أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة:















المزيد.....

مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة:
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
وتبقى تجربة الانتفاضة الشعبية المصرية هي الاكثر تميزا من بين الانتفاضات الشعبية التي تعصف بها المنطقة, والتي من الواضح ان اي منها لم تنجز بعد سوى القليل من مهماتها,
ففي الثورة الحقيقية لا فصل بين التوجه القومي الديموقراطي والوطني, ووحدها قوى الرجعية وصوت الاجندة الاجنبية هي التي تحاول حصر الثورة الشعبية في مسار المطلب الديموقراطي بمعزل عن مسار المطلب الوطني, والذي يعني في النهاية تحجيم سقف المطالب الديموقراطية التي يمكن للطبقات الشعبية تحقيقها,
ان نظام حسني مبارك عقد سابقا اتفاقيات دولية في ظل موازين قوى مختلة لصالح الاجندات الاجنبية, وفي ظل حالة قمع وقسر للشعب المصري. فنظام حسني مبارك عقد هذه الاتفاقيات ليحفظ بصورة رئيسية مصالح الطبقة المسيطرة على المجتمع المصري, وان تماهت لغتها زيفا وضلالا وكانها حالة تمثيل لمصالح مجموع القومية المصرية, وقد اثبتت التجربة ان هذه الطبقة كانت المستفيد الوحيد من هذه الاتفاقيات في حين ان باقي المجتمع المصري كان الخاسر الاكبر منها, اقتصاديا ومعنويا. وقد لاحظنا جميعا ان الموقف الدولي ايد المطلب_ الديموقراطي_ للمجتمع المصري مشترطا التزام قوى الثورة بالاتفاقيات الدولية.
ان حرص الاجندة الاجنبية على الزام مصر الثورة بالاتفاقيات الدولية التي عقدها نظام مبارك ومن قبله, يعني حرص الاجندة الاجنبية على تقنين المدى _ الوطني_ الذي يسمح للثورية المصرية ان تذهب اليه, حيث لا تسمح الاجندة الاجنبية للقومية المصرية ان تتحرر من خلل موازين القوى الذي بموجبه فرضت تلك الاتفاقيات على مصر, فمصر في نظر الاجندة الاجنبية يجب ان تبقى مرتعا لمصالح الدول الاجنبية الاقوى منها, وهو امر ليس من شيمة وطبع الموقف الشعبي ان يقبل به, لكن من شيمة وطبع الطبقات الرجعية والاستغلالية ان تقبله طالما انها تتقاضى عمولتها عليه,
ان قوى الاستعمار العالمي تحاول الان ابقاء الانتفاضات الشعبية الاقليمية اسيرة هذه المعادلة, ففي تعاملها مع هذه الانتفاضات حاولت توسيع حلفائها من القوى المجتمعية الرجعية على السعة الاقليمية الى درجة انها خرقت محرمات مبادئها الخاصة فتقبلت الطيف الديني بصورة عامة والاسلامي منه بصورة خاصة بل وتقبلت في ليبيا واليمن وسوريا الحضور السياسي والعسكري لتنظيم القاعدة من اجل ضمان ان لا تصل الثورة في مسارها حد تمثيل المصالح القومية الجذرية. وقد التقطت القوى الدينية مبكرا شرط الاجندة الاجنبية هذا واعلنت قبولها له
يوم الجمعة الماضي اخترق الموقف والحراك الشعبي المصري هذه المعادلة, في موقعيه ميدان التحرير وامام سفارات الاجندة الاجنبية الرئيسية المتحكمة بالوضع القومي المصري_ سفارة الكيان الصهيوني وسفارة الولايات المتحدة_ ففي ميدان التحرير اعادت الجماهير المصرية تفعيل المطلب الديموقراطي فرفعت مطلب تحديد جدول زمني لنقل السلطة من يد المجلس العسكري ليد سلطة مدنية منتخبة, اما في المواقع الاخرى فقد اسقطت شرعية وجود سفارة الكيان الصهيوني في مصر باقتحامها لها, واندفعت نحو سفارة الولايات المتحدة لتطالب بقطع العلاقات معها وطرد سفيرها من مصر. ومن ثم استكملت مسارها نحو محاولة اقتحام مديرية الامن, باعتبارها رمز واداة لعلاقة القمع المستمرة بين السلطة والشعب. وكونها اداة من ادوات اخضاع الشعب للسلطة على مسار اخضاعه للاجندة الصهيونية الامريكية.
ان الاحتشاد الجماهيري في ميدان التحرير واقتحام السفارة الصهيونية واعلان مطلب قطع العلاقات مع الولايات المتحدة وطرد سفيرها وحصار ومحاولة اقتحام مديرية الامن, يحمل رسائل متعددة العناوين, اهمها عنوان المجلس العسكري والحكومة المصرية ومفادها ان تمثيلكم للمصالح والمواقف الجذرية القومية المصرية مشكوك بامره, وان الشعب المصري يتحسس ذلك ولن يغفله, وان صوت الثورية المصرية سيعلو
هنا نعلم ان السيد عصام شرف رئيس وزراء مصر التقط بصورة صحيحة وفهم الرسالة الشعبية وقرر انه لا يمكنه الوقوف بوجه حركة الشعب فقدم استقالته, وانا اميل لهذا الاعتقاد. فقد سبق للحكومة المصرية حين حدثت عملية ايلات وقتل العسكريين المصريين ان اعلنت موقفا متشددا من الكيان الصهيوني غير ان المجلس العسكري قمع موقف الحكومة هذا واضعف ادائها الوطني واجبرها على التراجع عنه.
لكن الذي نستغربه هو موقف المجلس العسكري المصري الذي فهم من رسالة الحراك الشعبي انه قد ان اوان التكشير عن الانياب العسكرية وابداء الاستعداد لاعمالها نهشا في لحم الشعب, فاعلن انه سيعمل بحالة الطواريء بعد ان اوقع الف اصابة بالجمهور الذي اقتحم سفارة الكيان الصهيوني وبالمناسبة فان الف جريح يعكس وجودا شعبيا واسعا يكشف زيف الادعاء بان عدد الحشد الشعبي عند سفارة الكيان الصهيوني كان بالمئات فقط, كما انه يكشف زيف مقولة ان القوى الدينية هي الحجم الرئيسي في الحراك الشعبي, فهذه وبحكم تعاقداتها مع الولايات المتحدة الامريكية تغيبت عن الموقعين
من المؤسف ان كثير من _( المثقفين)_ حاكموا احداث الجمعة على طريقة القضاء بين تناول الاكل ياليد مباشرة او تناولها بالشوكة والسكين. منطلقين من منظور ان الاسد المصري يجب ان يكون اسدا في قفص في جنينة حيوانات لا يجب ان يؤذي سياح الحديقة والذين هم هنا الاجندة الاجنبية, عوضا عن ان ينظر هؤلاء الى ان الاجندة الثورية وان كانت اجندة سياسية غير انها ليست بالضرورة اجندة اتيكيت ديبلوماسي, وان الثورة لها اولويات تبدأباولوية المطلب القومي المصري وتنتهي باولوية المطلب الشعبي المصري, اما وضع مطلب الاجندة الاجنبية قيدا على المطلب الثوري فلا سمة ثقافية ولا سياسية له
في زمن الثورة الايرانية واجهت الولايات المتحدة الامريكية ازمة ان تختار وصول الحزب الشيوعي الايراني للحكم او وصول رجال الدين فاختارت وصول رجال الدين للحكم, وهي الان تكرر نفس الاختيار في كل مواقع الانتفاض في المنطقة,
ان خلاصة ما نقول هو ان الحراك الشعبي المصري يوم الجمعة الذي مضى كان حراكا شعبيا نقيا مطهرا لا يتقاطع مع الاجندة الرجعية ولا مع الاجندة الاجنبية, على العكس من كل مسار الثورة السابق والذي كانت تعلق به اجندة القوى الرجعية واجندة الفوضى الخلاقة, فتحية الى المواطن المصري الي اجتاز واخترق وهاجم منفردا الخطوط الحمراء التي خطها له رجال الدين والعهد البائد وقوى الاستعمار وليبقى صوت الشعب اعلى من صوت الفوضى الخلاقة




#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة
- السياق السياسي لعملية ايلات:
- الجوهر الاقتصادي للقضية الديموقراطية الليبية الراهنة:
- الدولة الفلسطينية والشرعية القومية:
- سر الى الجمعية العامة والوطنيين خلفك في _هذا_ المسار:
- الاعتام والشفافية في الروح الثورية الشعبية:
- هل المصالحة الفلسطينية خدعة وشعبنا مغفل لا يحميه القانون؟
- العولمة غير المقننة:المنتج الحضاري المرحلي لتلاقح الثورة الت ...
- استمرار تفاعل الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكي ...
- حوار مع مقال/ في اسرائيل طبقة محتلة....../ للاخ حمدي فراج:
- زيادة الضغوط الدولية/ الفرصة الاخيرة امام النظام السوري:
- مقولة التشريع والظاهرة القومية:
- درويش لا يسقط, لكن الاعلام الفلسطيني ساقط اصلا:
- الافق المنظور للوضع السوري:
- ايها القيادة: ما هو موقع المواطن الفلسطيني من قضيته؟
- كافة التصورات الراهنة لا تقدم حلا سليما للحالة التاريخية للق ...
- دخول الاديان لفلسطين كان استعماريا وله نتائج تاريخية هدامة:
- قبلة السياحة السياسية في مصر اهرام الاسلام والمسيحية والعلما ...
- الدولة المدنية:
- الاسلام ليس هو الحل الوحيد:


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة: