أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - ياسيدي الأنسان!














المزيد.....

ياسيدي الأنسان!


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3506 - 2011 / 10 / 4 - 06:30
المحور: الادب والفن
    



أنا لا أحفل بالشعر ولا الكتابة
ولا أقيم أحتفالاً للرسم ولا الغناء
فكل ما أسأله الأحساس بالمواجع
وحسن أصغاءٍ للحزن والبكاء
شقي أمضيت عمري عند أضرحة الفناء
بين المخالب وتحت أجنحة البلاء
في عناق أبدي مع الأسى والبؤساء
وفي أضطراب مزمن وفواجع
وشعور بالتوتر والتقهقر والكآبة
تقلبٌ بين التمرد والرتابة
وثورة يائسة بداخلي تحرك القلم
تصطحب الفرشاة في رحلة شقاء
مدادها من دمي المتفحم وألوان من ألم

أنا لست ملهماً وليس لي سِر
ولم يزرني وحي من الشعر
ولم يأتني من الغيب الخبر
لكنه الجرح الذي مازال يستعر
فعندما يطغى الطغاة ويعتقل الفكر
وتنتهك الحياة ويقتل البشر
وينطفئ النهار وينضب النهر
يموت بحر الشعر
ويفنى بيته ويغتصب مكان
فتبيت الكلمات في العراء بلا معان
وتُشنق القوافِ أبِيّة العِنان
فتجنح القصائد للضحالة
وتلوذ يائسة الى الثمالة
لتلقى حتوفها على الشُطآن
عند أحذية العسكر وعسس السلطان

الفكر حُرٌ لايعيش في الهوان
في عالم سادته الإِمَاء والغلمان
وقائد مختال رعديد جبان
ترعبه زقزقة العصافير في الصباح
فيطلق الزمام للزنيم والسفاح
فيصمت الحب وتنطق الجراح
وتصبح الفنون والآداب
مهنة رخيصة ورخصة رسمية للنباح
مكرمة القائد تمنح بأمتياز وتباح
للسائب والعقور من الكلاب
مشعوذون أبطلوا سحرالبيان
ودجلوا الحق بالبطلان
وغادرتنا لغة الفصاحة
فلم أعد أهتم بالنحو والبلاغة
وأَّنما محنتي قاسية وجرحي بليغ
وقلبي عن شكواه لن يزيغ

أنا لم أكن منظم القوافِ أومنغّمَ الألحان
في وزارة الأعلاف والأعلان
وسأظل طول العمر للممات
طفل حزين ينثر الحروف والكلمات
في الهواء وحيناًعلى الورق
صوت أجش يبث شكواه والأنين
ويرسل الآهات والنغمات
على سلم متعب متهرئ الدرجات
للعابدين والملحدين والصامتين
لرب السماء وعالم الغيب والمُغيَّبين
للعابرين والراحلين والقادمين
على ضفاف الدرب والقارعات
لعله يبدد شئ من الخوف والقلق
ويغفو بسلام ويَسدل الأجفان
بعد أن يباغت الأوجاع والأرق
لبرهة قصيرة من الزمان

قد هرِمَ بداخلي الفنان والأديب
شيخ عجوز طاعن في الحزن رتيب
قهره الدهر ولازمه النكوص
فارقه الحبيب والقريب والنسيب
وجاوره الوهن والموت والنحيب
يرتب الأحرف بأنتظام ويوثق النصوص
خوفاً من المُحرفين واللصوص
من آفة ليست من الأنس ولا الجان
تسلب الذاكرة وتمحو الوجدان
كنيتها أُم سهو وغفلة وفقدان
تكلفنا حياتنا وباهض الأثمان
تسخر منا وتُعيدنا دوماً الى ما كان
نقمة أسمها نعمة النسيان

بنات شفاهي والبَنان
صبايا يحلمن بالحب والسلام
تسلَّلن لحلم يسوده الحنين والوئام
بالرغم من جلجلة الحرس والزحام
أغضن ضجيجهم فأيقظوهنَّ اللئام
أقَضّوا عليهن أشدَّ مافي الغدر من سهام
فتداركن بحِلمهن الآلام والتوق للأحلام
يرسمن للناس لوحات عن الوجع
يَطُفن في المدائن ويَعبرن البلدان
ليَسرُدن قصصاً عن الأبادة والخوف والفزع
عن الضحايا والثكالى والأرامل والأيتام
عن بلد يعج بالجناة والمساجد والمقابر
ويعج بالتقاة والسجون والمخافر
عن مجزرة كان أسمها يوماً مدينة السلام
كقيثارة باكية تُنشد عزف أهلها والأنام
وتعزف عن همومها والسقام
المنسية في ذمة المنتقم الرحمن

أنا لست من نخبة القوم ولا الطليعة
ففي عالم الشقاق والنفاق والخديعة
ملكت قلبي
فخسرت كل أشيائي البديعة
نزفت حتى عضامي
وتهدمت كل أسواري المنيعة
لكنني لم أكن للوغد صنيعة
وملكت نفسي
فورثت مملكة الأحزان
مَلكٌ في خريف العمر ولم أشهد ربيعه
لم تُبقي الأحزان لي شئ أبيعه
فلتنتهي الأحزان عندي
فلا أريد ولي عهد يحمل الآلام بعدي
لا ضحايا ولا وزير يؤازرنا الفجيعة
وليكن شعارنا الحب والسلام والأمان
في عالم غايته الأنسان



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجز عن الفهم والأبداع وثقافة العداء
- العراق الجديد وتجليات العصر الحجري القديم
- غياب الفكر الليبرالي الحر الهادئ في عراق ما بعد الطاغية
- في رحلة العمر المديدة
- رسالة تعزية عراقية....
- القدر اللعين...
- ماذا جنى الكورد الفيليون من المحكمة الجنائية العليا؟
- الحب والموت في بلادنا ...
- أضطرابات بوست تراوماتيكية لسجين كوردي فيلي
- الواقع العربي المتذمر والقادم الأسوأ
- إحذروا لعنة الكورد
- وتبقى مأساة الكورد الفيلية هي الوجع الأكبر
- في ظل الوضع الراهن هل سيأخذ قادة العراق بحكمة الرجل الكوردي؟
- أسلحة الدمار الشامل والكامل في مجتمعاتنا
- الفيليون وإخوة يوسف
- مسكين ياحسني!
- المرأة أرقى من الرجل
- مؤمنون أم متدينون؟
- هذا هو العراق, فهل من متعض؟


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد علي أكبر - ياسيدي الأنسان!