أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالوهاب طالباني - المتمردون الاكراد ..!















المزيد.....

المتمردون الاكراد ..!


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 2090 - 2007 / 11 / 5 - 07:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


وعادت حليمة ...الى نغمتها النشاز

مع الكثير من الاحترام والتقدير للعدد غير القليل من الاعلاميين والكتاب والمثقفين العرب الاحرار الذين يقفون موقف المنصف والعادل من المسألة الكوردية ويرفدون الاعلام العربي بكتاباتهم الموضوعية حول التحديات التي تواجه شعب كوردستان ويحاولون ايصال الحقائق دون تشويه او تزييف الى المتلقي العربي ، الا ان ابواق الفضائيات العربية في هذه الايام بالذات وفي اغلبها مع الاسف ، تذكر الكورد بأعوام 1961 والى 1991 حينما كان اغلب الاعلام المسموع والمقروء العربي يسمي الحركة التحررية الكوردية في العراق ب (حركة المتمردين الاكراد) او(العصاة الاكراد) ،. او حينما كان يذكر اسم القائد الخالد مصطفى البارزاني ب(زعيم المتمردين الاكراد) وهكذا ، النغمة النشاز نفسها بدأت تعود الى الظهور مجددا الان كلما جاءوا على ذكر الثوار او المقاتلين الكورد في شمال كوردستان او شرقها ، ويبدو احيانا ان هذا الاعلام المريض بات يتصيد الفرص كي يشتم ويسب الكورد في اعز واشرف ابنائه من الذين يتصدون ببطولة نادرة للسياسات العنصرية في الشرق الاوسط ، فعناصر العمال الكوردستاني كانوا ابطالا وثوارا عندما كان النظام السوري يحتضنهم ويقدم لهم المأوى والسلاح ، وانقلبوا وبقدرة قادر الان الى (ارهابيين) و(متمردين) في نظر الاعلام العربي فقط لان الحاكم تبدل مزاجه ليسارع الاعلام العربي الى نسخ كلماته غير اللائقة خصوصا حينما منح (بركاته!) لجيش اجنبي كي يدخل اقليم كوردستان ويدمر ويقتل الاطفال والنساء والعزل.

ان اغلب الاعلام العربي الفاقد للموضوعية والحيادية في تناول المسألة الكوردية يبحث دائما عن الزوايا التي تلحق اكبر الاذى بالشعب الكوردي وقضيتهم ، ويختار في اكثر الاحيان من يحمل اكبر كمية من الحقد ضدهم ليتحدث اليه ، و انه يرى حتى ان استعمال كلمة (المسلحين) او (المقاتلين) في وصف الثوار الكورد فيه شيء من الوصف الزائد عن اللازم لمن لم يرفعوا السلاح الا دفاعا عن ارضهم وعرضهم وحرية شعبهم امام انظمة لا تعترف اصلا بوجودهم كأمة على هذه الارض.

والغريب ان الاعلام الغربي وخصوصا البريطاني الناطق بالعربية يحذو حذو الاعلام العربي الصادر من البلدان العربية ، فحين نطلع على نصوص الاخبار المتعلقة بالوضع الكوردي ، نرى انها مكتوبة بقدر كبير من الحيادية والموضوعية في نصوصها الانكليزية والفرنسية حتى ان المحررين الاصليين وفي اكثر الاحيان يستعملون الكلمة التي تقابل كلمة (المقاوم) او (المسلح) عندما يأتون على ذكر الثوار الكورد ، ولكن عندما يستلم الطاقم العربي في تلك الاجهزة الاجنبية ، ينطلق هذا الطاقم ليضفي اراءه الخاصة غير المحايدة والبعيدة عن الالتزام بشرف المهنة على الخبر ويترجم ويصوغ الخبر من وجهة نظره المريضة على كل ماهو كوردي ، بل انهم يقلبون الحقائق . ان هكذا اعلام يخون شرف المهنة في الحيادية والموضوعية لا غير . والطامة الكبرى ان بعض مواقع الاعلام الكوردي الناطقة بالعربية يستسلم لهذا الوضع وينقل الصيغ المشوشة من تلك القنوات الاجنبية (المعربة) كما هي على صفحاتها دون ادنى تمحيص لتلك النصوص ودون اية اعادة صياغة لاتجاهات تلك القنوات .

ان الاعلام التركي كله تقريبا ، واغلب الاعلام العربي الان مع كل الاسف في سباق غريب لتشويه ابعاد القضية الكوردية وتزييف وجهة النظر الكوردية ، انهما في خندق واحد لتأليب الشعبين التركي والعربي ضد شعب كوردستان ، حتى عندما يترجمون الجمع لكلمة (كورد) يستعملون صيغة (الاكراد) كنوع من تقليل الشأن وعلى وزن كلمة ( الاعراب) او (الاتراك)، انني اسأل الاعلام العربي هل سيكونون مسرورين اذا استعمل الاعلام الكوردي في اجهزته الفضائية والاذاعية والصحفية الناطقة بالعربية كلمة (اعراب) بدلا من كلمة(العرب)؟

وقد حدثني صديق يقيم في اوروبا ان جهازا اعلاميا اجنبيا مهما وذات وزن اعلامي كبير جدا ، دعى اختصاصيا كورديا على اساس انه يجيد العربية لتنظيم لقاء معه حول الشأن الكوردي في العراق ، يقول صديقى ان الاختصاصي الكوردي ذهب الى الموعد المحدد ، وعند دخوله البناية اصابه الدهشة لآن كل الصورة التي رأها كانت تشي بأن هذا المكان ربما يكون مقرا لتنظيم (طالبان) الارهابي او مكتبا يديره احد مساعدي (بن لادن) ، فخرج وقرأ يافطة البناية فتأكد من انه المكان المدعو اليه ، فسأل موظف الاستعلامات : رجاء هل هذا المكان هو .....؟ فرد عليه الموظف وهو يربت على لحيته الكثة: بأذنه تعالى هو المكان بعينه.
يقول صديقى :عندها قرر الاختصاصي الكوردي ان يخرج من البناية ويلعن الساعة التي اعطاهم فيها كلمة الموافقة على اللقاء.

ومن جهة اخرى ، بتنا لا نتعجب ايضا ان يذهب بعض قنوات الاعلام العراقي الناطق بالعربية وفضائياته على وجه الخصوص ، ومع كل الاسف ، مذهب اغلب اجهزة الاعلام العربي ، فتجد الفرصة سانحة هي الاخرى لاستعمال الكلمات غير اللائقة التي تخدش المشاعر الكوردية ، فيحشدوا في نشراتهم الاخبارية مفردة المتمردين في وصفهم للمقاتلين الكورد ، ولينسوا ان هولاء المقاتلين والمقاتلات الذين يصفونهم بالارهابيين والمتمردين اعطوا في فلسطين العشرات من الشهداء دفاعا عن حقوق شعب فلسطين ، والمفروض في الاعلام العراقي ان يكون وفيا لدمائهم الزكية تلك ، ويراعي مشاعر المواطنين الكورد في اقليم كوردستان الذين يشاهدون نشراتهم الاخبارية ، وليكونوا موضوعيين حينما يتناولون تلك الاخبار ، كفى تملقا لتركيا التي لا تحترم حق الجيرة ، وتحاول تصدير مشاكلها الى العراق ، و لا تستهدف العمال الكوردستاني بقدر ما تستهدف سيادة العراق و شعب اقليم كوردستان العراق والكورد كلهم ، الم يقولوا صراحة انهم سيلاحقون الكوردي حتى اذا تحقق لهم شيء فوق القمر؟ الم يستمعوا اليهم كيف يريدون التدخل في الشأن العراقي وفي نصوص الدستور العراقي؟

على كل حال ان اغلب الاعلام العربي المتورط بمواقف غير موضوعية ازاء الشعب العراقي عموما و شعب كوردستان لايستطيع ان يفعل اكثر مما فعله لحد الان في التشويه والتهميش ، وان ما يقوم به من استفزاز ، متعمدا ، لمشاعر الشعب العراقي وشعب اقليم كوردستان خصوصا لن يزيد المواطن الا تشبثا اكثر بحقوقه ، ولن يزيده الا اصرارا على التمسك بالنضال في سبيل الوصول الى اهدافه ، و يلعن كل من يقف في جانب الشر والجريمة والنزعة العنصرية ، وسيفيق المتلقي العربي ان اجلا او عاجلا على حزمة التخدير الملعون الذي يعطيه له اعلامه المشبع بالكراهية الخالية من اية مسحة للمحبة و الاحترام لشعب قدم الكثير الكثير للعرب والاسلام .



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالوهاب طالباني - المتمردون الاكراد ..!