أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة














المزيد.....

ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 18:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


كلما اقترب موعد التوجه الفلسطيني للامم المتحدة, كلما تفاقم توتر المواقف الدولية من هذه الخطوة¸ وتكشفت مسافات مواقف الدول من الحقوق الفلسطينية تبعا لحجم صلة مصالحها بالصراع الفلسطيني الصهيوني, ومن الواضح ان تململ الفلسطينيين من عملية المفاوضات وان قرارهم السير بمسارات مناورة سياسية مستقلة عن مسار التفاوض, وموازية له, قد اجبر المواقف الدولية على الخروج من حالة الاستكانة لمواقفها التقليدية من هذا الصراع, وهي باتت مجبرة على اجراء حسابات دقيقة للموقف الذي ستتخذه من الخطوة الفلسطينية ومن انعكاسات نتائجها مستقبلا على هذه المصالح.
في مقابل هذا التوتر في الموقف العالمي, نجد الموقف الذاتي الفلسطيني, ينقسم الى موقفين يعبران عن مسارين منهجيين, احدهما هروبي انهزامي لا يؤمن بمنهجية التراكم. فهو يستسلم امام وقائع المتغيرات السياسية التي تطرأ على الصراع, في حين نجد الاخر يؤمن بمنهجية التراكم هذه ويرى انها تستحدث التغييرات السياسية اللازمة للوصول الى هدف التحرر.
بالطبع فان مجتمعنا لا ينقسم الى اسود وابيض, فان تشكيله السياسي تشكيلا هلاميا يتحدد في ظل الوقائع والمتغيرات, فهناك انهزامية بشأن الكفاح المسلح كما هناك انهزامية بشأن التفاوض, ولا نستهدف في هذا المقال محاورة هذه الانهزامية, فهي نمطية سلوك تعكس بنيوية فكرية اجتماعية لا خلاص من توالدها في المجتمع, ولكن يمكن التقليل من حجم تبلورها واثرها الاجتماعي حين يتلمس المجتمع وجود ما ينفي تخوفاتهم من الواقع.
فمجتمعنا الفلسطيني, وبحكم تاريخ من سيطرة منهج الانهزامية عليه, اغتربت عزيمته القومية عن معرفة وادراك والثقة باهميته الجيوسياسية في الصراع الدولي, واهمية ووزن مناورته المستقلة في هذا الصراع, خاصة انه مورس عليه تضليل اعلامي زرع فيه ثقافة الخضوع للظروف غير المواتية لنضاله وتقديم التنازلات تفاديا لتلقي مخاطر هذه الظروف, وقد عمق فيه هذا الخلل ثقته بالاعلام الرسمي الاقليمي ايمانا منه بالصلة الروحية الدينية والصلة العرقية العروبية, في حين كان هذا الاعلام الرسمي يعمل على ان تدفع فاتورة الحقوق الفلسطينية امن وسلام مصالحه القومية الخاصة, وهي في جوهرها مصالح طبقات وانظمة مسيطرة لا تاخذ بالاعتبار مصالح شعوبها وطبقاتها الشعبية نفسها.
ان معركة الذهاب لهيئة الامم المتحدة لا تتمحور عبرتها الثقافية, فقط حول الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضويتها, رغم اساسية هذا الهدف, لكنها ايضا تكشف عن وزن وقيمة المناورة السياسية الفلسطينية في الصراع العالمي, وهذا الجانب هو الجانب هو الجانب الاهم استراتيجيا بالنسبة للشعب الفلسطيني لانه جانب تربوي نضالي يعلم رفض الخنوع للامر الواقع, وينتشلنا من ثقافته الانهزامية, اما الحصول على الاعتراف فهو هدف تاكتيكي يمكن العودة لتكرار مناورة تحقيقه,
هنا نجد انه لا بد من التعريج على الراي القانوني الذي كشف لنا مخاطر _ التوجه غير المدروس قانونيا_ لهيئة الامم المتحدة, وبهذا الصدد لا بد من توجيه شكر للقانوني البريطاني مستر جيه الذي كان مخلص في نصحه لنا, غير انني اظن انه قدم النصيحة المتناغمة مع العرض الفلسطيني الذي قدم له حول الصراع الفلسطيني الصهيوني, ومن المؤسف اننا وجدنا لنصيحته فورا صدى انهزامي في مجتمعنا, وهنا لا بد من القول ان قيادة السلطة ومنظمة التحرير تتحملان مسئولية ذلك,
فمن الواضح ان هذا القانوني لم يتوضح له فارق شمولية _ القضية الفلسطينية_ عن خصوصية وضع الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م. وهو خلل يقع فيه حتى قياداتنا الفلسطينية نفسها, التي لا تميز المعطى السياسي الذي يتركه هذا الفارق في واقع الصراع, وهو معطى سياسي ادركت الحركة الصهيونية شدة خطورته وتحاول الان تفاديه بطرحها طلب الاعتراف _ الفلسطيني_ بيهودية الدولة الاسرائيلية, والذي يعني اتفاق طرفي الصراع على تحديد الهوية القومية لفلسطين المتصارع عليها بينهم,
ان المعطى السياسي للاعتراف بوجود اسرائيل وحدودها, وكذلك المعطى السياسي لاتفاقيات اوسلو, جميعا لا ينزع ولا ينهي الخلاف بين الطرفين على الهوية القومية لفلسطين. لكن انهاء النزاع بينهما على اساس اتفاقهما _ التفاوضي_ على تحديد الهوية القومية _ لفلسطين الارض المتنازع عليها_ يلغي الى الابد المطالبة الحقوقية القومية الفلسطينية بفلسطين, وما يترتب عليها من حقوق تحرر ومواطنة. ففي ظل التحقق السياسي الصهيوني الراهن, بوقائع على الارض او اتفاقيات معقودة مع الاطراف الاقليمية ومع الفلسطينيين ذاتهم, فان الاساس القانوني للمطالبة السياسية الفلسطينية بكل فلسطين حرة مستقلة يبقى قائما ولا يسقط الا في حال الاعتراف بيهوديتها فحسب.
ان عدم الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة هو في الحقيقة خط الدفاع الفلسطيني الاخير. الذي يجب على مثقفينا ان يرفعوا مستوى الوعي الفلسطيني به, وهو الخط الاحمر الحفيقي الذي لا يجب تجاوزه, فهو القاعدة القانونية التي ستشرع للفلسطيني حقه في تعديل ميزان القوى مع الصهيونية فكرا ومجتمعا ودولة وهزيمتها واسترجاع كافة حقوقنا القومية,
ان الجوهري في الذهاب الى هيئة الامم المتحدة هو في تحديد _ مطلبنا_ بصورة سليمة, بل من المتوقع ان تكون المعركة في داخل اروقة هذه الهيئة هي المعركة الفعلية , وهي قطعا ستكون معركة صيغ قانونية, لذلك نجد ان كثيرا من الدول سيتجاوز موقفها الفعلي مسالة الموقف من المبدأ الى مسالة الصيغة القانونية التي سيتم طرحها للتصويت عليها.
ان حفظ حقوق منظمة التحرير الفلسطينية في استمرار تمثيلها _ لكامل المجتمع الفلسطيني_ انما يعني طرح صيغة اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م باعتبارها اراض فلسطينية محتلة_ ولا يجب ان يرتبط ذلك بالاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية _ فالاعتراف بهذه الدولة الفلسطينية يجب ان يتم في سياق تطبيق القرار 242 الذي ينص على الانسحاب الاسرائيلي من الاراض التي احتلتها في تلك الحرب.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياق السياسي لعملية ايلات:
- الجوهر الاقتصادي للقضية الديموقراطية الليبية الراهنة:
- الدولة الفلسطينية والشرعية القومية:
- سر الى الجمعية العامة والوطنيين خلفك في _هذا_ المسار:
- الاعتام والشفافية في الروح الثورية الشعبية:
- هل المصالحة الفلسطينية خدعة وشعبنا مغفل لا يحميه القانون؟
- العولمة غير المقننة:المنتج الحضاري المرحلي لتلاقح الثورة الت ...
- استمرار تفاعل الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكي ...
- حوار مع مقال/ في اسرائيل طبقة محتلة....../ للاخ حمدي فراج:
- زيادة الضغوط الدولية/ الفرصة الاخيرة امام النظام السوري:
- مقولة التشريع والظاهرة القومية:
- درويش لا يسقط, لكن الاعلام الفلسطيني ساقط اصلا:
- الافق المنظور للوضع السوري:
- ايها القيادة: ما هو موقع المواطن الفلسطيني من قضيته؟
- كافة التصورات الراهنة لا تقدم حلا سليما للحالة التاريخية للق ...
- دخول الاديان لفلسطين كان استعماريا وله نتائج تاريخية هدامة:
- قبلة السياحة السياسية في مصر اهرام الاسلام والمسيحية والعلما ...
- الدولة المدنية:
- الاسلام ليس هو الحل الوحيد:
- اختبار الثانوية العامة : واختبار _ ثنوية_ عملية الاصلاح في ا ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة