أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - استراتيجيتنا:















المزيد.....

استراتيجيتنا:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 23:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


بنوايا متباينة يطرح على ساحة الحوار الداخلي الفلسطيني , سؤال متعدد الصياغات, تدور كلها حول محاولة معرفة برنامج واستراتيجية القيادة الفلسطينية, بعد انجاز خطوة التوجه لهيئة الامم المتحدة وتقديم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين باطرها, وفي حين طرح ذوي النيات الحسنة هذا السؤال من باب محاولة الاطمئنان الى المستقبل الفلسطيني ومعرفة ملامحه, فان ذوي النيات السيئة طرحوه من باب التشكيك وتثبيط الهمم, وبهدف احراج المنهجية السياسية للقيادة الفلسطينية, وفي محاولة لفض الالتفاف الجماهيري من حولها جريا على عادة روح الجدل الفصائلية التقليدية المسيطرة على حوارنا الداخلي.
غير ان الذين يطرحون هذا السؤال يسقط من ذكائهم و سرعة بديهيتهم, ادراك ان القيادة الفلسطينية اعتمدت _ مسبقا _ على ارض الواقع والممارسة _ استراتيجية فلسطينية جديدة_ تقوم على الارتداد عن مرشدات ومحددات منهجيتها السابقة وتنتفض على طابعها الدفاعي , وتنتقل الى منهجية برنامجية مستقلة لا تسقط التنسيق السياسي مع الاطراف المعنية بالصرع لكنها تستعيد زمام المبادرة ليد القرار الفلسطيني وتعززه بروح هجومية متميزة, ليس على الكيان الصهيوني فحسب بل وعلى كامل الجبهة المعادية لتطلعات التحرر الفلسطيني,
بل يمكن القول ان الانجازات التي حققها الحراك السياسي الفلسطيني على الصعد المحلية والاقليمية والدولية, انما كانت بفعل هذه الاستراتيجية حيث تعزز الوضع الذاتي الفلسطيني بالعمل على بناء مؤسسات الدولة على اساس الشفافية والانتاجية, وتعزز الامن, كما تعمقت واتسعت حالة المقاومة الشعبية السلمية ضد مختلف السياسات الصهيونية واساليب ادارتها الاستعمارية الاحلالية في الضفة الغربية وباتت هذه المقاومة الشعبية السلمية اطارا لتعبئة الشعب الفلسطيني في وعلى اساس المهمة الوطنية, وابقت على شعرة معاوية الوحدة الوطنية مع حالة الانشقاق والانفصال في قطاع غزة, وعملت اعلى تطويرهذه العلاقة الى مستوى اتفاق مصالحة تم الاعلان عن نية استكمالها الى حالة الغاء للصورة الانشقاقية الانفصالية على طريق تعزيز الوحدة الوطنية,
اما عل الصعيد الاقليمي فنحن لا يمكن لنا ان نغفل حقيقة ان صمود وثبات القيادة الفلسطينية تناغم مع وقائع ما يسمى بالربيع العربي, فسرع من كشف زيف المحور _الرسمي_ من اصحاب مقولة الممانعة والمقاومة, واستطاع الصبر والاناة الفلسطينية ان يحافظ على وحدة الاصطفاف الرسمي العربي ضد الشعار الصهيوني ( حدودك يا اسرائيل من النيل الى الفرات ) على اساس علاقة جبهوية تقوم على اساس تشارك الحد الادنى من العداء للصهيونية, والاتكاء اليه كحالة توجه اقليمي مشترك لصالح تعزيز واسناد القرار والحراك الفلسطيني والذي بلغ اوجه في دعم واسناد التوجه الفلسطيني نحو تدويل الصراع مع الكيان الصهيوني, ان على صعيد الاعترافات الدولية المنفردة بدولة فلسطين على حدود 1967 او على صعيد الحشد الدولي في مؤسسة الشرعية الدولية, تاييدا لطلب عضوية الدولة الفلسطينية, فنحن لا يمكن لنا شطب حقيقة ان علاقة المصالح العربية الدولية لعبت دورا اساسيا في اعتماد دول العالم للرؤية الفلسطينية ومطالبها واستحقاقاتها,
اما على الصعيد العالمي فان القيادة الفلسطينية والاسهام العربي حقق انجازا ضخما على الصعيدين الرسمي والشعبي شكل تحديا واختراقا لصورة التاييد العالمي السابق للكيان الصهيوني, وللنفوذ السياسي للولايات المتحدة الامريكية, اضطرتهما الى الدخول في حالة عزلة سياسية واضحة تبدت نتائجها في صورة الحشد الشعبية العالمية تاييدا للموقف الفلسطيني وفي صورة الاستقبال العالمي الفاخرة للوفد الفلسطيني في الجمعية العامة للامم المتحدة في مقابل تهافت صورة استقبالهم للخطاب الامريكي والخطاب الصهيوني
ان الملامح سابقة الذكر لا يمكن القول بانها حدثت _ صدفة_ فهي جاءت جراء وجود رؤية ومرشد واضح لما يجب ان تسترشد به المنهجية السياسية الفلسطينية, فما هي الاستراتيجية سوى ذلك؟
هنا لا بد من توجيه شكر للعدوانية الصهيونية والانحياز الامريكي وتخاذل اللجنة الرباعية الذي دفع بالقيادة الفلسطينية جبرا وقسرا الى موقف الخيار بين خيانة الوطن بتقديم التنازلات او الارتداد الى موقف الصمود والتحدي واخذ زمام المبادرة, حيث اختارت قيادتنا ان تكون عند ثقة شعبها فاختارت اخذ زمام المبادرة ومنهجية الهجوم المضاد, والذي اعلنته برفضها الاستمرار بالتفاوض ضمن صورة التفاوض السابقة هذا الموقف الذي هدى القيادة الى المناورة الوطنية السليمة, التي يعود مردودها الايجابي لصالح النضال الفلسطيني في حين تنعكس اضرارها على الكيان الصهيوني ونفوذية الولايات المتحدة الامريكية,
ان للشروط التي وضعتها القيادة الفلسطينية للعودة للمفاوضات اوجها متعددة, وجدلية انعكاسات متناقضة, فهي في حال تماسك القيادة الفلسطينية عليها وتمسكها بها تكون عامل من عوامل تقريب وجهات النظر الفلسطينية وتسريع وتائر انجاز المصالحة, في نفس الوقت الي تكون به عامل تفريق لوجهات نظر القوى السياسية داخل الكيان الصهيوني وعامل تهديد لاستقرار اي حكومة اسرائيلية سابقة, ولكنها ستكون على العكس من ذلك في حال تنازل القيادة الفلسطينية عنها, فهي ستصبح عامل تفريق لوحدة الصف الفلسطيني وعامل توحيد للقوى السياسية الصهيونية
فحتى الان طرحت الاستراتيجية الفلسطينية ومسار التدويل وطلب العضوية, على الحوار الداخلي الصهيوني مسالة الجوهر السياسي لا جوهر التفوق التقني لمقولة الامن الاسرائيلية, وبدا يتكشف فيه اتجاها منحازا لمقولة الامن السياسي, ونحن لا مكن ان نقرأ وثيقة المثقفين الاسرائيلين المؤيدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية, ومشارك جماعة ناطوري كرتا وبروز صوت مواطنينا من سامرية نابلس الا في هذا الاطار, وفي هذا الاطار تطرح ايضا مسئولية تعنت الحكومة الصهيونية عن الحرج والعزلة الذي وجد نفسه عليها الكيان الصهيوني عالميا, حيث نلاحظ تعدد الاطراف التي توجه الانتقادات لحكومة نتنياهو وتحالفاتها عن ذلك. وفي نفس السياق توجه لها انتقادات عن مسئوليتها عن الاحراج الذي لحق بالولايات المتحدة الامريكية ايضا, والذي مس نفوذها اقليميا, الى درجة ان ترسل المملكة العربية السعودية اشارات واضحة انها غير راضية عن السلوك الامريكي يؤشر على ذلك مقال الامير تركي الفيصل, وتوقيت الاعلان عن تحويل مائتي مليون دولار للسلطة الفلسطينية وحثها دول العالم على مساندة طلب العضوية الفلسطينية في هيئة الامم المتحدو وهي جميعا على تعاكس واضح مع الرغبات السياسية الامريكية,
ان هذه القضايا التي اشرنا الى انها بدات تاخذ مكانها في الحوار الصهيوني الداخلي وان الجدل حولها يدفع بها الى موقع الصدارة, انما تنطوي ايضا على قضايا نوعية كارتباط مستقبل الامن الصهيوني بقضية الاستيطان, والخطر الذي تحمله على مواطني الكيان الصهيوني في منطقة عام 1948م...الخ,
ان للقيادة الفلسطينية اذن توجها برنامجيا استراتيجيا, ارقى من المفهوم الاكاديمي الهندسي الذي تطرحه الرؤية الفصائلية والنخبوية الثقافية التي لا بد من الاعتراف انها بهذا الصدد تخلفت عن براغماتية القيادة, حيث تعتمد القيادة الفلسطينية لمقولة البرنامجية الاستراتيجية مفهوم المرشدات والمحددات القادرة على ترشيد عملية البناء النضالي الفلسطيني, ومن الواضح ان هذه المرشدات والمحددات باتت تستند وتتكيء الى مقولة الاولوية الفلسطينية, تماما كما هناك الاولوية المصرية والاولوية الاردنية ....الخ, اما مسالة المناورة الفلسطينية فهي في ابدئها القدرة على التناغم والانسجام مع الحد الادنى المشترك من مواقف الاطراف الاقليمية والدولية المؤيدة لقيام الدولة الفلسطينية بما فيها الرؤيتين الامريكية والاوروبية.
ان ملمح التاكتيك الفلسطيني في اعتماد هذه الاستراتيجية هو ملمح التدرج في مغاردة النهج القديم واحلال الجديد محله, وبهذا الصدد علينا قراءة تاكيدات الرئيس محمود عباس على ان المفاوضات هي خيار استراتجي كما هو خيار استراتيجي نبذ العنف العسكري والتاكيد على سلمية ومدنية المقاومة الفلسطينية, بمقارنتها بمقولة ليس اي مفاوضات وبالاشتراط الفلسطيني التعجيزي للعودة لهذه المفاوضات والذي يتطلب اقرارا صهيونيا بالاعتراف بحدود عام 1967م مرجعية لعملية التفاوض, والالتزام بسقفها وجدولها الزمني ووقف الاستيطان, والذي لم يعد وقفا مؤقتا, وهي شروط تعجيزية لن نجد حكومة صهيونية قادرة على الاقرار والالتزام بها مما يجعل من هذه الشروط مفجرا لعملية لتفاوض فهذه الشروط تمس مصالح الغالبية الصهيونية المستفيدة من عملية الاستيطان وهم المستوطنون والمتدينون, والذين يشكلون فعليا اكثرية المجتمع الصهيوني واصحاب الثقل الرئيسي في المعارك الانتخابية, وبذلك فان تعطيل العودة لعملية التفاوض سيبقى في مرمى الكيان الصهوني ولا ندري اين سيكون المخرج الصهيوني من هذا المأزق الذي لا يترك للحكومة الصهيونية سوى اما خيار التنازل عند الشروط الفلسطينية وحينها سيعاد رسم شروط التشكيل الحكومي الصهيوني, ولا اظن ان المتشددين الصهاينة سيسمحون بذلك, او تصعيد الضغط على السلطة الفلسطينية التي باتت امامها الخيارات المتاحة متعددة ومنها خيار حل السلطة الفلسطينية وخيار العودة لممارسة الكفاح المسلح.لكن الوصول الى مثل هذه الخيارات لا يتم بالانقلاب مائة وثمانون درجة مرة واحدة في مقامرة احتمالات الخسارة بها كثيرة واحتمال الربح واحد,



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لمنهجية م ت ف في توسيع حالة المقاومة الفلسطينية:
- كما ان اهل واشنطن ادرى بمصالحها كذلك القيادة الفلسطينية ادرى ...
- الاستيطان كخيار سياسي صهيوني مستقل في التسوية:
- تركيا تعاقب اسرائيل والمجلس العسكري يعاقب المصريين:
- الان وقت وحدة التوجه القومي الفلسطيني:
- مصر بين صوت الشعب وصوت الفوضى الخلاقة:
- ملاحظات عشية الذهاب الى الامم المتحدة
- السياق السياسي لعملية ايلات:
- الجوهر الاقتصادي للقضية الديموقراطية الليبية الراهنة:
- الدولة الفلسطينية والشرعية القومية:
- سر الى الجمعية العامة والوطنيين خلفك في _هذا_ المسار:
- الاعتام والشفافية في الروح الثورية الشعبية:
- هل المصالحة الفلسطينية خدعة وشعبنا مغفل لا يحميه القانون؟
- العولمة غير المقننة:المنتج الحضاري المرحلي لتلاقح الثورة الت ...
- استمرار تفاعل الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الامريكي ...
- حوار مع مقال/ في اسرائيل طبقة محتلة....../ للاخ حمدي فراج:
- زيادة الضغوط الدولية/ الفرصة الاخيرة امام النظام السوري:
- مقولة التشريع والظاهرة القومية:
- درويش لا يسقط, لكن الاعلام الفلسطيني ساقط اصلا:
- الافق المنظور للوضع السوري:


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - استراتيجيتنا: