أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - صفقة تبادل الاسرى في اطار صفقة الحرب الاقليمية المحتملة:















المزيد.....

صفقة تبادل الاسرى في اطار صفقة الحرب الاقليمية المحتملة:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 13:58
المحور: القضية الفلسطينية
    



سمة اساسية من سمات تاريخ الصراع في فلسطين, انه لا يمكن قراءته قراءة سليمة خارج اطار قراءة صراع المحاور الاقليمية وخارج اطار قراءة الصراع الاقليمي العالمي. فموقع فلسطين الجغرافي في حركة الاتصال العالمي, خلق لجيوسياسيتها لوجستية مركزية في الصراع العالمي, وحتى الحراك السياسي الارادي الفلسطيني الخاص لا يمكن له ان يكون خارج هذا السياق.
ان استقلالية القرار الفلسطيني كمؤشر على اتزان وحكمة مفترضة في النهج القيادي السياسي, يجب ان يتاسس على القناعة باستقلالية القومية الفلسطينية وتمايز خصوصيتها ومصالحها وحركتها, والقدرة على تجسيد هذه الحقيقة اثناء التعامل مع صراع المحاور الاقليمية والصراع الاقليمي العالمي, لذلك كانت دائما محاكمة الحركة السياسية الفلسطينية ونهجها السياسي تتم من خلال محاكمة موقعها في سياقات الصراعات السياسية الاخرى, وللاسف فقد كانت هذه المحاكمات تستند دائما الى خلل فكري حول الانتساب الفلسطيني العرقي والثقافي الى اصول عرقية وثقافات روحية اجنبية.
في مقالنا السابق حول الديناميكية الفلسطينية, اشرنا الى ضرورة اكتشاف _ الخصوصية الفلسطينية_ للعمل السياسي الفلسطيني بشقيه الديبلوماسي التفاوضي والمسلح العسكري, وقلنا ان اعادة مراجعة مساري العمل السياسي الفلسطيني هذين, انما يجب ان يكون لهدف اكتشاف هذه الخصوصية من اجل الاسترشاد بها, وقد اشرنا ايضا الى ان _ الحركة الموضوعية لتقلبات الصراعات_ تدفع جبرا وقسرا بالنهج الفلسطيني نحو شعار فلسطين اولا كمدخل لمسار اكتشاف الخصوصية الفلسطينية وتوظيفها في ديناميكية النضال الفلسطيني,
ان الصراع العالمي يتعامل مع الوضع الفلسطيني من خلال _القوة الجارفة_ لالية الصراع على التفوق العالمي فيما بين مراكزه الاساسية, وصراع هذه المراكز الاساسية مع مراتب القوة الاخرى في ترتيب التفوق العالمي, وهذه المراكز الاساسية تدرك تماما ان تفوقها يعتمد على امتلاك حجم قومي ديموغرافي كبير قادر على خلق عملية انتاج كبيرة وامتلاك قدرات تقنية علمية تعطي عملية انتاجها تميزا عالميا, حيث من الواضح ان بعض مراكز القوة العالمية تملك في ذاتها الحد الادنى لهذه الصيغة, كالولايات المتحدة والصين وروسيا وان قوميات اخرى تتحقق لها بعض شروط هذه الصيغة ككندا والهند واوسترالي,
ان هذه المراكز لا تكتفي بتحقق الشروط الطبيعية لهذه الصيغة في ذاتها القومي, فهي عمدت الى حلول استعمارية سياسية واقتصادية لتوسيع حجوم عملية انتاجها القومي, فالامبراطوريتين البريطانية والفرنسية تحققت في هذا السياق, غير ان هذه الامبراطوريات تقلصت حجومها واقتصادياتها امام العملاقة الذين يتمتعون في ذاتهم القومية بالشروط الطبيعية لهذه الصيغة, ويحافظون على فارق تفوقهم هذا بالعمل على انهاك الغير من خلال توسيع سوقهم الاقتصادية ونفوذهم السياسي, اما اخرون فيلجأون لحلول تكافلية للعمل على امتلاك هذه الصيغة _ كمشروع الوحدة الاوروبية_ والمحاور القارية, والذي نرى منها محاولة خلق محور اسيوي مركزه صيني روسي.
ان الوجه الاخر لاستراتيجية امتلاك والحفاظ على التفوق هذه هو تفتيت احجام القوميات الاخرى, وابقائها قوميات _خدماتية متخلفة_ ذات عمليات انتاج حياتية مطلبية, تبقى سيادتها القومية سيادة وظيفية حارسة لمواردها الطبيعية وايدي عاملة تستخرجها لصالح مراكز التفوق العالمي وتمنع تعدي قوميات اخرى عليها, وفي هذا السياق تجري محاولة اعادة رسم الخريطة الجيوقومية السياسية العالمية,
ان غياب صورة الصراع هذه عن رؤيتنا المجتمعية وحتى عن رؤية القيادة السياسية الفلسطينية, لا يعني غيابها عن الرؤية السياسية للكيان الصهيوني, فعلاقة هذا الكيان بالراسمالية اليهودية العالمية واستفادته من اطلاعها السياسي على موجهات الصراع العالمي, تريه بوضوح هذه الصورة للصراع العالمي, لذلك من الخطأ الاعتقاد ان الاصرار الصهيوني على شعار اسرائيل الكبرى, هو في جوهره شعار ثقافي عقائدي بمقدار ما هو شعار سياسي استعماري استراتيجي, هدفه خلق حالة استعمارية عالمية متفوقة مركزها الشرق الاوسط وبؤرتها فلسطين التاريخية.
ان عدم رؤية هذه الحقيقة في منظور الاستراتيجية الصهيونية يسقط فورا من رؤيتنا السياسية حقيقة وجود الصراع الصهيوني مع مراكز القوة والتفوق العالمي وعلى وجه الخصوص الصراع مع لولايات المتحدة الامريكية من اجل تحرره من نفوذها السياسي وعمله على طردها من المنطقة.
ان تباين الموقفين الامريكي والصهيوني من الثورة المصرية, كان مؤشرا واضحا لمن يرغب في قراءة موضوعية صراع الاجندات الاجنبية حول تلك الثورة, والتي لم تسقط فقط رموز الديكتاتورية المصرية بل اسقطت ايضا اللوبي الصهيوني الذي نما وترعرع فيها منذ اتفاقيات كامب ديفيد, وسيطر على التوجه الجيوسياسي القومي المصري في الصراع العالمي, ومن يرغب الان في قراءة الموقف الصهيوني المعادي لهدف اسقاط النظام السوري سيجد انه يكرر الموقف الصهيوني المعادي لهدف اسقاط النظام المصري,
ان الكيان الصهيوني انسجاما مع توجهه الاستراتيجي التوسعي لا يقف عند العمل على افشال مفاوضات التسوية, لكنه ايضا يعمل على افشال مشروع المقاومة الوطنية المسلحة, وفي حين تكفل الكيان الصهيوني مباشرة بافشال مفاوضات التسوية فان محور الممانعة تكفل عمليا بتقييد المقاومة الوطنية المسلحة من خلال تقييد استراتيجية العمل العسكري الفصائلية باستراتيجة صراع الممانعة السياسي لنفوذ الولايات المتحدة_ وليس الكيان الصهيوني_ فنفوذ الكيان الصهيوني كان يتمدد ويتسع اقليميا على حساب النفوذ الامريكي, بل ان النفوذ الصهيوني لم يعد الان يعتمد على المساعدات الامريكية بمقدار ما بات يبتزها في هذه المساعدات, فلكيان الصهيوني لم تعد القضية الفلسطينية شغله الشاغل, بل بات الصراع مع مراكز القوة العالمية هو شاغله الرئيسي,
ففي قلب تقديرات الولايات المتحدة الامريكية للاخطار العالمية, يتخفى التقدير الصهيوني _ الخاص بخصوص التسوية_لهذه الاخطار, حيث ترى الولايات المتحدة الامريكية ان التوسع الاقليمي الايراني في جبهة تمتد من اليمن حتى افغانستان هو الخطر الرئيسي الذي يهدد نفوذها السياسي في المنطقة عبر تهديده استقرارالانظمة الموالية لها,ودعمه وتاييده للانظمة المناهضة لنفوذها, الى جانب تعارضه مع نظرية واستراتيجية تفتيت الاحجام القومية, فمن الواضح ان هدف تفتيت الحجم المتضخم للنفوذ القومي الايراني اقليميا بات له الاولوية القصوى بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية, ومن هذا المنظور يمكن قراءة شروط التوجه السياسي الامريكي اقليميا والذي يعزز دور الكيان الصهيوني بالنسبة لاحتباجات السياسة الامريكية في المنطقة, ويفسر مواقفها المتشددة من الطرف الفلسطيني في صراعه مع الكيان الصهيوني, الى درجة تراجعه عن مكتسبات فلسطينية سابقة في النهج السياسي الامريكي.
ربما تكون الحرب اقرب من توقعاتنا, وربما كانت زيارة وزير الدفاع الامريكي للمنطقة والنصائح التي قدمها للكيان الصهيوني حول علاقاته الاقليمية مؤشرات تنسيق سياسي لحالة عسكرية قادمة, يبدو انه سبق التنسيق اللوجستي لها بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني واجرى له الكيان الصهيوني استعداداته الخاصة بتطوير صيغة تشكيله العسكري الى مستوى مواجهة شاملة اطافها متعددة كلاسيكية وشعبية واختبرها على الارض في مناورات يتوقع استخدام اسلحة دمار شامل بها, الامر الذي يطرح تساؤل حول مدى اتساع رقعة الحرب المحتملة فهل هي حرب منفردة ضد ايران او مزدوجة ضد النظام السوري في نفس الوقت؟
في قلب هذه الصورة نرى ارتباك التقدير والحركة السياسية الفلسطينية, خصوصا غياب المركزية عنها, واحتكامها الى حالة الانشقاق والانقسام, وتعدد التوجهات, وخصوصا التقدير والحركة السياسية الانشقاقية في غزة, وافرع الخارج, حيث باتت حركتها وتوجهها بعلم او دون علم منها على درجة عالية من الاتساق والتاغم السياسي مع التوجه المرحلي الامريكي الصهيوني وتحديدا ضد محور الممانعة, ايران وسوريا, وكل ذلك بسبب الاغراق العاطفي في معاداة السلطة الفلسطينية, والانسياق خلف التفاهمات الاسلامية الامريكية.
ان تهنئتنا بصفقة تبادل الاسرى لم تكن تهنئة سياسية بل تهنئة اجتماعية تحترم فرحة الاسير واسرته, وتقدر فيه مجرد الانجاز مفصولا عن السياق السياسي الذي جاءت به الصفقة, ليس لقناعتنا بوجود اتجاه تامري لدى حركة حماس بل لقناعتنا ان خلل ميزان القوى سمح للكيان الصهيوني ان يضع الصفقة وحركة حماس في السياق السياسي الذي حدده هو تبعا لاحتياجات مناورته المرحلية الخاصة مع الولايات المتحدة الامريكية, وبغض التظر عن عدالة او اجحاف الشروط الخاصة بالصفقة فان علينا قراءة اين تصب مرحليا ديناميكيتها السياسية في الصراع الاقليمي والعالمي, بل يمكن القول ان القوة الجارفة لهذا الصراع يمكن ان تكون قد نالت من المستقبل السياسي لحركة حماس نفسها.
وعلى العكس من ذلك فاننا نجد ان توجه السلطة نحو تدويل الصراع الصهيوني عالميا, شكل معيقا من معيقات العمل العسكري الامريكي الصهيوني ضد ايران, وكان يهدد باضعاف التاييد الاقليمي لهذا التوجه, وهو الامر الذي تعالجه الان يمسرحية الاعلان الامريكي عن محاولة ايرانية لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن, والتي تستهدف في الحقيقة خلق تكتل سياسي ديني عرقي سني قومي عربي يؤيد ضرب ايران وربما سوريا معا, يوازيه بالطبع تجميد سياسي للطلب الفلسطيني للعضوية في مجلس الامن.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديناميكية النضال الفلسطيني:
- لا للطائفية في مصر:
- حين تكون حماس والجهاد ناطقا باسم نتنياهو:
- حول مهزلة الطيب والسيء في المنهجية الامريكية:
- عضلة القلب وقضية الوطن:
- استراتيجيتنا:
- نعم لمنهجية م ت ف في توسيع حالة المقاومة الفلسطينية:
- كما ان اهل واشنطن ادرى بمصالحها كذلك القيادة الفلسطينية ادرى ...
- الاستيطان كخيار سياسي صهيوني مستقل في التسوية:
- تركيا تعاقب اسرائيل والمجلس العسكري يعاقب المصريين:
- الان وقت وحدة التوجه القومي الفلسطيني:
- مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة:
- ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة
- السياق السياسي لعملية ايلات:
- الجوهر الاقتصادي للقضية الديموقراطية الليبية الراهنة:
- الدولة الفلسطينية والشرعية القومية:
- سر الى الجمعية العامة والوطنيين خلفك في _هذا_ المسار:
- الاعتام والشفافية في الروح الثورية الشعبية:
- هل المصالحة الفلسطينية خدعة وشعبنا مغفل لا يحميه القانون؟
- العولمة غير المقننة:المنتج الحضاري المرحلي لتلاقح الثورة الت ...


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - صفقة تبادل الاسرى في اطار صفقة الحرب الاقليمية المحتملة: