أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - استقلال الجامعات














المزيد.....

استقلال الجامعات


عبدالله الدمياطى

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد الحرية الأكاديمية حجر الزاوية في نمو فاعلية الكليات والجامعات وزيادة كفاءة أدائها ، إذ أن استقلالها الإداري ، والمالي ، والفكري يدفعها بقوة إلى التميز، وتحمل مسؤولية جودة مخرجاتها أمام مجتمعها . فالجامعات العريقة في العالم تفاخر باستقلالها ، وحرية فكر منسوبيها ، وتناضل من أجل حماية مكتسباتها من التدخلات الخارجية بقوة النظام
أن استقلال الكليات ، والجامعات على مستوى العالم يسهم في دفعها إلى تحديث برامجها ، وتجويدها ، وتجديد خططها، وتفعيلها بما يلبي حاجات مجتمعها ، ويحقق متطلبات التنمية فيها لتكون قادرة على المنافسة العلمية ، والفكرية المبدعة في عالم تحكمه المستجدات العلمية ، والتقنية والمعلوماتية ، والأفكار المبدعة ، واقتصاد المعرفة ليصبح لها سمعتها العلمية في سوق المعرفة ، وبالتالي تستطيع المحافظة على القدرات العلمية المتميزة فيها ، واستقطاب المفكرين ، والمبدعين من العلماء والباحثين في مختلف حقول المعرفة ، واتخاذ القرارات المناسبة لدعم إبداعاتهم ، وأفكارهم ، ومبتكراتهم ، وتوظيفها لرفع مستوى وعي مجتمعها ورفاهيّته وسعادته .
فنحن جميعا نرى فى بعض الجامعات العربية وجود انتهاك للحرية الأكاديمية دون توافر أنظمة تشريعية تحمي منسوبيها ، مما أدى إلى خلق مناخ أكاديمي غير ملائم للنمو المعرفي المبدع ، وبناء الثقة في الذات للأستاذ ، والطالب على حد سواء، ونتج عن ذلك عدم الإفصاح عن الحقيقة , وعدم البحث الحر عنها وكشفها ، ولعل ذلك يفسر عدم تميز كثير من الجامعات العربية مقارنة بمثيلاتها من جامعات أخرى قد تكون أقل عراقة منها ، وربما كان السبب الكامن وراء هجرة عقول عربية مبدعة إلى جامعات أجنبية تحترم العقل ، وتقدر العلماء ، وتثني على جهودهم ، وتحفز ابتكاراتهم ، وتحتفل بإنجازاتهم العلمية ، والفكرية.

أما حرية الهيئة التدريسية ، فتنطلق من فكرة مؤداها أن الحرية الأكاديمية تعد أساساً صلباً من أسس الإبداع ومستلزماته ، وهذا ما دفع الجامعات المرموقة في العالم إلى توفير مساحة من الحرية الفكرية ، والعملية تسندها أنظمة وقوانين تتيح لتلك الفئة الحرية في التدريس المبدع ، وحرية البحث عن الحقيقة ، ونشرها في جو خال من الضغوط الاجتماعية ، والاقتصادية ، والثقافية ، وغيرها ، كما تتيح لكل فرد حرية التعبير عن آرائه نحو أية مشكلة يراها ، أو أية قضية يجدها تحيد في معالجتها عن الموضوعية ، والعدل ، والأمانة . فالهيئة التدريسية في الكليات والجامعات تم إعدادها إعداداً علمياً وتربوياً وفكرياً عالياً ، ولديهم من الخبرات، والدراسات ما يمكنهم من التنبؤ بحاجات مجتمعاتهم ومشكلاتها ومتطلباتها ، والعمل على اقتراح حلول الملائمة لها ، وهذا يستدعي تقديرهم ، ومنحهم الثقة، والحرية لإبداء وجهات نظرهم نحو قضايا أمتهم والدفاع عن كرامتها ، ووحدتها، وسلامة أمنها دون خوف أو تردد .

تقف كثير من أنظمة دول عربية حجر عثرة في سبيل تمتع الهيئة التدريسية بالحرية الأكاديمية ، وقد لا يوجد في الأساس أنظمة أو قوانين تؤسس للحرية الأكاديمية فيها ، وتعمل على حمايتها فنحن نرى ايضا فى هذا الشأن بعض الانتهاكات فى التدخل في تعيين أعضاء هيئة تدريس في مناصب عالية قد لا يكونون الأجدر بشغلها ، وربما تعدى الأمر إلى محاسبة أو مساءلة بعضهم على آراء شخصية لا تؤثر على الأمن الوطني لهذا البلد أو ذاك ، فالجميع يعلم بوجود تدخل من الانظمة فى حرية التدريس والبحث الحر والأنشطة الطلابية وهذا أدى إلى إعاقة الإبداع والابتكار ونزل بمستوى التدريس إلى الحفظ والتلقين .

نحن بحاجة الى مستقبل أمن تسوده الوحدة والاستقرار وإنجاز ذلك يستدعي إيجاد مناخ فكري حر يدفع الأستاذ والطالب إلى بذل قصارى جهدهما ووقتهما في سبيل خدمة الوطن من خلال تحصيل العلم ، والمعرفة ، واكتساب المهارات السليمة دون خوف أو تردد خوف من زلة لسان ، أو من جدران لها أذان ، إن الخوف لا يصنع أمة ذات حضارة راقية ، ولا يبني شخصية إنسان قادر على تحمل المسئولة الفكرية ، والعلمية ، والعملية أمام أسرته ، ومجتمعه ، وأمته .



#عبدالله_الدمياطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع والابتكار
- الحرب العادلة
- الغرب وثورة مصر
- الديمقراطية و الأديان
- التربية الإعلامية
- التربية الاخاقية
- الفتنة الطائفية
- الهوية الحضارية
- الديمقراطية في عالمنا 2
- الديمقراطية في عالمنا 1
- الفساد 1
- أيها المثقفون ماذا انتم فاعلون
- مشكلة
- الأعلام حقوق وواجبات
- الاصلاح والقيم الاخلاقية
- عنصرية الغرب
- انهيار الأخلاق
- التعصب 1
- الفساد السياسى
- الاسلام والديمقراطية 1


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الدمياطى - استقلال الجامعات