أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء















المزيد.....

تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء


عبدالوهاب طالباني

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة (عملية!) الى الوراء ، فقدت تركيا امكانية التفاوض مع اهم طرف كوردي ممثل في البرلمان التركي حول خطة الانفتاح على الشعب الكوردي حينما أمرت أعلى محكمة في تركيا يوم الجمعة الماضي باغلاق الحزب الرئيسي و المؤيد للقضية الكوردية في تركيا وهو حزب المجتمع الديمقراطي ومنع 37 من قادته من العمل السياسي بتهمة التعاطف مع ثوار العمال الكوردستاني لمدة خمس سنوات بزعم وجود صلات له مع حزب العمال الكوردستاني ، وأقام الدعوى كبير ممثلي الادعاء في تركيا "عبد الرحمن يالجينكايا" الذي حاول دون جدوى اغلاق حزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في عام 2008 على اساس انه يخالف الدستور العلماني للبلاد.

وفور اعلان قرار المحكمة التركية ( وحسب انباء منشورة) اعرب الاتحاد الاوروبي فعلا عن قلقه بشأن قرار حظر حزب المجتمع الديمقراطي ومنع عدد من عناصر الحزب ونوابه في البرلمان التركي من ممارسة العمل السياسي على مدى 5 اعوام.

وجاء في بيان صدر حول الموضوع ان "الاتحاد الاوروبي يشجب العنف والارهاب ويذكر في الوقت نفسه ان حظر الاحزاب السياسية يعتبر اجراء لا يمكن تطبقيه الا في حالات استثنائية".

ودعا الاتحاد الاوروبي تركيا ( حسب وكالات الانباء) الى ادخال تعديلات دستورية من اجل ان تتطابق التشريعات التركية مع توصيات لجنة فيينا للاتحاد الاوروبي وبنود المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان.

ومن المعلوم ان قادة في الاتحاد الاوروبي يعتبرون ان قبول تركيا في النادي الاوروبي يمر عبر بوابة ديار بكر ( عاصمة شمال كوردستان) اضافة الى الشروط الاوروبية الاخرى ، اي ان احد اهم شروط الاتحاد الاوروبي لقبول تركيا في الاتحاد الاوروبي هو الاقرار بالحقوق الكوردية لحوالي عشرين مليون انسان كوردي يعيشون على ارضهم الوطنية في جنوب شرق الاناضول او شمال كوردستان.

كما وان اعلان القرار ادى الى اندلاع مظاهرات صاخبة و مواجهات مع الشرطة التركية في المدن الكوردية وخصوصا في كبرى مدنها (ديار بكر) التي يبلغ تعداد سكانها اكثر من مليون ونصف المليون نسمة.

وفي خبر لاحق اوردته وكالة (كونا ) للاخبار ان النواب الكورد في البرلمان التركي وعددهم 21 عضوا وهم اعضاء في الحزب المنحل قرروا الانسحاب من البرلمان وقدموا استقالاتهم احتجاجا على القرار ، وفي هذا الصدد قال رئيس الحزب احمد تورك في مؤتمر صحافي ان النواب الممثلين للحزب لن يشاركوا بعد اليوم في جلسات البرلمان ردا على قرار حظر الحزب الوحيد الممثل للاكراد.

يشار الى ان عدة احزاب كوردية سبق وحظرت بزعم علاقتها بحزب العمال الكوردستاني الا ان تلك الاحزاب عادت وتشكلت تحت اسماء احزاب مختلفة ، وليس مستبعدا ان تقدم الكوادر السياسية الكوردية على تشكيل حزب جديد ليحل محل حزب المجتمع الديمقراطي ، ولكن الحديث عن هذا الموضوع ما زال سابقا لاوانه.

وعلى الرغم من ان بيانا صدر من الحزب الحاكم ( حزب العدالة والتنمية) ، صاحب مبادرة الانفتاح على الشعب الكوردي ، يبين فيه انزعاجه من قرار حظر الحزب الكوردي ، الا ان تصريحات اوردوغان الاخيرة في الولايات المتحدة و تصريحات الرئيس التركي عبدالله كول في جولته في دول البلقان تفرض ظلالا كثيفة من الشك على صدقية الحزب المذكور ، كما ان تصريحات رئيس المحكمة الذي قال فيها ان اعضاء المحكمة بالاجماع ، قرروا غلق الحزب كل هذه الامور تؤكد ان الحزب الحاكم ايد وساند قرار الحظر من قبل المحكمة التركية التي يبدو انها تتمثل عادة للعقلية الاتاتوركية وتنفذ ارادة القيادة العسكرية التركية التي تعتبر نفسها وريثة الفكر الاتاتوركي العنصري.

ويبدو ان تأييد حزب العدالة والتنمية لقرار المحكمة التركية يهدف اولا :

الى الانفراد باصوات الناخبين الكورد خصوصا وانه يحاول مغازلة الشارع الكوردي حول مبادرة الانفتاح ، في وقت لا يستطيع اي حزب اخر من الاحزاب الموجودة حاليا ان يحل محل حزب المجتمع الديمقراطي المنحل ، عدا حزب العمال الكوردستاني الذي يعتبره النظام التركي حزبا ارهابيا ، مما يجعل امر التفاوض معه صعبا للغاية امام التعنت الواضح للعسكريين الترك وحتى الحزب الحاكم نفسه واحزاب اليمين المعروفين بعنصريتهم. وهذا سيؤدي في اكثر الاحتمالات الى تعثر عملية الانفتاح المزعومة والتي لم تشهد اية تطبيقات ملموسة على الارض للانفتاح الحقيقي على الكورد ، فافتتاح قناة فضائية كسيحة باللغة الكوردية واطلاق تسمية الاولاد الكورد المولودين حديثا باسماء كوردية ، واعادة اطلاق الاسماء الكوردية لبعض المناطق والتي تم (تتريكها ) سابقا ، هذه الامور وحدها لا تعتبر انفتاحا حقيقا وصادقا على الشعب الكوردي ، اذ ان تغيير الدستور العرقي التركي يعتبر هو الاساس في اية عملية انفتاح حقيقية ، اذ يجب ، اذا كان الاتراك صادقين في نواياهم ، سواء أكان اوردوغان او غيره ، ان يذهبوا الى تغيير الدستور اولا والاقرار بأن الاناضول او (تركيا) هي بلد متنوع الاعراق والثقافات كما تفعل الدول المتحضرة التي تشبه حالتها حالة الوضع القومي المتنوع في الاناضول ، لا ان يعتبر شعب الاناضول كله اتراكا بينما يعيش هناك اكثر من عشرين مليون كوردي وملايين اخرى من الشركس واللاز والسريان والعرب والارمن.

وثانيا:

التخلص ولو موقتا من ضغوطات العسكريين الذي حاولوا قبل اشهر قليلة ومن خلال المحكمة نفسها حظر حزب العدالة والتنمية نفسه.

ولكن في الوقت نفسه سترى حكومة اوردوغان نفسها امام اشكالية المضي في مبادرة الانفتاح( اللفظية حتى الان) ، اذ انها تحتاج الى من تتحدث معه حول خطة المبادرة والية تنفيذها ، كما ان الوقائع تقول ان اية مبادرة في الاناضول للوصول الى السلام الحقيقي بين النظام والشعب الكوردي هناك لن تنجح دون ان تتحررالسلطة التركية من عقدة (البكك) وان تذهب بشجاعة حقيقية للتفاوض معهم ، اذ وحسب الكثيرين من المراقبين ان الوضع الكوردي هناك لن يشهد الاستقرار الكامل دون اتخاذ القرار الحاسم وهو فتح قناة الحديث المباشر مع العمال الكوردستاني.

السلام والامن ، وحقن الدماء ، والعمل لبناء المستقبل السعيد لشعوب الاناضول وانهاء الصراع الدائر بين الشعب الكوردي والنظام التركي يتطلب ، ان تنبذ السلطة التركية اساليب التحايل والمناورات ، وان تتخلى عن قصص منح الاجازات للاحزاب تحت ادعاءات الديمقراطية ، وكي تخفي فكرها الشوفيني تحتها ، ومن ثم ايقاف تلك الاحزاب عن نشاطاتها بدعاوى و اتهامات باطلة ، عليها ان تكون شجاعة ، و تخلص حقيقة لمبدأ العدالة والتنمية وتذهب الى الحل ، وهي تعرف جيدا اين هو موقع الحل!

ان مبدأ خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء باتت مكشوفة جدا ، وموديلا قديما مهلهلا ، وعلى تركيا ، ومن اجل مستقبل شعوبها ان تقلع عنها. اذ ليس هناك عاقل على الارض يجهل خبث هذه السياسات.



#عبدالوهاب_طالباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واخيرا وربما ليس اخرا:(اختراع) قوميات .. للدفاع عنها(!)
- سؤال (ساذج!): هل ثمة شيء جديد في السلة التركية حول كركوك؟
- المتمردون الاكراد ..!


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب طالباني - تركيا: خطوة ( لفظية!) الى الامام وخطوات (عملية!) الى الوراء