أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!














المزيد.....

-يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 10:36
المحور: كتابات ساخرة
    


كلما ألمت كارثة بدولة مبدعة لا تنتمي إلى ملتنا، وكلما أصاب مكروه عبقرياً ليس من نِحلتنا، انبعثت رائحة العنصرية من مسامات البعض منا. فعندما ناءت اليابان تحت وطأة تسونامي وخسرت ما خسرت من ثروتها البشرية والصناعية والإبداعية، نصّب البعض أنفسهم وكلاء السماء على الأرض ليقرروا أن ذلك غضب ألهي، والأنكى أنهم ضنّوا بأي مشاعر إنسانية تجاه اليابانيين في محنتهم، حينها، فقط لمجرد أنهم ليسوا من ملة الإسلام.

ولأن ذلك ديدن يسير وفقه البعض، فلم يكن مفاجئاً، ولا صادماً، أن لا يبدي بعضنا أية مشاعر إنسانية تجاه رحيل "عبقري التفاحة" ستيف جوبز لمجرد أنه ليس مسلماً، مع أن والده سوري مسلم.

لكن اللامفاجىء، أو اللاصادم، لا يعني أنه غير باعث على الأسف. فمن حق المرء الموضوعي أن يأسف على سلوك قلة، ولعلها ثلة، من الناس لا تقيّم الإبداع ولا المبدع إلا وفقاً للدين الذي يدين به. وعلى منوالهم يصبح بابلو نيرودا غير شاعر، ولا رمبو، وكذلك سحقاً لمسرحيات شكسبير، ولا إبداع عند الرحابنه، وتباً للطائرات العملاقة، ووصل هذا السيل زباه عندما استنكر البعض الترحم على الراحليْن نزار قباني ومحمود درويش.

لعل هذا البعض الذي نحت نهجه في تقييم البشر من التصخّر الفكري، وتجوز عليه صفة التصحر أيضاً، لا ينفي سمة الإبداع عن المبدعين، لكنه يرفض التضامن معهم أوقات الملمّات. فعندما شاع خبر رحيل جوبز، وحزن العالم قاطبة على هذا الرحيل، نشز البعض منا مستنكرين هذا الحزن، وغاضبين على آخرين قالوا على صفحاتهم التواصلية الالكترونية "رحمه الله". فنشأ جدل، بيزنطي كالعادة، حول هل يجوز الترحم عليه أو يؤثم من يفعل ذلك.

كعادتنا، إذن، نتجاهل "الكل" ونبحث عن جزء من الجزيء لإشعال ريح الجدل العقيم، والأوْلى أن نعدد مناقب جوبز بدلاً من النبش في المثالب، وأن نقدر رجلاً هو "ثائر تكنولوجي" عوضاً عن تنصيب أنفسنا الموزِعين لرحمة الله نعطيها من نشاء ونحجبها عمن نشاء، والرحمن الرحيم هو الأعلم بمن يستحق رحمته.

بررّ البعض نأيه عن الأسى من رحيل جوبز بالشك في أن يكون الراحل صهيونياً أو ماسونياً، ويبدو، إن لم يكن مؤكداً، أن من ألصقوا إحدى هاتين الصفتين بجوبز لا يعلمون، بعد، أن الصهيونية هي فكر وليست معادلة رياضية ولا فيزيائية، وأن الماسونية ليست عناصر كيميائية، فكل ما قدمه جوبز للبشرية هو اختراعات علمية وليس مشروعات صهيونية تآمرية، فليس هناك "آي باد" صهيوني، ولا "آي فون" ماسوني، إنما هناك ثورة تكنولوجية أحد أقطابها جوبز الذي جعل من تفاحته المقضومة حياة عصرية يستفيد منها، حتى من يهاجمون جوبز. فالأولى لنا أن نفكر كيف تكون لنا تفاحتنا العلمية لا أن نحاكم المبدعين، خصوصاً أن تفاحنا لم يتعد "معسل الشيشة".



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثأرُ من الفنّ
- سوريا.. حتى في الكُفرِ جهلٌ
- صبرا وشاتيلا.. الذكرى المنسيّة
- نِصْفُ حُرّية أفْضَلُ مِنْ عَدمِها
- العرب والغرب .. نقطة جعلَتْنا نكتة
- الشباب يرسمون مرحلة جديدة
- محمود درويش غائبٌ في حَضْرتِه
- فرصتان أمام المسلمين
- أين استنكار المسلمين لمجزرة النرويج!!
- سيّارة -إسلامية-
- شاكيرا في إسرائيل
- إناث في انتظار -الاغتصاب-
- دون الحاجة إلى -العربية- أو -الجزيرة-
- القدس
- حزب النفاق.. الأكثر صدقاً
- احذروا العطْس.. فإنه -مؤامرة- غربية
- المقال.. للعائلات فقط
- مقطع -يوتيوبي- لمدرّس غير -يوطوبي-
- أكبر سجن في العالم.. عند العرب
- خياران لا ثالثَ لهما


المزيد.....




- بجودة HD تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 Tom and Jerry على ا ...
- إبراهيم معلوف... موسيقار لبناني فرنسي يبدع في عزف الترومبيت ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- تأييد حكم بسجن الممثلة المصرية منة شلبي وتغريمها بتهمة حيازة ...
- تحديث:قصه قصيره بعنوان (نصف موت) للكاتبة القصصية عبير عبدالر ...
- قصه قصيره بعنوان (نصف موت)الكاتبة هبير عبدالرازق.مصر.
- بعد جنازة دون جثمان.. فيديو القسام عن قائد لواء الجنوب بفرقة ...
- عن فيلم يناقش الإعاقة العقلية.. أرجنتيني يفوز بجائزة أسبوع ا ...
- الفلسفة والاستقلال الأكاديمي.. في محاولة التفكير بالجامعة ال ...
- الأكاديمي اللبناني نديم منصوري: الصورة البراقة للنموذج الغرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!