مغالطات الشعراوي –اجابات التعليقات- ملحق رقم 1

نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 10:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في هذا الملحق اجاباتي الى المعلقين المحترمين الذين علقوا على مقالتي التي تحمل عنوان (( مغالطات واكاذيب الشعراوي في تحريم الخمر )) وهم الكرا م:-
1- امير باكي الذي عنوان تعليقه (( الشعراوي كان له اجندة وهابية لينفذها في مصر )).
2- طارق عبد الله الجراكي وتعليقه تحت عنوان (( ليس هناك مصلحة لهم ))
3- عبد الله اغونان وتعليقه تحت عنوان (( لفظ التحريم ))

وقبل الاجابة ارفع شكري ومحبتي وامتناني لجميع المعلقين اعلاه .. فان في مشاركتهم هذه اهتماما حضاريا ودينيا واجتماعيا .. وان كل منهم يبغي مصلحة الجميع حسبما يراها من وجهة نظره الامينة .

اولا - اجابة التعليق رقم 1 (( امير باكي )) ..
ان ما ورد في تعليقك ياسيدي الجليل صحيح وان ما اوردته لي من معلومات تاريخية عن الخمر والصحابة الاجلاء قد مر عليّ سابقا ايضا .
وان ابلغ ما عبرت عنه في وصفك لشيخنا الجليل الشعراوي هو قولك (( فهو استاذ في لي معاني الايات وتغيير منطوقها لصالح الفكرة التي يروج لها )) فقد اعجبني هذا الوصف وساستعيره منك في المقالات اللاحقة عند الحاجة .
اكرر لك شكري ومحبتي واحترامي وارجو استمرار التواصل .

ثانيا - اجابة التعليق رقم 2 (( طارق عبد الجراكي )) ..
اؤيدك ياسيدي الجليل والجريء المهذب عبد الله الجراكي في كل ماورد في تعليقك الكريم .. فبالاضافة ان في شرب الخمر لا مصلحة مادية للفقهاء ولوكانت لما حرموه حسبما تفضلت .. فانني اعتقد ايضا من الاسباب الدافعة لهذا التحريم هو عملية تعقيد الدين وحصر حلول هذه التعقيدات او تفسيرها بالفقهاء الذين هم الوحيدون اصحاب مهنة الدين المعتاشين عليها .. ولهذا نراهم يدعم كل منهم الاخر فيما يخدم مصالحهم الشخصية المشتركة على حساب مصلحة المسلمين الذين اصبحوا خلف الخليقة بسبب مغالطات هؤلاء فقهائنا الاكارم .
اكرر لك الشكر والاحترام والمحبة وارجو استمرار التواصل .

ثالثا - اجابة التعليق رقم -3 (( عبد الله اغونان )) ..
ان في تعليقك الكريم ياسيدي الاكرم عبد الله اغونان فائدة جمة لي وللقراء .. لانك تبرز النقاط التي تعترض عليها والتي ربما اكون انا قد غفلت عنها في حينها .. ولكن في كل الاحوال عند ممارستنا للحوار بهذا الاسلوب الحضاري وبدون تحيز .. فاننا سنصل الى ما يفيد حتما للحقيقة باكملها او للطريق المؤدي الى الحقيقة .. فقد تفضلت ياسيدي الكريم عبد الله اغونان المحترم في تعليقك بقولك التالي :-
(( هذه مجرد مماحكاة فكثير من المحرمات القطعية لم ترد بلفظ التحريم ))
وانا اقول لك ياسيدي الجليل هذا لا اساس له في الواقع .. لانه جميع المحرمات القطعية في القران الكريم قد وردت صراحة وبمنتهى الوضوح .. وان الذي قد ورد عكس ما جاء في القران الكريم من محرمات او محللات هو قد اسس له واسس عليه في اقوال واحكام وفتاوي الفقهاء البشر غير المعصومين فقط .. والذين هم مثلي ومثلك ياسيدي عرضة للخطأ والخطيئة .. فقد ورد في القران الكريم من كلام الله سبحانه انه قرانا بينا .. وانه قرانا مبينا .. وانه قرانا مفصلا .. وانه قرانا عربيا لقوم يعقلون .. فما حاجتنا للفقهاء ؟..
فهل نطلب من الفقهاء ان يبينوا لنا ما بين الله سبحانه ؟..
ام نطلب منهم ان يفصلوا لنا ما فصل الله بقرانه ؟ ..
ام هل الفقهاء هم اجدر من الله بالتبيان والتفصيل ؟..
ام هل نطلب منهم ان يترجموا القران لنا من العربية الى العربية ونحن الاعراب وقد نزل بلغتنا ؟؟؟..
انهم ياسيدي قد عقدوا علينا كلام الله سبحانه .. لكون الدين مهنتم ومصدر رزقهم .. فمنعوا وعقدوا مسيرة المسلمين البسطاء الى ما اراد الله الا عن طريقهم وحدهم .. وهذا يشمل فقهاءنا الاكارم سنة وشيعة وعلى كل المستويات .. وكذلك يشمل كل من يمتهن الدين وكل من يشغل منصبا دينيا في دوائر الاوقاف الاسلامية .. او منصبا في الجامعات الاسلامية .. او منصبا في الازهر الشريف ماداموا هؤلاء يمتهنون الدين .. ومادام تعيينهم يجري من قبل الدولة .. فولاؤهم حتما لتلك الدولة .. وكما تعلمون ياسادتي القراء فان رؤساء اغلب الدول الاسلامية ولاؤهم للاجانب .. وهكذا فانه سيكون فقهاؤنا الاكارم الذين يمتهنون الدين ولاؤهم الى الاجانب وليس الى المسلمين او الدين الاسلامي .
وقد تطرقت انت ياسيدي الجليل في تعليقك الكريم الى الاية رقم 90 من سورة المائدة التي تصف الخمر والميسر والانصاب والازلام بانها رجس من عمل الشيطان .. وكلامك هذا سليم .. ولكن نهاية هذه الاية لو تفضلت بالرجوع اليها لوجدت الجملة الاخيرة تقول (( رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه )) .. وهنا الفت اهتمام شخصكم الكريم الى ان كلمة (( اجتنبوه )) تخص المفرد .. يعني علينا ان نجتنب عمل الشيطان الذي هو الوحيد المفرد في هذه الاية الكريمة .. اما لو اراد الله سبحانه ان نتجتنب الخمر والميسر والانصاب والازلام .. لما قال لنا ((فاجتنبوه)) انما لقال لنا (( فاجتنبوها )) وهذا يعني ان سبحانه يامرنا بتجنب عمل الشيطان وليس الخمر والميسر التي فيها منافع .. وهذا معناه ان من لا يجتنب عمل الشيطان فمن المحتمل ان يتضرر او ان يرتكب خطيئة لان اعمال الشيطان دائما هدفها الضرر .. وهذا ياسيدي مثله مثل التوصيات الموجودة على علب السكاير في كل البلدان العربية والاوربية وغيرها .. فهنالك عبارات كثيرة وفي كل اللغات تقول (( اجتنب التدخين لانه طريق الموت )) .. وعبارات اخرى تقول ((التدخين سبب رئيسي من اسباب الامراض السرطانية ننصح باجتنابه)) .. وعبارات اخرى تقول (( اجتنب التدخين فهو عدو لصحتك )) .. وهكذا تجد ياسيدي .. اجتنب .. واجتنب .. وتجنب .. تجدها ترد في شتى المجالات .. مما يعني ان من اراد اجتناب التدخين فالامر متروك له .. ومن اراد ان يدخن فالامر متروك له ايضا ولكن من المحتمل ان يتضرر بالسرطان او بامراض مميتة .. ولكنه ياسيدي الجليل عبد الله اغونان المحترم .. في كل هذه اوامر الاجتناب لا توجد عقوبة على من يدخن .. انما يترك امر الضرر لاختيار الشخص فقط .
اما ياسيدي الكريم في المجالات التي يمنع فيها التدخين مثل محطات الوقود .. ومعامل المفرقعات .. وبعض باصات النقل العام .. وغرف العمليات في المستشفيات وكذلك في كثير من مرافق المستشفيات .. فلو وجدنا لوحة تقول (( التدخين ممنوع )) .. فان ذلك يعني (( حرام )) .. وهو يعني ان على من يخالف هذا الامر عقوبة .. وكما تعلم ويعلم الكثيرين ياسيدي ان ابسط عقوبة لمن يخالف الممنوع هي اخراج الشخص الذي خالف امر (( الممنوع ) من ذلك المكان .. واشدها التي قد تصل الى السجن لمدة سنين مثل الذي يدخن خفية في معامل المفرقعات .. ففي بعض الدول عقوبتها تصل الى خمسة عشر سنة سجنا .
هذا يفيدنا ياسيدي الجليل .. ان (( الحرام )) هو (( ممنوع قطعا )) وله عقوبة .. ويفيدنا ايضا ان الاجتناب هو توجيه اصلاحي لتجنب الضرر ومن يخالفه ليست عليه عقوبة انما هو قد يتحمل الضرر لوحده .
لك شكري وامتناني وارجو استمرار التواصل
نهاد كامل محمود

#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل