أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - في العلاقة مع اسرائيل:















المزيد.....

في العلاقة مع اسرائيل:


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العلاقة مع اسرائيل:
هل يريدون من الكورد ان (يكونوا ملكيين اكثر من الملك)!!

عبدالوهاب طالباني

بين اونة واخرى يخرج علينا البعض بقصص وحكايات عن علاقة اسرائيلية كوردية ، اوما يسمونها تغلغلا اسرائيليا في العراق عبر كوردستان ، بعض تلك القصص لا تخلو من الغرابة ، والسخافة ايضا ، وعادة يدور حديثهم عن حجم تلك العلاقات المزعومة ، التي لم تكن في احسن حالاتها تتجاوز زيارة صحفي اسرائيلي بهوية اميركية او اوروبية الى كوردستان وذلك في ستينات القرن الماضي ، او زيارة غير رسمية لمسؤول اسرائيلي من الدرجات الدنيا الى كوردستان ، او زيارة كوردية الى اسرائيل وخصوصا في الاوقات التي كانت كوردستان تكون مهددة بصورة مباشرة من قبل الحكومة العراقية ومن قبل بعض الجيران . او حتى ارسالهم بعض المساعدات المحدودة كي يدافع الكورد بها عن انفسهم. وقد حدث هذا فعلا ، والرئيس مسعود بارزاني يتحدث عن تلك المساعدات بكل وضوح في كتابه (البارزاني والحركة التحررية الكوردية).

وما حيلة المحاصر في بيته من قبل جيوش جرارة من الوحوش الكاسرة ، هل سيقول لتلك الوحوش الكاسرة تفضلوا و اجعلونا وليمة لبطونكم التي لا تشبع ، ام انه سيستغيث باي كان في سبيل درء الخطر عن نفسه وعن اهله؟

ومن الذين (ابدعوا!!) في كتابة الحكايات المضحكة عن علاقات استخبارية كوردية اسرائيلية نذكر الكاتب الاميركي سيمون هيرش الذي الف قصصا ما بعدها قصص ولا تختلف عن افلام (جيمس بوند) المقرفة عن تعاون مخابراتي كوردي اسرائيلي ، ومع اول قراءة لرواياته تلك تتبين كيف ومن اية مصادر (صادقة!؟) يأخذ هذا "المؤلف" موضوعات حكاياته عن الكورد .

وفي الحقيقة ليس من المستغرب ان يكون بين من يتعمدون نشر تلك التقارير اناس يريدون من وراء هذا العمل ابتزاز الكورد ، ومحاولة الاساءة الى الجوهر الديمقراطي التحرري للحركة الكوردية . وهناك ايضا اناس قد يرددون تلك الحكايات عن نية حسنة ، وربما من باب الحرص على العلاقة الكوردية العربية ، مع محاولتهم فهم واستيعاب اجواء واسباب تلك الحالة.

ولكن ظهر فيما بعد بعض من لا ناقة لهم ولا جمل في حقيقة او كذب الحكاية ، ولكنهم يحشرون انفسهم في مسألة (العلاقة الكوردية – الاسرائيلية!) فقط لغرض في قلب يعقوب او نتيجة ل(ثقافة!) معاداة الكورد التي دشنتها انظمة عصور الحجر في الشرق الاوسط! او انها طريقة لجلب الانتباه كي يفتح لهم هذا الموضوع بابا من ابواب الرزق (!) ، وعملهم هذا بالنسبة للكورد مثار قرف واشمئزاز ، وهم يستحقون الشفقة على ما يفعلون اكثر من ان يحسب لافعالهم اي حساب اخر.

ان نشر هكذا قصص اصبح موديلا قديما مهلهلا ، واسطوانة مشروخة ، فأذا كان للكورد علاقة باسرائيل ، لا يعني هذا ان الكورد اجرموا في شئ ، اذ هناك انظمة عربية تتحدث عن الصمود والتصدي والمقاومة لكنها توسط دولة مثل تركيا كي يقبل الاسرائيليون ان يجلسوا معهم على طاولة واحدة ، ان الكورد ،حسب رأيي المتواضع ، ليسوا من النوع الذي يخفى علاقاته ، وليس في الموضوع اي خجل ، انما الخجل يجب ان يعتري اولئك الذين سدوا كل الابواب على الشعب الكوردي ، وحاولوا الاجهاز عليه بسكين العنصرية الصدئ ، سواء في الفترة من تأسيس الدولة العراقية والى اسقاط النظام الدكتاتوري في العراق ، او في تركيا او ايران او سوريا، ، وعندما لم تستطع تلك الانظمة ان تحقق اهدافها طلعت على الشعب العربي المبتلى بتلك الانظمة باسطوانة علاقة كوردية – اسرائيلية .

وفي عودة اخرى الى احداث التاريخ ومسألة تأسيس اسرائيل ، فليس للكورد اية علاقة بالموضوع بل ان الجيش العراقي والسوري ساق ابناءهم في حرب فلسطين ليستشهد منهم هناك بالمئات ، وليس الكورد من عملوا لتأسيس اسرائيل كي يتهم ليل نهار من كل من هب ودب ، بل ان قيادات في العالم الاسلامي والعربي هم الذين باركوا تأسيسها منذ بدايات القرن العشرين ، وهنا استميح الاستاذ الكاتب جان كورد عذرا لاقتبس فقرتين مهمتين من مقال له منشور على موقع (الحوار المتمدن) عن تلك البدايات ، يقول الاستاذ جان كورد:
" في عام 1918 التقى ممثلون عن الطرفين الصهيوني والعربي في مؤتمر السلام بباريس لبحث مستقبل الشرق الأوسط بعد انهيار وسقوط الدولة العثمانية. الطرف الصهيوني كان برئاسة الدكتور حاييم وايزمان الذي أصبح فيما بعد أول رئيس دولة في اسرائيل، والطرف العربي كان ممثلا˝ بالأمير فيصل نجل الملك حسين، ملك الحجاز آنذاك. وبصدد ذلك يذكر البروفيسور يهودا ز. بلوم في بحثه عن "الملامح الأساسية للنزاع العربي – الاسرائيلي" بأنه على الرغم من أن الطرفين كانا يطمحان إلى انتزاع الاعتراف باستقلال شعبيهما، إلا أنهما لم يجدا أبدا˝ في تلك المطالب تعارضا˝ أو تناقضا˝ بين طموحات الطرفين العربي والصهيوني، وإنما تكمّل بعضها بعضا˝، وهذا ما يمكن قراءته في رسالة الأمير فيصل التي وجهها في الأول من آذار عام 1919 إلى البروفيسور فيليكس فرانكفورتر (عضو البعثة الصهيونية وفيما بعد عضو المحكمة الأمريكية العليا) حيث ورد فيها:
:" نحن العرب، وبخاصة المتعلمين من بيننا، ننظر بتأييد عميق إلى الحركة الصهيونية، وإن وفدنا هنا يعلم بدقة تلك المقترحات التي قدّمتها المنظمة الصهيونية البارحة لمؤتمر السلام، ونحن نعتبرها معتدلة وعادلة، ونحن سنفعل من طرفنا كل ما نستطيع من أجل مساعدتكم لتحقيق النصر. إننا نريد أن نعبّر عن ترحابنا القلبي بعودة اليهود إلى وطنهم. لقد كنا في علاقات وثيقة مع قادة حركتكم وبخاصة الدكتور حاييم وايزمان. إنه قدّم لقضيتنا خدمات جليلة، وآمل أن يكون في استطاعة العرب أن يحسنوا لليهود. نحن نعمل معا˝ من أجل شرق مبني من جديد ومفعم بالحياة، وأن تكمّل حركاتنا بعضها الآخر... وآمل أيضا˝ أن يساعد كل شعب الآخر من أجل تحقيق الانتصارات الفعلية.."
(أنظر آرنو أولمان – طريق اسرائيل إلى الدولة – وثائق – د. ت. ف. 1962 ص 266- الطبعة الألمانية)"

وبطبيعة الحال فقد كان لليهود ، قبل تأسيس دولة اسرائيل ، وجود كبير في العراق ومصر والمغرب واليمن وتركيا وايران والدول الاخرى ، وكانت لهم علاقات طيبة مع شعوب تلك البلدان ، وساهموا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية لتلك البلدان بكل تفان وحيوية ، وكما يبدو ان تلك العلاقات لم تختص بها شعوب تلك البلدان وحدها ، بل تعدى ذلك الى الشعب الكوردي ايضا ، فمئات الالاف من اليهود عاشوا في كوردستان في سلام ووئام منذ السبي اليهودي ، فتحدثوا بالكوردية ، وتزيوا بالازياء الكوردية ، ومارسوا العادات والتقاليد الكوردية ، بل وساهموا في بناء المدن والحواضر الكوردية ، وهذه الحقائق مثار اعتزاز لنا ، وقد كان احفاد هؤلاء اليهود مخلصين واوفياء لكوردستان ، فعندما دكت طائرات صدام حسين مدينة حلبجة بالقنابل الكيميائية ، وحينما ذبح على حسن المجيد 182 الف كوردي في عمليات الانفال الاجرامية ، كان هؤلاء اليهود هم الوحيدين الذين نزلوا الى شوارع تل ابيب ومدينة طبرية يعلنون استنكارهم لذبح الكورد ، بينما صمتت عواصم العالم العربي والاسلامي والعالم كله صمت اهل المقابر.

ومن ابسط الامور التي لا يجهلها اي عاقل ، بأن اسرائيل لا يمكن في حالتها الراهنة ان تفكر بعلاقات ستراتيجية مع الكورد ، لان اي تفكير بهذا الاتجاه لا يعني سوى المزيد من المشاكل لها مع الانظمة العربية التي لا ترتاح لوجود اي كيان كوردي ، فاسرائيل يهمها اولا واخيرا امنها ، وهذا الامن لا يمكن توفيره الا بعقد ميثاق سلام مع الانظمة العربية والاسلامية ، وكل هذه الانظمة ودون اية استثناءات لا تريد لاسرائيل ان تبني اي علاقة مع الكورد ، نعم قد يكون هناك بين الاسرائيليين الكثيرين ، احزاب او افراد ، ممن يودون مساندة الكورد ، ولكن هذا لا يدخل ضمن اولويات السياسة الرسمية الاسرائيلية . لذلك فاي حديث في هذا المجال ليس الا من باب التكهنات التي لا تستند على اي دلائل او وقائع مادية ملموسة.

واذا كان هناك اليوم علاقة او لم تكن بالدولة اليهودية ، فالكورد وحدهم يملكون حق عقد اي علاقة مع اي جهة ، فالموقف الكوردي الشعبي يجب ان لا يكون رهينا بمزاج الاخرين ، بل يجب ان تكون مصلحة شعب كوردستان وحدها المحك في اقرار هكذا سياسات ، ونقطة اخر السطر.

وبالنسبة لاقليم كوردستان الذي يساهم بكل فعالية في عملية بناء العراق الفيدرالي الديمقراطي ويحارب الارهاب بكل قواه ، فقد اعلن الرئيس بارزاني مرات عديدة التزامه بالسياسة الخارجية للحكومة الفيدرالية وان حكومة الاقليم ليست لها اية علاقات مع الدولة العبرية ، ولكن اذا تغيرت الامور واصبحت لاسرائيل سفارة في بغدا د حينها لن يكون هناك من سبب يمنع فتح قنصلية اسرائيلية في اربيل ، اي ان الامر كله مرتبط بالسياسة الخارجية للعراق.



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في العلاقة الاميركية الكوردية على ضوء الزيارة الاخيرة ...
- التكتلات الاقليمية في الشرق الاوسط الى اين؟
- الشرق الاوسط : انظمة الغموض المرعب
- تركيا على مفترق طرق
- شهادة من السجون السورية:تعذيب من نوع فريد في القسوة لم يمارس ...
- تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟
- المتمردون الاكراد ..!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - في العلاقة مع اسرائيل: