عن الجريمة.. وهتك أي عِرضٍ في عُرفهم غنيمة.. وقتل أي إمرئٍ فخر.. حتى وإن مازال في بطن أمه جنين...
ثم رجال سلطة ودين كل على هواه.. يمتلكون سلطة الإله.. شفعاء بين الله والبشر.. بأمرهم نأكل أو نشرب أونصلي أونضاجع النساء... بأمرهم نقتل أونزني بمن حاد قليلاً وكفر.. ونغتسل ونرفع الدعاء... بأمرهم تستباح الدماء ويسلب الشرف... وبأمرهم ندخل الفردوس أو نستقر في سقر.. كل حسب أداءه وحجم ما إقترف...
ثم الى ذكور تسنموا القبيلة والعشيرة وركبوا الأفخاذ والبطون.. ودنسوا مابينها بالفسق والمجون.. قد سنوا السنن ورسخوا الأعراف... أولها ظلم وآخرها الأجحاف... الرجال في بلادنا ذو شأن كبير.. إِن إِِستمرأوا الدَنية وأصبحوا مطايا... ونساءِنا شَينٌ خطير.. وإِن نُلنَ العلا أو إمتطين المنايا...
الحب دوماً في بلادنا مُخالَجٌ بالخوف والدموع.. والخبز دوماً في بلادنا مبلل بالخوف والدموع.. لكننا نُقَبِل الرغيف ونَحمد الله والولاة على دوامه بالرغم مما فيه من أسى ... ونرفع العصا لكل من لبى نداء القلب وعصى... العنف في بلادنا ضرورة ونعمة موفورة يوفر الأمان والسلام.. فأمرنا أستقام بمجرم همام.. يقودنا من محرقة لمحرقة.. مكبلين داخل شرنقة... لنظل طول العمر في طور إستحالة.. لنؤدي الرسالة ..ومن تجرأ وإستحال.. أو عن الطريق مال.. خائن تنتظره المشنقة... أطفالنا.. نساءنا.. شبابنا.. على الهوية يقتلون.. أو أحياء يدفنون.. تزاحموا وزاحموا الشيوخ في المقابر... ونحن نستجير بالقتلة والجنس والتكاثر.. لنُسكت الضمائر..ونَمد في آجالنا ونعوض الخسائر... وهكذا نُذبح كل يوم ونعوض الخسائر... نًذبح ثم نقيم مآتمٍ ونعفر الهموم بالسكائر... ونعود بعد حين لنعوض الخسائر...



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضطرابات بوست تراوماتيكية لسجين كوردي فيلي
- الواقع العربي المتذمر والقادم الأسوأ
- إحذروا لعنة الكورد
- وتبقى مأساة الكورد الفيلية هي الوجع الأكبر
- في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا
- الفيليون وإخوة يوسف
- مسكين ياحسني!
- المرأة أرقى من الرجل
- مؤمنون أم متدينون؟
- هذا هو العراق, فهل من متعض؟


المزيد.....




- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - الحب والموت في بلادنا ...