أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب طالباني - التخيل














المزيد.....

التخيل


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 11:46
المحور: الادب والفن
    



من الواضح أن اكثر الناس عبقرية او ابداعا هم اكثر الناس قدرة على التخيل والتصور ، اي ان ادمغتهم تكون اكثر فاعلية في التخيل ، فالدماغ ، اذن ، هو مصدر التخيل والابداع ، فبالدماغ نصور ونتأمل ونتخيل وليس باليدين.
لا ادري ، هل أن هذا الكلام فيه شيء من الاقتراب من عالم او علم الباراسايكولوجي او التخاطر العقلي والروحي بين الناس ، أوتخيل امر لكنك تراه يحدث فيما بعد ..اعتقد ان هذا الموضوع فيه الكثير من التعقيد ، ويتطلب بحثا علميا اكثر من التصدي له في موضوع عمود اسبوعي .
وفي المصادر:
يقول اينشتاين عن "التخيل" : انه اهم من المعرفة!
اما أفلاطون فقال أن التخيل هو وظيفة العقل والجسد.
أما أرسطو فقد ذهب الى " أن التخيل هو حركة ناشئة عن الإحساس وأنه فعالية دينامية"
وقال الرازي "أن التخيل هو الظن والاستدلال على الشيء بالشيء".
وعلميا وصف التخيل بأنه:
" تدفق موجات من الافكار التي يمكن رؤيتها او استشعارها او تذوقها".

والثابت تقريبا ان ما يميز الانسان العادي عن الانسان المبدع هو مدى قوة التخيل الذي يتميز به الانسان المبدع ، فأهم المخترعين لم يتوصلوا الى ما ابتكروه من اجهزة متطورة الا عن طريق مهارة غير عادية في التخيل ، كما أن الشعر الجيد هو الشعر الذي يكون فيه للخيال المساحة الاكبر اضافة الى قوة التأمل ، وتمكن غير عادي في اسرار اللغة والقدرة على شحن المفردة بالمعاني ، و تعمق في الثقافة والمعرفة عموما .وكذلك الحال بالنسبة الى كتاب الرواية والقصة ، ومؤلفي الموسيقى والمسرح ، والفنانين التشكيليين.

التخيل ينقلك من عالم الواقع الى عالم اخر متخيل ، وحسب الوضع النفسي التي تكون فيه ، فأذا كنت محبا فخيالك قد يذهب بك الى الصور الجميلة لحبيبتك والى ساعات الصفاء معها او تخيل مدى بهائها وجمالها ، ويمكن ان تتخيل حتى العطر الذي تضعه ، او ملمس شعرها او عذوبة صوتها ، ، فتكون النتيجة على المتخيل لحظات من المتعة والفرح.
أي ان التخيل بأمكانه ان ينقلك الى عالم فيه الكثير من الاحلام التي تراودك ولو للحظات او ربما لدقائق.
والتخيل يمكن ان يذهب بالمتخيل الى ضفاف اخرى من السلبية والقهر عندما يتخيل ، مثلا ، فشلا في امتحان يجب ان يؤديه وهو لم يهيئ نفسه لآدائه ، فيتخيل صعوبة الاسئلة والمواقف ، ومنظر فشله امام اصدقائه او اهله ، فيستغرقه الاحساس بالهم والتشاؤم.
والتخيل ، يأخذ بالمتخيل الى حدوث امورلا يمكن التكهن بها ، فمثلا لنرى كيف يعمل مبدعوا افلام الكارتون ، ففي هذه الافلام يلعب التخيل الدور الاساس ، انسان او حيوان يطيران ، وفأرة تسحقها كتلة صخرية كبيرة لكنها تجمع اجزاءها وتكون نفسها من جديد ، وكل الحيوانات تتحدث ، وفي افلام الخيال العلمي نرى في بعض صورها ان الانسان يدخل محيطا متخيلا ، وبمجرد ان يكبس على زر معين ينتقل جسده في ذرات غير مرئية الى ابعد الاماكن في ثواني قليلة ويجري "تجميع" جسده من جديد ، وهذه الفكرة تعمل عليها مؤسسات علمية ذات انجازات علمية كبيرة ، ولكنها تبقى موضوعا للخيال فقط ، على الاقل ، لحد الان.
وقطعا ان التخيل هو احد الخصائص الراقية التي زرعتها الطبيعة في الخلق الانساني دون الكائنات الاخرى ، كي تساعده على تحمل مرارات الحياة وانتكاساته ، ويهيئه كذلك الى اتخاذ قراراته ، فيركن الانسان الى التخيل الايجابي الذي ينقله بالصورة والصوت والشكل واللمس و حاسة الشم الى عوالم جميلة يرى فيها الاشياء حسب ما يتمناه ، وينشط فيه القوة على الابداع والخلق.
وعند التخيل وحده تنتهي الرقابة بانواعها، فهناك الحرية كاملة ، عنده تزال الحدود وترفع الممنوعات ، فليس لاكبر اجهزة القمع شراسة ان تمنعك او تراقبك او تسلبك حرية ان تؤسس لما تريد ، او تحلم بما تحب.
*******
وفي الخيال المتدفق قال شاعر عربي لا اتذكر اسمه:

بكت لؤلؤاً رطباً فسالت مدامعي عقيقاً فصار الكل في جيدها عقدا



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحيل الكاتب الكبير محمود زامدار
- لماذا يريدون افراغ الشريط الحدودي لاقليم كوردستان من سكانه؟
- سلام وحرب
- جهد حضاري وفكري جيد ، ولكن!
- نموذج شعري كوردي اخر من صخب هذا العصر
- ثمن ان تقول رأيك في القضية الكوردية في تركيا :138 عاما في ال ...
- شيركو بيكه س و -جمهورية المشنقة-
- منهم من يقول نصف الحقيقة ومنهم من يقلبها رأسا على عقب
- جبال قنديل العصية على فهم الغرباء
- حوار الطرشان
- ماذا تريد ايران؟
- الكورد ومنطق منتجي المسلسل السخيف(وادي الاكراد) او (وادي الذ ...
- في العلاقة مع اسرائيل:
- قراءة في العلاقة الاميركية الكوردية على ضوء الزيارة الاخيرة ...
- التكتلات الاقليمية في الشرق الاوسط الى اين؟
- الشرق الاوسط : انظمة الغموض المرعب
- تركيا على مفترق طرق
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالوهاب طالباني - التخيل